2024-04-27 03:11 ص

مخيم اليرموك وحماس.. وكشف المستور!!

2015-04-22
بقلم: اسلام الرواشدة
في مخيم اليرموك قرب دمشق تكشفت أمور عديدة، في غاية الأهمية والخطورة، ولا بد من مناقشتها بهدوء وصراحة، بعيدا عن المواربة والخجل والخوف أيضا، فمصلحة شعب فلسطين في الداخل والمنافي أهم من المجاملة والتغطية ولعبة ربط الخيوط، واستهواء الارتماء في الأحضان والخضوع لاردادات وأهداف ومصالح الغير، أو التدخل في شؤون الاخرين، ما دامت لهذا الشعب قضية مقدسة بحاجة الى تعاطف ومساندة واهتمامات الجميع، لذلك، ارتباطات البعض بأجندات الغرباء، خطر كبير لا بد من فضحه وكشفه ومحاربته.
بداية، الأحداث والتطورات الأخيرة في مخيم اليرموك "فضحت المستور" وفندت الادعاءات، وأضافت بعدا جديدا، يجب دراسته بعمق، واتخاذ مواقف وقرارات بشأنه، دون سلخ ذلك، عن مواقف ومسلكيات ذات صلة وعلاقة وتشابه، داخل الساحة الفلسطينية وخارجها.
إن اقتحام عصابة داعش الارهابية، احدى أدوات الأعراب والعثمانيين والامريكان والصهاينة، توفرت له أرضية من عصابات داخل المخيم تعيث فيه فسادات منذ أعوام، كالنصرة وأكناف بيت المقدس وغيرها، وتبين أن هذه العصابة "الأكناف" هي احدى أدوات حركة حماس، تشكلت من عناصر لهذه الحركة كانت تتواجد فوق أرض سوريا التي احتضنتها وقياداتها. بمعنى، أن العصابة المذكورة قاتلت الى جانب العصابات الارهابية المدعومة من الغرب واسرائيل والاعراب، ضد الدولة السورية التي احتضنت قياداتها، وهذه المشاركة لحماس في المؤامرة الارهابية الكونية على سوريا، جاءت في اطار الاصطفاف المعادي لشعوب الأمة الذي حمل تسمية "الربيع العربي" وهو في الحقيقة ربيع صهيوني أمريكي.
عصابة أكناف بيت المقدس التي تحالفت مع الارهابيين في مخيم اليرموك، كانت رأس حربة لجماعة الاخوان، التي "وثقت" بالامريكيين، وتعهدت بتنفيذ مخططاتهم، عصابة، انتظرت اقتراب موعد الزحف على دمشق العروبة، خدمة لجماعة الاخوان، وهي خدمة لتحالف شرير أقيم لضرب سوريا والأمة العربية، وحماس كانت تنتظر هذا الزخف وتنصيب الاخوان، لفرض مواقفها في الساحة الفلسطينية، وهنا، فان حركة حماس تتحمل جزءا من مسؤولية ما يتعرض له المخيم منذ بدء الأزمة السورية وحتى الآن، من تجويع وتقتيل، وطوال هذه الفترة نفت قيادة حماس أن تكون لها مجموعات ارهابية في سوريا وتحديدا في مخيم اليرموك، الذي حظي منذ تأسيسه برعاية واهتمام واحترام من الدولة السورية.
الآن، وقد تكشفت الخيوط، ووجدت حماس "متلبسة" من حيث مشاركتها عصابات الارهابية في تجويع اليرموك، ورفض الحركة المشاركة في التصدي لتنظيم داعش الارهابي، فان سياسة حماس لم تعد أبدا في صالح شعب فلسطين وقضيته، وتدخلاتها في سوريا ومصر هو انحراف من جانبها عن هدف كنس الاحتلال الاسرائيلي، هذه السياسة الخارجة على ارادة الشعب، هي التي تقف وراء عدم تحقيق المصالحة في الساحة الفلسطينية، وتثبت أن هناك مخططا اقليميا ودوليا بمباركة حماس وموافقتها، لتنصيب الحركة على رأس الهرم السياسي الفلسطيني، على الاقل، الدفع باتجاه اعلان دولة في قطاع غزة محكوم باتفاقيات وتفاهمات طويلة الأمد مع اسرائيل، تضبط وتعزز الأمن الاسرائيلي، وهذا واضح من تحركات الوسطاء تركيا وقطر، ودول اوروبية. ودليل آخر على ذلك، وهو العرقلة المستمرة من جانب حماس لجهود المصالحة وانهاء الانقسام الذي يلحق أضرارا مدمرة بالشعب الفلسطيني.
فحركة حماس التي تأكد منذ زمن تدخلها المريب في الشؤون الداخلية لمصر وسوريا وساحات أخرى، غير معنية بالمصالحة خدمة لأهداف باتت واضحة وضوح الشمس، تضعها الحركة نصب أعينها، وعدت بها الاصطفاف المعادي للأمة الذي يضم جماعة الاخوان المسلمين.
وهذا ما يفسر "سياسة الانتظار" التي تمارسها حركة حماس منذ "الربيع الأمريكي الصهيوني"، وهذا ما يفسر أيضا، قبول الحركة باستخدامها في أيدي أعضاء الاصطفاف المعادي، الذي ما يزال يدمر في ساحات الأمة. حركة حماس انتظرت وما تزال، ما يمكن أن تحققه جماعة الاخوان من انجازات لاستغلالها في الساحة الفلسطينية، دون اكتراث بما تسببه سياسة التبعية والتدخلات والانتظار من خراب ودمار في الساحة الفلسطينية، وهذا يؤكد أن الحركة تعمل وفق مصالح الجماعة، لا مصلحة الشعب الفلسطيني الذي تتعرض مخيماته في الشتات للتخري والقتل، بفعل المحور الذي تقف على هامشه حركة حماس وتمثله في جماعة الاخوان داخل هذا المحور.
اذا، لا جدوى من جهود المصالحة، أيا كانت هوية القائمين عليها، ولا فائدة من الوسطاء، فحماس تنتظر التطورات ، فاذا ما رأت أن المخطط الأمريكي الذي تشارك في تنفيذه جماعة الاخوان، يقترب من تحقيق أحد أهدافه، سارع قادة الحركة الى شن حرب اعلامية، واتهامات ضد القيادة الفلسطينية للتغطية والتعمية وتخريب جهود المصالحة، واذا ما اتضح لها، أن "تحقيق الأحلام" قد تأخر، قامت بكل الوسائل الى درجة الاستجداء، بالعودة الى جهود انهاء الانقسام.
ولا نعتقد أن القيادة الفلسطينية، وممثلها زار دمشق ووقف على تفاصيل خطيرة، حول مشاركة حماس في تجويع وسرقة وحصار مخيم اليرموك، ومشاركتها في العدوان على الشعب السوري، لا نعتقد أن القيادة، لم تعد على معرفة أكيدة ودراية تامة، بما يجري في المخيم ودور حماس في ذلك، وأسباب رفض السير قدما على طريق المصالحة، لذلك، هذه القيادة تتحمل مسؤولية عدم مصارحة الشعب بذلك، وعدم اتخاذ خطوات ومواقف وقرارات حاسمة ردا على مسلكيات ومواقف وأهداف حركة حماس، والا، فانها هي الأخرى، معنية بعدم المصالحة وانهاء الانقسام.

الملفات