2024-04-27 12:32 ص

لبنان دولة المؤسسات

2015-03-03
بقلم: رابح بوكريش
فشل مجلس النواب اللبناني للمرة التاسعة عشرة في انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك لعدم اكتمال النصاب الذي لايزال يعيق انتخاب الرئيس منذ أبريل الماضي . لقد ارتفعت وتيرة النداءات الداعية إلى الاستعجال بانتخاب رئيس جديد للبلاد، تفاديا لتداعيات قد تكون نتائجها وخيمة على لبنان، الذي يواجه تحديات أعقدها تلك المتعلقة بالحرب الدائرة بسورية وتدفق أعداد هائلة من النازحين السوريين تجاوزت المليون نازح بكثير، هذا فضلا عن الأزمة الخانقة في المجال السياحي، الركيزة الأساسية للاقتصاد اللبناني. الحقيقة الواضحة عن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هي : ان اوضاع لبنان لن تتغير سواء برئيس أو بدونه ! والسبب هو ان لبنان دولة المؤسسات . ولا يختلف الأمر في هذا الصدد عن البلدان الديمقراطية . فعل سبيل الحصر .. ايطاليا، إذ يمكن ان تبقى البلاد بدون رئيس الحكومة لمدة شهور.. والأمور تسير بشكل عادي . تصور معي مصر أو الجزائر أو السودان بدون رئيس " أكيد ان ذلك يؤدي الى فتنة يسيل فيها الدم " . والملاحظ ان الارهاب قد خفت وطأته في لبنان منذ ان توقف الرئيس عن نشاطه . فعدد العمليات بين المجموعات المسلحة السورية والجيش اللبناني تراجعت بشكل واضح.. وكذلك عمليات الخطف والسيارات المفخخة !!! ولم تعد بيروت ، كما كانت في فترة من الفترات . والحقيقة الواضحة الثانية هي : خلافات بعض الدول حول الرئيس المقبل للبنان .. من بينها سوريا التي تسعى الى ان تبقى طرفا في المعادلة السياسية اللبنانية .. ونفس الشيء يقال عن : السعودية وفرنسا وايران وامريكا !!! ومهما يكن فإننا نضم صوتنا الى أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر الذين دعوا بالإجماع في بيان السلطات اللبنانية إلى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للبلاد ، لعل الله يأتي للبنانيين برئيس يفتح الطريق لبعض الانفراجات في الوضع الامني والمعيشي ، بل والسياسي ايضا .. وانهاء هذه المرحلة بأقل ما يمكن من الجهد والوقت .

الملفات