2024-04-26 08:04 م

جوهر الخلاف الديني والمذهبي

2015-04-23
بقلم: حاتم استنبولي
عندما ظهر الخلاف في الأسلام بين انصار علي ومعاوية كان خلاف في جوهره بين فكرتين الأولى كانت للحفاظ على ألاسلام في جوهره الأخلاقي والتحرري ومناصرته للفقراء والمظلومين والثانية هي لعودة سيطرة الأمويين وما يمثلون من سلطة مالية موقفها من الأسلام هو ما يحققه من غطاء اخلاقي لسلطتها واستغلالها .... والصراع استمر لسنين وحسم لصالح بني امية وحلفائهم .... وكان اول ما انقض عليه الأمويين هو الجوهر الديمقراطي في الأسلام حيث الغوا الشورى ومبدأ اختيار الأمام من التشاور الى التوريث...... ولذلك فان الخلاف منذ بدايته هو ليس خلافا على النص الديني والفقهي من وجهة نظر الأمويين وانصارهم بل هو على احقية السلطة السياسية والتي انتزعها منهم الأسلام في مرحلة الرسول والخلفاء الراشدين ....... ولهذا فان الخلاف المذهبي الآن في جوهره خلافا سياسيا وليس صدفة ان نشاهد الأصطفاف تحت العنوان المذهبي الا اصطفافا بين انصار على وانصار معاوية ..... ان كل الافكار التي تطرح حول الجوهر الأنساني والتسامحي والا قتصادي للأسلام هو في جوهره موقف مع انصار علي وكل موقف مع تمركز السلطة السياسية وتوريثها هو موقف مع انصار معاوية فلذلك فان الآسلام كفكر لا يمكن قرأته خارج منظومة القوانين الموضوعية التي تحكمت وتتحكم في المجتمعات الأنسانية .........بين من يريد تمركز الخيرات الأنسانية بيد فئة قليلة من الناس وبين من يريد ان يوزعها على المجتمع الأنساني بحيث يحقق العدالة والكرامة الأنسانية ... اما الصراع الذي نشاهده الآن هو صراع بين تحالف الوهابية وراس المال في الخليج وبين القوى التي ما تزال ترى في الأسلام فكرا يعبر عن مصلحة الفقراء والمظلومين ... وهو امتداد للصراع الذي ظهر بين المسيح والأحبار اليهود وبعدها بين الأسلام وبين مجلس قبائل قريش وعلى راسهم بني امية وبعد انتصار الأسلام استمر الخلاف بينهم حتى احتد بتولي علي الخلافة والذي يعبر فكرا وممارسة عن الجوهر الأخلاقي والفكري الأنساني للأسلام ..... وعندما انتصر انصار بني امية واختطفوا الأسلام وافرغوه من جوهره واصبحت مهمة رجال الدين مرتبطة بولي الأمر وخدمته وحاشيته جيرت كل النصوص الدينية لمصلحة راس المال وممثليه في السلطة السياسية ... اما عن تحالف الوهابية مع راس المال فان الفكر الوهابي في جوهره لا يعير اية اهمية لجوهر الفكر الأسلامي بل يحارب كل فكر ةلها علاقة في تطوره ويرى الدين من منظور حرفي لتطبيق الشرائع ويختصره بالشرائع الخمسة وبذلك يمارس التجهيل المجتمعي واتباع ولي الأمر ومناصرته وهذا يحقق افضل غطاء اخلاقي لممثلي راس المال في السلطة السياسية وبناء على هذا التحالف بين الفكر التجهيلي الوهابي والذي يختصر الأسلام وتاريخه وصراعه باركانه الخمسة وبين السلطة السياسية في دول الخليج فان العدوان على اليمن وشعبها هو في جوهره عدوان على النموذج التاريخي المناقض للفكر الوهابي وتحالفه .. اما عن موقف الدول الغربية المساندة للعدوان فان موقفها ينبع من مصلحتها في استمرار تحالفها مع انظمة الخليج والتي تستند للوهابية كمرجع معرفي يخدم مصالح طغمتها المالية وتدعمها في تعميم هذا النموذج واستخدامه في تدمير دول المنطقة ومجتمعاتها القائمة على اساس العيش المشترك بين جميع مكوناته الفكرية وتعبيراتها الأنسانية وبناء عليه فاننا نستطيع ان نفهم تحالف راس المال العالمي ودعمه للأنظمة الخليجية وتفريخاتها من تنظيمات تكفيرية ..... والمدقق في الخلفية المعرفية للوهابية والداعشية او القاعدية او النصرة وممارساتهم وتعديهم وتدميرهم للفكر الأنساني وانجازاته هوفي جوهره ذات الخلفية المعرفية للفكر العدمي الوهابي وقد راينا مثالا مشابها في التاريخ الأنساني على هذا التحالف بين الكنيسة ورجال الدين وبين الأقطاع.......... هذه المرحلة التي سميت بالمرحلة السوداء في اوروبا........... لذلك فان الموقف من القوى التي تاخذ من الدين كواجهة لممارساتها السياسية يتحدد الموقف منها من على ارضية موقفها من تغول راس المال وممثليه في السلطة السياسية وموقفها من القضايا الوطنية الكبرى ...... وعندما تقف مع الفقراء والمظلومين كون الفقر لا دين او مذهب له تكون في مجابهة تغول راس المال وعندما تلتزم بالمواقف الوطنية تكون قد مزقت ثوبها الديني والمذهبي والتزمت بفكرة النبي عيسى والنبي محمد والخلفاء عمر وعلي والذين ناصروا الفقراء ووقفوا بمواجهة راس المال وتعبيراته من الأحبار اليهود وتحالفهم مع الرومان الى الوهابية وتحالفها مع راس المال العالمي وتعبيراتها وبذلك يكونون مع الفكرة التي تريد العدالة والكرامة والحرية الأنسانية ....

الملفات