2024-04-26 09:18 ص

أهـلا باليمين!!

2015-02-26
بقلم : نزار نزال*  
من باب المكاشفة وعدم الاختباء خلف الإصبع صار لا بد من القول وبدون خجل أننا عاجزون ولم يعد بالإمكان حتى الَنَفس ومللنا الاحتلال الراقي وأصبح طموحنا احتلالا يتحمل تبعات ومسؤولية احتلاله وعدم السباحة في بحر رمال الصحراء الكبرى فها نحن نعارك الأيام على أمل بغـــــدٍ أفضل ولكن يوما بعد يوم يزداد طقس فلسطين تلبداً بالغيوم البيضاء وتصبح الفجوة أكبر ما بين حياة هادئة ..وادعه وبين حياة كلها تعاسة وشقاء فها نحن نطل برأسنا من نافذة الزمن على الشهر الثالث ولا رواتب لا بل زيادة الطين بِله قطع الكهرباء عن مدن بأكملها وماذا بعد... قطع الماء و الهواء وهو الأفضل حتى نكون خلف الشمس وبالتالي نصرخ بتكرار نموت نائمين ولن نركع حتى ينقطع وريد الحياة . لم يعد البسيط من الناس تنطلي عليه خزعبلات السلام ولا حتى من يلقي بثقل جسده على كرسي يفاوض " ليفني" ففي رأسه فَهم واضح وفي رأسها ثوابت لا تزيح عنها لان حكم رابين سيطيح برأس كبيرهم بتهمة الخيانة العظمى ، وسنبقى ندور في دائرة مغلقة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ، ففي ظل كل ما يترتب من التضييق و الخنق على أبناء هذا الشعب يقف المواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة يرجم الزمن ويلعن كل من حوله حتى الحجارة يسبها ويلعن الجماد صار يقسم لك بكل الرسالات السماوية أننا نعيش كذبه كبرى منذ أكثر من (66) عاماً ولم يعد يحتمل الحديث حتى في الحقائق . صار من الطبيعي الوقوف ملياً عند آخر الفصول يناعة و الإدراك بان إسرائيل تدفع بالمنطقة إلى الانفجار الذي يصب في صالحها طبعا لان أي تهور في الوقت الحاضر لن يبق ولن يذر وسنكون بالقرب من فوهة البركان الذي سيلقي بحممه على رأس البعيد قبل القريب في ظل حسابات نسبة الخطأ فيها هامش لا تتعدى البسيط من الحساب ومردود ذلك يعني واقع صعب على نسيج ظرفه في الأصل أصعب مما يتخيله الكل . يطل الغرب برأسه ممثلا بوزير خارجية أميركا كيري ليبدي قلق من احتمال انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية ، لست أفهم مدى استخفاف هؤلاء الناس بعقولنا ، نقول بأن أميركا ومن في فلكها معنية جدا بدفع المنطقة إلى الحافة ولكنها لن تدفعها إلى ما بعد الهاوية فهناك مطالبة بضرورة تحويل عائدات الضرائب خوفا من الانهيار ولم تصل المطالبة إلى حد الضغط الخجول لا بل تجدد غزلها الموسمي لإسرائيل بإبرام صفقات من الأسلحة بمليارات الدولارات على شكل مساعدات وكأن نسبة الفقر في إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر، كل هذا السكوت على الممارسات التي تقوم بها إسرائيل على الأرض يشجع من هم في أقصى اليمين إذا ما تربعوا على هرم السلطة في إسرائيل في نهاية آذار القادم ليكونوا أكثر شراسة ضد الشعب الفلسطيني و القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس عباس وستكون هناك حمله مسعورة وشرسة تنهش الأرض الفلسطينية من خلال زراعة العديد من المدن الاستيطانية لقبر أي حلم للعالم في إنشاء دولة للشعب الفلسطيني لا بل سيكون هؤلاء شر يضرب بعواصفه كل العالم . إذا كان سكوت العالم والقوى الفاعلة عن ممارسات إسرائيل في عدم تحويل العائدات الضريبية سبب لدفع الناخب في إسرائيل للتصويت لنتنياهو ومعسكره على اعتبار انه معتدل إذا ما قورن بمنافسيه ، وخوفا من التوجه إلى رأس التطرف بينت وفريقه فسنكون حريصين للتصفيق بحرارة وبكلتا يدينا لهذا التوجه ولكن هل سيسكت المحيط مستقبلا لإفساح المجال للناخب الإسرائيلي حتى لا ندفعه لاختيار رأس اليمين الإسرائيلي خوفا من عدم تحويل الهواء و الماء ، أي عهر سياسي وأي مسخرة هذه فلتخلط الأوراق وتُعاد الحسابات وتُقًيم المرحلة كلها لعل وعسى نجد لنا وطنا حتى لو كان على المريخ .

فلسطين_قباطية

الملفات