2024-04-26 11:31 ص

الحال الفلسطيني في ظل الاحتلال والانقسام.. حقائق وتساؤلات؟!

2015-04-06
القدس/المنــار/ الانقسام باتت حجة كافة الأطراف يلقى بها أمام أي منعطف أو تراجع أو شبه انهيار على الصعيد الداخلي، والصعيدين الاقليمي والدولي.
وفي مراجعة للحال الفلسطيني منذ سيطرة حركة حماس على مقاطع غزة، نجد أن كل الجهود والمحاولات لانهاء الانقسام لم تفلح، وخرج الطرفان المتصارعان بحثا عن وساطات خارجية، في حين لم يلتفتا الى حوار هادىء مسؤول بينهما دون وساطة أية جهة، فالوساطات في كثير من الأحيان تغري الوساطاء على ممارسة لعبة الاحتواء والتدخل الداخلي في شؤون المتصارعين.
بعد هذه السنوات من الانقسام وتبعاته التي تنخر في الجسد الفلسطيني، وبفعل الصراع بين الطرفين المتصارعين، لم تعد القضية الفلسطينية محور الاهتمام الاقليمي والدولي، وهذا الوضع أدخل القضية التي تمتعتا يوما بالمركزية، في دهاليز دول في المنطقة دفعتها الاحداث الى التحالف غير المعلن مع اسرائيل وبالتالي قد تكون قضية الشعب الفلسطيني ثمنا لتقارب عربي ـ اسرائيلي قد يتطور قريبا الى تطبيع شامل.
والأخطر من ذلك، أن حركة حماس وهي أحد طرفي الصراع في الساحة الفلسطينية، رهنت مواقفها وتحركاتها بالجماعة الأمة ومخططاتها، وسياسة الانتظار التي باتت نهجا للحركة والجماعة، بمعنى أن المواقف مؤجلة الى أن تنتهي هذه السياسة المرتبطة بالتطورات الاقليمية، وبالوعود الأمريكية التي قطعتها واشنطن للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان، وهنا، لن نشهد تغيرا أو قرارات حاسمة من جانب حماس بشأن المصالحة، وقضايا ساحة فلسطين الداخلية.
لذلك، الانقسام باقٍ، وفي ضوء الاتهامات والادعاءات المتبادلة بين طرفي الصراع، فان الحديث عن توافق، ومصالحة، هو ضرب من الخيال، على الأقل في هذه المرحلة. ولا ننسى هنا، أن دخول مشيخة قطر وتركيا، وأخيرا النظام السعودي على خط قطاع غزة تحت ذريعة المساعدة واعادة الاعمار، وهي جهات لها مصالحها وأهدافها، لا تتعارض بل تتماهى مع المصالح الاسرائيلية والامريكية مما يهدد المشروع الوطني الفلسطيني بالكامل.
اذا.. لا مصالحة على المدى القصير، ولكل طرف أسبابه ورؤيته، وهذا يتهم ذاك بالعرقلة والتعنت ، والنتائج السلبية تتعمق في الساحة الفلسطينية، والآمال بعودة اللحمة، تتبددد، والتحديات تحاصر الساحة من كل الجهات، وعيون المتصارعين غافلة، في قطاع غزة، حماس تواصل سياسة انتظار ما ستحققه الجماعة الأم، وفي الضفة الغربية، قيادات مشغولة بمن سيخلف الرئيس، ووصل حد التصارع، وان لم يكن ظاهرا، لتوسل على عتبات الاحهزة الأمنية والاقليمية والدولية استجداء للدعم والمساندة، وهو حال منح اسرائيل المزيد من الفرص لمواصلة مخططاتها الاستيطانية. وحتى الحرب الدبلوماسية السياسية التي تقودها القيادة الشرعية لانهاء الاحتلال تجد انتقادا من جانب حماس، وهذه نقطة تصب في صالح اسرائيل.
هذا الانقسام أدخل الطرفين في مسالك وعرة، تؤثر على استقلالية القرار، ومسار التحرك، وتدفعهما الى منزلقات خطيرة وضارة. وشكل الانقسام وفشل جهود المصالحة مدخلا لقوى عديدة، لتعيد الى السطح طروحات ومشاريع تعمق الانقسام، تكسر جناحي الوطن، لا تفصلهما فقط، لذلك، هناك قنوات بدأت تنفتح بين حماس وقوى أوروبية واقليمية لتليين المواقف وتقريبها تفتح الأبواب على المجهول، وربما الانفصال، دولة في غزة، وتعميق للاحتلال في الضفة تسبقه أعمال عنف وفوضى.
وهنا، أمام القيادة الشرعية الكثير مما يجب أن تفعله، ما دام الانقسام يتجذر، والمصالحة بعيدة المنال، خطوات داخل الضفة تعيد للنظام السياسي هيبته وحيوتيه، مما يتناسب ويتلاقى مع رغبات ساحتها، فلا يعقل أن يستمر هذا الحال المأساوي، على أمل أن تنجح جهود المصالحة، ونحن نلمس مراوحتها في نفس المربع والتراشق بالاتهامات يعصف بكل الرغبات الخيرة الصادقة، ويزداد التشاؤم مع الخلافات الحادة حول اعادة اعمار قطاع غزة، وخروج ذلك، عن سيطرة واحقية القيادة الفلسطينية، خروج تدعمه دول كتركيا وقطر لها أهدافها الخبيثة، واهدافها المشتركة مع الاحتلال الاسرائيلي.
لا نريد هنا، تحميل المسؤولية وتعميق للجراح لأي من طرفي الصراع في الساحة الفلسطينية، لكن، هذه الأوضاع المؤلمة تتطلب وقفة جادة، وقرارات حاسمة، يتوفى في اتخاذها مصلحة الشعب الفلسطيني ومسيرته وحقوقه، فالنفخ في "قربة مثقوبة" و "اللف والدوران" وتوجيه الاتهامات، لعبة، لم تعد خافية على أحد، ولم تعد مقنعة أيضا، ولا بد من مصارحة هذا الشعب الذي يكتوي بنيران الاحتلال ونيران الانقسام الذي لم يجد له حلا حتى الآن.