2024-04-26 09:56 م

تركيا "أردوغان" وايدلوجية التدمير

2015-01-28
بقلم: إيهاب شوقي
كثيرة هي الالغاز في العراق، فمنذ اسابيع قليلة، أفاد شهود عيان من أهالي محافظة ديالى، بأن طائرة مجهولة الهوية تلقي مساعدات غذائية وذخيرة لتنظيم داعش في مناطق قرى سنسل، ثم تختفي دون معرفة هويتها أو الجهة التي جاءت منها. وقال الشهود في تصريحات صحفية إن "الحديث عن هذه الطائرة ليس بجديد فقد تداول الناس نفس القصة في ناحية جلولاء عندما كانت تحت سيطرة تنظيم داعش وأكدوا مشاهدتهم لها وهي تحط وسط الناحية ثم تعود لتقلع منها"، مبينين أن "الجهات الأمنية لم يتسن لها التأكد من هذه المعلومة لعدم وجود موعد معين لمجيئها". وأضافوا أن "قصة الطائرة التي تساعد داعش تحدث عنها أيضاً أهالي ناحيتي بيجي ويثرب ". وكان قائممقام قضاء بلد في محافظة صلاح الدين مفيد البلداوي قد أكد أن طائرة يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي أسقطت بالوناً يحمل مساعدات على منطقة تحت سيطرة تنظيم داعش، داعيا الحكومة إلى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث. وفي سبتمبر الماضي، تناقلت التقارير ان الطائرة بلا طيار التي أسقطت قرب مطار بغداد قال عنها الخبراء إنها من نوع "هرمس" إسرائيلية الصنع، وربما لهذا أرسلت السفارة الأميركية فريقا لجمع الحطام ونقله إلى مقرها من دون أن تسمح للجهات العراقية بالاطلاع على ما تحتويه أو ما الذي صوّرته كاميراتها، وهكذا فعلت أيضا مع طائرتين أخريين سقطتا فوق الأراضي العراقية، واحدة بمنطقة "كلار" التابعة لمحافظة السليمانية، والأخرى سقطت في ضواحي "الصويرة" بمحافظة واسط. ويومها تناقلت الصحافة خبرا مفاده أن القوات المسلحة أرادت العمل على معرفة أسباب سقوط الطائرة، إلا أن الأميركيين تدخلوا وأحضروا فريقا متخصصا إلى منطقة سقوط الطائرة، وجمعوا حطامها ونقلوه إلى سفارتهم داخل المنطقة الخضراء. واعتبرت وسائل إعلام عراقية أن "هذه الأعمال هي مؤشرات على صحة المعلومات القائلة إن هذه الطائرات إسرائيلية، وإن هنالك العديد من أمثالها لم يتمكن من توثيق اختراقها للمجال الجوي العراقي بسبب الوضع الراهن، لاسيما أن الأميركيين لا يسمحون بالتحقيق في ملابسات هكذا حوادث". وإلى الآن وهذا اللغز يقع في دائرة المسكوت عنه، فلا بيان حكومي حوله، ولا تصريح من وزارة الدفاع، ولا أي إيضاح من أية جهة أمنية. وفي اكتوبر الماضي، قالت صحيفة "آيدنلك ديلي" التركية أن أبو عمر التونسي، المسؤول الفعلي عن العلاقات الخارجية لتنظيم داعش، أكد أن التنظيم عازم على افتتاح أول بعثة دبلوماسية في دولة صديقة ومسلمة وهي تركيا، على حد تعبيره. مضيفا أن داعش تأمل في أن تشهد العلاقات الثنائية مع أنقرة مزيدا من التطور تحت رعاية الرئيس الجديد للجمهورية التركية رجب طيب أردوغان. وأضاف أن افتتاح أول ممثلية دبلوماسية لتنظيم داعش بمدينة اسطنبول هو لتوفير الخدمات القنصلية لجميع من يرغب في الانضمام إلى الجماعة المتطرفة بالعراق..كما انها سوف تتحمل نفقات وفواتير المستشفيات التي تعالج الجرحى من أعضاء التنظيم والذين سافروا إلى تركيا بغرض العلاج. ومن جانبه، أصدر حزب الشعب الجمهوري، الحزب المعارض الرئيسي بالبلاد، بيانا استنكر فيه قرار الحكومة التركية بالسماح لداعش بفتح مكتب دبلوماسي قانوني في "تشانكايا"، وهي أكثر المناطق رقيا وحيوية بمدينة اسطنبول. وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قد أقر في وقت سابق بأن الدبلوماسيين الأتراك الذين احتجزهم مقاتلو داعش بعد السيطرة على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، في يونيو الماضي، قد تم الإفراج عنهم بموجب اتفاق مع داعش لتبادل المحتجزين. وفي الشهر الماضي ديسمبر 2014، أكد مصدر محلي، من مدينة الموصل العراقية لإذاعة "روسيا سيفودنيا"، أن "تنظيم "داعش" هرب كميات كبيرة من العملة الصعبة، إلى تركيا وباكستان". وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أن "التنظيم حصل على هذه الأموال من سرقة مصارف ومنازل النازحين". وألمح المصدر إلى أن "الأموال المحولة من الموصل إلى الخارج تخصص لدعم عناصر "داعش" في ظل الخسائر الفادحة التي يتلقاها التنظيم في الأجزاء الشمالية من العراق". يبدو ان اكثر المستفيدين من داعش هما تركيا واسرائيل. وبرغم التقارب الاقتصادي الاخير بين روسيا وتركيا والمتمثل في مشروع السيل الجنوبي، فإن ذلك لايثني تركيا عن التنازل عن حلمها في تدمير وحدة سوريا، ويقول الخبراء ان التطورات الأخيرة كشفت عن وجود رغبة مشتركة في تنحية الخلاف حول سوريا جانبًا، حيث تعتمد أنقرة على الغاز الروسي لتلبية احتياجاتها، واستمرار ارتفاع أسعاره يمثل لها مشكلة، خاصة أنها تعد ثاني أكبر مستورد للغاز الروسي بعد ألمانيا. ومن جانب موسكو، فإنها تسعى إلى تنويع علاقاتها الاقتصادية في ظل التأثيرات السلبية للعقوبات المفروضة عليها بسبب الأزمة الأوكرانية، وقد أشار بوتين إلى أن التعاون الاقتصادي مع تركيا يحظى بأهمية خاصة من جانب روسيا، حيث تأتي تركيا في المرتبة الثانية في قائمة الشركاء التجاريين لروسيا، وقد وصل حجم التبادل التجاري بين الدولتين، وفقًا لبعض التقديرات، إلى حوالي 32.7 مليار دولار. وبرغم تنحية الخلافات، فهل من الاساس ما يحدث بسوريا هو مصلحة تركية؟ الخبراء يقولون ايضا ان تركيا مرتبطة بحساباتها الخاصة بحجم التداعيات السلبية المترتبة عليها من استمرار الصراع في سوريا، لا سيما مع زيادة عدد اللاجئين الذين تستضيفهم، والذي بلغ أكثر من 1.5 مليون سوري، حيث أشارت هيئة مكافحة الأزمات والكوارث الطبيعية التابعة لرئاسة مجلس الوزراء التركي، في هذا السياق، إلى أن عدد اللاجئين السوريين في بلدة الريحانية الحدودية أصبح يمثل ثلث سكان الريحانية. اذن ما هو السر اذن لهذا الحقد الاردوغاني الا اذا كانت هناك احقاد عثمانية على العرب كما تقول تحليلات معتبرة وان يكون المشروع الاردوغاني الاخواني مشروع متقاطع عضويا ووجدانيا مع الارهاب يشكل ايدلوجي وقائم على تصفية الحسابات مع الدول القومية لتفكيكها وجعلها امارات تكن بالولاء للتنظيم الدولي تحت حلم خلافة جديدة ربما يحلم السلطان التركي بتولي عرشها مثلما عكست صور استقباله لعباس بحرس الشرف التاريخي الذي اثار السخرية برغم دلالاته الخطيرة التي تفصح عن مكنون توجهات اردوغان.

الملفات