2024-04-26 03:58 م

إسرائيل تبعد القوة الأممية العاملة في الجولان حتى لا تكون شاهدة على دعمها للعصابات الارهابية

2014-12-12
القدس/المنــار/ على مدار عدة أيام عقدت في اسرائيل سلسلة من اللقاءات بين مسؤولين كبار في قوات الامم المتحدة العاملة على الحدود بين اسرائيل وسوريا، وبين قيادات عسكرية كبيرة في الجيش وجهاز الاستخبارات الاسرائيلي، هذه اللقاءات عقدت في مناطق متفرقة من اسرائيل، كان آخرها لقاء عقد في القدس الغربية شارك فيه موظفون كبار في وزارة الخارجية الاسرائيلية ، وشهدت هذه اللقاءات مشاورات ونقاشات حول مستقبل عمل القوة الدولية على الحدود بين اسرائيل وسوريا، خاصة في ظل حالة الاشتباك بين العصابات الارهابية والجيش السوري في المنطقة الحدودية التي تحولت الى منطقة غير آمنة، دفعت بهذه القوة الدولية الى "استنساخ" مقرها الى داخل الاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل.
وذكر مسؤول أممي لـ (المنــار) أن اسرائيل تسعى الى ابعاد قوات الامم المتحدة عن المنطقة الحدودية حتى لا تكون شاهدة على حجم التعاون والتدخل الاسرائيلي فيما يجري على الجانب السوري من الحدود، بالاضافة الى حالة الاحتضان "الحميمية" التي تقوم بها اسرائيل في منطقة الجولان في المنطقة الواقعة تحت السيطرة السورية.
ويرى المسؤول الأممي في حديثه مع (المنــار) أن ما يدل على هذا التوجه الاسرائيلي هو اقتراح اسرائيل بأن تنتشر القوات الدولية في نقطتين على المنطقة الحدودية، تعتبرات غير مطلتين على مقاطع الحدود بشكل واضح، وهذا يعني إفراغ مهمة القوة العاملة ليصبح وجودها مثل عدمه، لكن، اسرائيل لا ترغب في انهاء عمل هذه القوة بشكل نهائي، خاصة وأن لديها القدرة على ذلك، وتدعي اسرائيل أن الشريك الآخر "الدولة السورية" في الاتفاق على نشر قوات الامم المتحدة فقد وجوده الميداني في منطقة الحدود، مما يعني أن عنصرا أساسيا في هذا الاتفاق لم يعد قائما على الأرض، وهذا يوفرالفرصة لتنصل اسرائيل وصولا الى تجميد عمل هذه القوة نهائيا.
ويضيف المسؤول الأممي أن اسرائيل ترغب في ابقاء هذه القوة على أن تحدد هي مكان وجودها، تحت شعار المحافظة على هذه القوات في ظل ما تتعرض له المناطق الحدودية من رشقات متبادلة للقذائف، وحتى لا تتكرر أحداث كتلك التي وقعت مؤخرا وانتهت باحتجاز العشرات من القوة الدولية على أيدي المجموعات الارهابية.
وحول السبب في رغبة اسرائيل المحافظة على دور القوة الدولية رغم افراغها لمضمونه، يجيب المسؤول الأممي أن الأمور العسكرية في المنطقة الحدودية لم تحسم حتى الآن نهائيا، لمصلحة المجموعات الارهابية التي توفر لها اسرائيل التسليح والملجأ الطبي والمعلومات وتسمح لها بسلوك ممرات آمنة داخل المناطق التي تسيطر عليها، وهذا يعني احتمال وقوع مفاجآت، رغم أن أمنيات اسرائيل أن تكون ايجابية فقط، وأن لا تعود الدولة السورية لتفرض سيطرتها في تلك المنطقة، غير أن الامنيات شيء والواقع العسكري الميداني شيء آخر، وهذا ما أثبتته مجريات الأحداث العسكرية في سوريا طوال مدة الازمة السورية المستمرة منذ سنوات، وعدم قدرة المجموعات الارهابية على الامساك بالمناطق التي تسيطر عليها لفترة طويلة، لذلك هناك ضرورة للابقاء على عناصر هذا الاتفاق، وبشكل اساسي عنصر القوة الدولية، خاصة وأن اسرائيل في حال سقوط هذا الاتفاق، وعدم حدوث ما تتمناه بأن تلك المنطقة المتاخمة لمناطق السيطرة الاسرائيلية ستتحول الى منطقة اشتباك بأشكال مختلفة، يمكن للعديد من الأطراف المعادية لاسرائيل استغلال الواقع هناك وبالتحديد حزب الله.