2024-04-27 05:17 ص

حلّ لمأزق المولوي في عين الحلوة

2015-01-23
بيروت/ توافقت مرجعيات عين الحلوة على المخرج الذي ينقذ المخيم من المأزق الذي أُدخل فيه: يخرج المطلوب شادي المولوي من المخيّم كما دخل، من دون أن تتولى القوى والفصائل الفلسطينية إخراجه بنفسها وتسليمه للدولة اللبنانية. المخرج لا يرضي الدولة وأجهزتها الأمنية، لكنه يرضي المخيم الذي يتنقل بين الألغام، بسبب تشظي أبنائه بين مجموعات تتخاصم في ما بينها حتى تكفير بعضها بعضاً. المخرج تبلور بشكله النهائي في الاجتماع الذي ترأسه مسؤول الساحة اللبنانية في حركة فتح عزام الأحمد في السفارة الفلسطينية بمشاركة ممثلي الفصائل الوطنية والقوى الإسلامية المتمثلة باللجنة الأمنية العليا في المخيم. ويأتي اجتماع السفارة بعد اجتماع مماثل عقده الأحمد الأربعاء مع الفصائل قبل أن يجول معهم على الرئيس نبيه بري والمدير العام للأمن العام عباس إبراهيم. ومن المقرّر اليوم أن يعرض الأحمد ما أفضت إليه المشاورات على وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي عبّر علانية عن أن في «عين الحلوة غرفة عمليات لأعمال إرهابية».
وكان مسؤول عصبة الأنصار الإسلامية الشيخ أبو طارق السعدي أبرز المشاركين في اجتماع آثر الرجل أن يشارك شخصياً لكي يعرض وجهة نظر العصبة إزاء مطالب الدولة بتسليم المطلوبين واقتراحاتها للوصول إلى حل. ويجري كل من السعدي والناطق باسم العصبة أبو شريف عقل ورئيسها السابق أبو محجن، منذ أكثر من شهرين، جلسات مع قياديين إسلاميين من أبناء المخيم ووجهاء العشائر التي ينتمون إليها، ويتركز كلامهم على ضرورة تحييد المخيم عن الصراعات اللبنانية والإقليمية خوفاً على مصير أكثر من مئة ألف لاجئ لن يبقى لهم ملجأ آخر بعد عين الحلوة. ويعرض الثلاثي شواهد كثيرة تثبت أن أي معركة ضد الدولة خاسرة، فيما يبدي هؤلاء مرونة مع ما يسمى «الشباب المسلم» أو التجمع الذي ضم بقايا جند الشام وفتح الإسلام وكتائب عبدالله عزام، ما دامو من نسيج المخيم، أما «الغرباء فلا تهاون معهم»، والمولوي حالياً أبرزهم. مصادر مطلعة أوضحت أن العصبة تعهدت بالعمل «على إخراج المولوي فقط، إذ لا إمكانية في البحث باللائحة التي تقدمها الدولة وتضم أكثر من مئة مطلوب معظمهم من أبناء المخيم، ما يفتح الباب على اشتباك أهلي. وهم يضمنون أن هؤلاء يبقون تحت السيطرة».
ماذا عن أسامة منصور؟ «لا تتبنّاه العصبة لأن وجوده لم يثبت لديها يقيناً»، يقول المصدر. لكن هل يوافق المولوي على التعاون مع العصبة؟ يؤكّد المصدر: «لدى العصبة الثقة بموافقته على الخروج»، علماً بأنها لا تتواصل معه مباشرة بل عبر وسيط. وكيف السبيل إلى الخروج، وإلى أين وهو مطلوب للدولة؟ يجيب «يخرج شادي كما دخل تسللاً... إلى حيث يشاء، لا شأن لنا بعد ذلك. المهم أننا أبعدناه عن المخيم، وبعد ذلك الدولة وشطارتها حينذاك في القبض عليه».
المصدر: صحيفة "الاخبار" اللبنانية