2024-04-27 05:47 ص

لم تسقط العروبة عنهم .. فهم لم يكونوا بيوم من الأيام عرب ...

2015-03-29
بقلم: جمال العفلق
منذ بدأ العدوان على اليمن وانا احاول تجنب الكتابة او المشاركة في الحوارات ، محاولا تخفيف حدة الإنفعال الأنساني لدي كمواطن عربي ليست اول مرة يرى فيها ضحايا من المدنيين والأبرياء ولكن هذه المره يرافق صور الضحايا اسم القاتل وهو طيران عربي ينطلق من ارض عربية ليقصف أرض عربية تعلمنا من كتب التاريخ انها موطن القبائل العربية الأول . إذا هي حرب عربية عربية ساق مفتعلوها المبررات الواجبة لها واعلن السفير السعودي بداية العملية من واشنطن التي ادعت كاذبة انها لا تعلم بهذه العملية !! واختاروا اسما لها قالوا عاصفة الحزم وهذا الاسم مستوحى من اسم عاصفة الصحراء التي دمرت العرق واحرقتة ونشرت الأمراض فيه ومازال ينزف حتى اليوم . حرب عربية لا ناقة للعرب فيها ولا جمل ، حرب عربية بدعم دولي وصمت انساني وغياب لكل المبررات الاخلاقية والسياسية والعسكرية . ولكي لا نغرق بالحديث التاريخي يكفي ان نقول ان الرجعية العربية هي نفسها التي كانت تعطل اي مشروع تحرري في خمسينيات القرن الماضي غيرت استراتيجيتها وبدأت تعمل بشكل مباشر بعد ان كانت تدعم اسرئيل في حروبها ضد العرب وهي التي دفعت صدام حسين لدخول الحرب مع ايران وهي التي تخلت عنه عندما خرج منها منخك اقتصاديا وعسكريا وهي التي دفعت بازمة الكويت الى الانفجار وهي التي جلبت قوات غربية واعطتها اراضي وقواعد في المنطقة وهي التي سعت لقتل العراقيين بالحصار وهي التي خنقت سورية في الثمانينات تنفيذا لرغبة اوربا واميركا وهي التي دفعت اتجاه ابقاء لبنان مقسم وهي التي اعلنت الحرب على الشعب السوري واشعلت نار الفتنه ، هذا ليس مجرد اتهام هذا واقع اعترفت به السعودية وهي تعتبر ان هذا خط سياسي يحميها . اليمن الذي يعيش حالة فقر لا توصف لم تسمح له السعودية ان يكون عضوا في مجلس التعاون الخليجي وطالما منعت السعودية الحكومات في اليمن من البحث عن النفط وطالما كانت حدود اليمن مهدده مع السعودية وطبعا لا ننسى ان في اليمن من تواطئ مع السعودية لابقاء حالة الفقر مسيطره على الشعب اليمني ، فماذا يوجد في اليمن وهل تفكر السعودية بتوسيع رقعة ارضها ؟؟ في اليمن اثار يهودية تريدها اسرائيل واليمن يطل على احد اهم المضائق في العالم واليمن اذا ما مارس الديمقراطية او سار في دريق التطور فان الانعكاس الاجتماعي على المجتمعات القريبة منه ومنها السعوةدية سيكون خطر جدا فالسعودية ترفض ان يكون حولها مجتمعات متطوره فكريا ولا تريد ان ينعكس هذا على شعبها لما له من خطر بالغ على الاسرة الحاكمة التي مازالت ترى الشعوب العربية وشعبها مجرد مطية ولا يحق لهم التصرف بشيء . اما مبرر التحالف العربي ان الحوثيين يتمددون وهم نفوذ لايران فهو مبرر لا يمكن ان يقبلة عقل فالحوثيون ليسوا مجرد مستوطنين سكنوا اليمن منذ سنوات او ارسلتهم ايران !! هم اصل البلد وهم من القبائل الرئيسة في اليمن كيف يريدون ازالتهم ومن قال انهم امتداد لايران حتى وان كانوا مذهبيا قريبين من ايران ؟؟ واذا كانت السعودية تدعي ان الحوثيين انقلبوا على سلطة رئيس منخب وهو رئيس مستقيل اصلا ومنتهية ولايته اذا لماذا يدعمون الحرب في سورية على رئيس منخب ؟؟ ولماذا اشعلوا الحرب في العراق من جديد من خلال داعش على رئيس وزراء العراق نوري المالكي وهو منتخب وفق الشرعية العراقية ؟؟ ولماذا قبلوا بانقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر وهو الذي انقلب على الشرعية بغض النظر عن موقفنا من مرسي الذي كان صناعة قطرية وهو اسوء ما انتجته قطر طوال الازمة في مصر . كل هذا يعرفة القارئ واعتقد لا حاجة لكتابته ولكن يبقى الخيط المخفي بالعملية هو هل ترغب السعودية بفرض واقع جديد على المنطقة العربية بان التحالف الذي صنعته لها اميركا قد يتوجه غدا الى سورية او الى لبنان بنفس الحجة ونفس المبررات ..؟؟ ولماذا سارع اردوغان لدعم هذا التحالف العدواني ؟؟ هل دفع ثمن لقرار تركي سيكون مشابه للقرار السعودي بفرض منطقة عازلة على سورية وتدخل مباشر تكون شرعيتة من قبل التحالف الحالي وبهذا تكون المعادلة لكم اليمن ولنا الشمال السوري حتى حلب ؟؟ ان ما يحدث اليوم في الامة العربية من دمار منظم لا يختلف اثنان من هو المستفيد الاول منه ولا يختلف اثنان ان السعودية تريد تفريغ مخزونها الهائل من الاسلحة والتي جمعتها بحجة محاربة ايران في ارض عربية فلماذا لا تواجه ايران وجها لوجه بعيدا عن اطفال العرب ودمائهم ؟؟ ان هذه الجريمة التي اكتملت اركانها بخطاب الرئيس المخلوع عبد ربه منصور في القمة العربية لا اعتقد ان التاريخ سيسجل مثلها في يوم ما .. وان من يدعون العروبة سقطوا اليوم الى غير رجعة فدماء الابرياء من فلسطين الى بيروت الى دمشق الى بغداد الى صنعاء الى طرابلس الغرب في عنق كل من دعم هذا العدوان المنظم على العرب من الذين يعدون انهم عرب . كتب احمد مطر قصيده بعنوان الجثة تقول : في مقلب القمامة ، رأيت جثة لها ملامح الأعراب تجمعت من حولها النسور والذباب ، وفوقها علامة ، تقول هذه جثة كانت تسمى كرامة.

الملفات