2024-04-27 02:47 ص

تأجيج الصراعات المذهبية لأسباب تافهة

2015-02-25
بقلم: رابح بوكريش

لعبت للتكنولوجيات الحديثة دورا كبيرا في تطوير عملية التجسس ، وزادت من حرية تصرفهم وتأثيرهم على القرارات الحيوية. لقد أصبحت القرارات الهامة في أي دولة عربية تتخذ بواسطة هؤلاء الجواسيس !. وأصبح واجب السياسي ورجال السلك الديبلوماسي هو تبرير قراراتهم ! لذلك أختلط الحبل بالنابل في السياسة العربية " إذا كانت هناك سياسة اصل " ، وبحكم أننا مازلنا نعيش في مرحلة الصراعات المذهبية ، والقومية الضيقة ، دون أن نصعد بجهودنا الى تحديات العصر الذي نعيش فيه ... لذلك يشعر الانسان العربي بالعجب عندما يسمع اخبارا عن التجسس بين دولتين عربيتين أو بين هذه الأخيرة ودولة إسلامية كتلك التي حدثت بين الرياض وطهران في المدة الأخيرة . إن ترك الأمور تتعفن في هذا المجال ، وغض البصر عن ذلك ، والتنصل من المسؤولية الواجبة على الحكام العرب والمسلمين أن يتخذوها لوقف هذا النشاط الذي يهدف اساسا إلى تحقيق ما تطمح إليه القوى الغربية ، إذ تريد أن يتوالى الصراع العربي الإسرائيلي ويحل محله الصراع المذهبي بين السنة والشيعة وما سينتج عنه من خراب واستباحة للدماء ستؤدى الى الفتك بالدول العربية وتحويلها الى دويلات . وما يحزن الشعوب الإسلامية في الوقت الحالي أن الصراع السني الشيعي أخذ منعطفا خطيرا لم تشهده حتى فترات التاريخ الأكثر سوادا في الماضي الإسلامي بينهما , و لم تبق إلاّ ساعة إعلان الحرب بين الفريقين اللذين مهدا فكريا و عقديا وايدلوجيا و علميا لهذه الحرب التي بدأت ملامحها تظهر في سوريا . إن اقحام العمل المخابراتية في الصراعات المذهبية ضرب من الجنون ، والتي تنبئ إن استمرت بحرب بين الوهابية والشيعة . وليس بمقدورنا سوى تذكير حكامنا بما قاله الكاتب الألماني شتيفان بوخن " أنَّ رجال دين من أمثال السنّي يوسف القرضاوي أو الشيعي آية الله أحمد جنّتي يمثـِّلون البغض الطائفي ويفرغون الإسلام الراهن من العقل، وأنَّ الحرب الدينية ما بين المذاهب الإسلامية التي ساهم هؤلاء في إشعال فتيلها من شأنها أنْ تغيِّر وجه المنطقة على نحوٍ مدمر".

الملفات