2024-04-27 07:28 ص

المخطط السعودي الجديد .. هل يُبقي الأسد وحيداً في المعركة ؟؟

2015-04-17
بقلم : الدكتور محمد بكر*
أن تتسيد المملكة " العتيدة " المشهد " العربي " الرسمي في قمة شرم الشيخ, وأن تنجح في إضفاء الشرعية العربية على جديد تحالفها المعنون " عاصفة الحزم " , وأن تستمر غاراتها العدوانية على اليمن التي دخلت أسبوعها الرابع من دون راد ٍ أو صاد ٍ لها , وأن تصيّر الإرادات العربية الرسمية وفقاً لمصالحها ومخططاتها , وتتحكم في قرارها ولا سيما القرار المصري, وأن تنجح في ترميم التصدعات, ولملمة التناثرات بين الجانبين التركي والمصري , وأن يعلن الأخير بالفم الملآن أن أمن منطقة الخليج خطا ً أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري , ويعلن على الملأ أيضاً أن بلاده ستجري مناورات عسكرية استراتيجية كبرى مشتركة مع دول الخليج على الأراضي السعودية وذلك خلال استقباله وزير الدفاع السعودي , وأن يتبنى مجلس الأمن الدولي قراراً تحت الفصل السابع يحظر فيه توريد السلاح لحركة أنصار الله , و بموافقة أربعة عشر عضواً وامتناع روسيا عن التصويت انتصر فيه الموقف الدولي للجلاد وضيق الخناق على الضحية , فإن لذلك كله مدلولاته السياسية العميقة التي تنبىء عن تنامي التحرك السياسي السعودي خلال الفترة القليلة الماضية يظهر فيه بشكل جلي سطوة المال السعودي ومفاعيله عربياَ وإقليمياً ودوليا ً . فما هو المراد السعودي من وراء ذلك , وكيف تمكن لنا قراءة ما يخطط له السعودي انطلاقاً من الساحة اليمنية وصولاً إلى الساحة السورية . في اعتقادنا أن السعودي يسعى لاستيلاد كل عوامل النجاح في عدوانه على اليمن , بدءاً من الساحة العربية الرسمية التي بدا فيها الانصياع العربي " عبداً ذليلاً " للمال السعودي الذي بات يتصدر الواجهة السياسية هذه الأيام لجهة شراء المواقف , مروراً بالساحة الإقليمية المتمثلة بالتركي والتي نجح خلالها السعودي في تقريب وجهات النظر وتوحيد الإرادات بين التركي والمصري , وإن ما جرى من تطورات ميدانية على الساحة السورية وتحديداً في مدينة إدلب وما يجري تحضيره في الجبهة الجنوبية إنما يمكن وضعه في سياق " الثمرات الأولى " لمدى التأثير السعودي في القرارين الأردني والتركي , وبالرغم من عدم مشاركة الأخير بشكل صريح في العدوان السعودي على اليمن, وكذلك الرفض الباكستاني للمشاركة في " عاصفة الحزم " , إلا أن ذلك لا يلغي الحضورالسعودي لجهة التأثير في موقف البلدين, إذ أكد البلدان بشكل واضح أن أي تهديد لوحدة الأراضي السعودية فإنهما سيردان عليه بحزم , ولا ننسى في ذات السياق " البرودة " التي أبداها الروسي عندما امتنع عن التصويت في حين صوت الأعضاء الباقين لصالح القرار, ما يدلل على مدى التحرك السعودي الحاصل حتى على المستوى الدولي . إن أي تقدم أو انتصار يمكن أن تحققه المملكة " العتيدة " في عدوانها على اليمن , سيقوي موقفها لجهة تعزيز تحالفها وتالياً توجيهه إلى ساحات ٍ أخرى , وتحديداً الساحة السورية, وإن كل ما توارد من لهجاتٍ أقل ما يمكن أن توصف بالشديدة على اللسان الإيراني لجهة أن السعودية ستتلقى ضربة , وسيمرغ أنفها في التراب بحسب ما أكده مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية , وإن ما تقوم به السعودية في اليمن هو مقدمة لتقسيمها بحسب ما أعلنه نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان , وإن مسار الحرب في اليمن ستكون مآلاته انتصار الشعب اليمني وهزيمة " النظام " السعودي بحسب ما أكده السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير , كل ذلك لن يثن السعودية في المضي قدماً بعدوانها إذا لم تجد تلك التهديدات طريقاً لها على الأرض , في محاولة سعودية لإخضاع اليمن , وإرسال رسالة وتحديداً للأمريكي لجهة تظهير " قدرات " التحالف السعودي وتالياً استيلاد الدعم فيما تمضي وتخطط له السعودية في سورية , هذا المخطط الذي يعتمد في جوهره على مسارين الأول يُكلف فيه التركي بإدارة المعركة في شمال سورية لجهة تقديم الدعم اللامتناهي للمجاميع المسلحة هناك , إضافة للتحشيد الحاصل جنوباً في محاولة لتدعيم الإرهاب , وتالياً ما يمكن أن يشكله من " جسور وشرعية " لتدخل التحالف السعودي المسمى " قوة مشتركة " وتالياً نكون أما سيناريو " عاصفة الحزم 2 " , أما المسار الثاني فهو ما سيكون نتيجة طبيعية للمسار الأول ولاسيما إذا ما سارت مجرياته بالشكل المخطط له , هذا المسار الذي سيحاول فيه السعودي تلمس ذات " البرودة " الروسية والاكتفاء بالامتناع عن التصويت إذا ما تقدم السعودي وحلفائه بمشروع قرار ضد الدولة السورية تحت الفصل السابع , وبذات الأمنية فيما يتعلق بالموقف الإيراني لجهة استيلاد ذات " البرودة" , ولاسيما إذا ما رفعت عن إيران كامل العقوبات وتحقق مرادها وانتصارها السياسي فيما يتعلق بالملف النووي , بمعنى آخر محاولة الانفراد بالساحة السورية وجيشها الذي يراد له سعودياً أن يبقى وحيداً في الميدان. في اعتقادنا أن حسم معركة إدلب وإسراع الجيش العربي السوري في استعادة المدينة سيكون الأساس في إجهاض ما تعمل السعودية على استيلاده , وسيشكل صفعة على وجه التحالف السعودي , وهذا ما يتطلب ضرورة الانتقال السريع لما هو فاعل أكثر, وتبديل الاستراتيجيات المتبعة لجهة تنامي التنسيق بين أطراف جبهة المقاومة لمواجهة الأخطار القادمة , هذا التبدل الذي يجب أن يستند إلى قاعدة التهديد المباشر للمصالح الأمريكية والخليجية في المنطقة , هذه القاعدة وحدها فقط من تلجم استمرار " تبجح " واستعلاء الأطراف المنخرطة في الحرب على سورية التي ستستمر في صياغة المزيد من المخططات, وجديد السيناريوهات, إذ لطالما لم تجد من يرد فرعنتها .
* كاتب سياسي فلسطيني مقيم في سورية