2024-04-26 04:02 م

عزمي بشارة فاقد للسعادة

2015-05-22
بقلم: د.مسعود سمارة
المال و الدلال لا يشكلان مصدرا مقنعا لإسعاد عزمي بشارة ، لأن ” المهمة الرئيسية لا زالت متعثرة ” ، فالعلة حسب قوله لمقربيه ” تكمن في التخلف و عقلية البداوة التي تتحكم بسلوك و قرارات أمير قطر تميم بن حمد آلِ تاني و تمنعه عن استكمال باقي متطلبات الثورة القطرية “.

عزمي بشارة ، او الرجل ” الشارد ” من اسرائيل الى خدمة مصالحها الاستراتيجية في منطقة الخليج و الشرق العربي عموما تحت غطاء مضلل من العقائد القومية سرعان ما استبدل تلك العباءة الفضفاضة و اندمج في الأيديولوجية ” الاخوانية ” بعد ان ادرك في السنوات الاولى من وجوده داخل بلاط الامير السابق حمد بن خليفة بأن التبشير بالفكر القومي لا يعبد طريقه نحو المال و النفوذ و لا يخدم الخطة التشغيلية التي رسمتها له تل أبيب.

سرعة انقلاب ” عزمي بشارة ” على الفكر القومي لا تضاهيها الا سرعة انقلابه على ولي نعمته الشيخة ” موزة ” والدة الامير ” تميم ” بعد ان كان يقدس باسمها صباحا و مساء ، و هي صاحبة الفضل في تكريسه داخل البلاط جليسا دائما للأميرين السابق و الحالي ، و لا يخفي ” بشارة ” ابتهاجه بالضربات الثلاثة التي وجهت للشيخة ” الام ” ، و يذهب بشارة الى حد الادعاء بانه كان ” الناصح ” للأمير تميم بضرورة توطيد حكمه و تقليص نفوذ و حضور الشيخة ” موزة ” ، مما أدى الى تقليص موازنة مؤسساتها الى اقل من نصف المقرر ، كما ان الامير تميم رفض في اللحظة الاخيرة حضور حفل افتتاح جامعتها ، الى جانب استبعاد ابنائها الاشقاء للأمير تميم عن مناصب الدولة الحساسة مثل وزارة الخارجية و الأجهزة الاستخباراتية!

و يقول ” بشارة ” لدبلوماسي اوربي ” في السنة الاولى من عهد ” تميم ” كانت قطر تحكم من ثلاثة أمراء متساوون في الهيبة و النفوذ و الصلاحيات و هم الأب و الأم و الأبن ، اما اليوم فالأمير ” تميم ” ليس الحاكم بأمره فحسب ، بل أقصى كل اشقائه ، و أغلق الباب تماماً امام إمكانية مواجهة ” مرارة الخلع ” عن السلطة التي واجهها جده وابيه تباعا.

لكن، و رغم غزارة المال و الخزائن المفتوحة أمامه للإنفاق على اجندته السياسية و إمبراطوريته الإعلامية المكرسة لتحطيم النظم و القوى المقاومة لفكر و اهداف ” الاخوان ” و التيارات الإرهابية ، الا أن ” المفكر ” منزعج و قلق للغاية و هو يرى كيف احتوى الحزم الخليجي ” تمرد ” الدوحة ، كما انه يرى و يلمس استقرار اوضاع مصر ، و فشل ” حلفاء ” ليبيا ، و انهيار حكم ” النهضة ” في تونس .
الا ان ” بشارة ” يعتبر تطورات المشهد السعودي بمثابة الضربة القاضية و انهيارا لنظريته ” المبشرة ” بانتهاء و تلاشي العائلة الملكية السعودية بحلول عام 2018 ، تلك النظرية التي كان قد اقنع بها البلاط الاميري ، و هي النظرية التي تسربت بالصوت و الوثائق من داخل اجتماعات قادة قطر آنذاك مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي .

انزعاج و قلق بشارة ” ينقلب في كثير من الأحيان الى حالة غليان و انفلات الغضب ” حسب صحفي عربي مقرب من ” المفكر ” ، و تحديدا منذ ان اتخذ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قرار ” عاصفة الحزم ” و ما تلى ذلك من قرارات و إجراءات ملكية لتوطيد و تجديد شباب القيادة السعودية ، و اشتداد عريكة القادة الجدد في أتون الحرب و مواجهة الاٍرهاب ، الى جانب تلبية متطلبات التنمية البشرية و الاقتصادية .

ويقول الصحفي العربي المقرب ” عزمي بشارة يعتبر سقوط الاخوان في مصر و من ثم تونس و تجذير القيادة السعودية أطاحت بجهود و برامج عملت عليها قطر و اسرائيل لعقدين من الزمان ” ، و يضيف الصحفي العربي “بشارة يعتقد بأن الامير تميم دخل طورا من الضعف و النفاق البدوي مع السعودية ، و يعتقد بأن الامير و لسبب ما وجد نفسه مجبرا على نفاق رخيص بعد ان اعتقد لبضعة ايام اعقبت وفاة الملك عبدالله بانه تمكن من عقل و قلب الملك سلمان و القادة الشباب الامير محمد بن نايف و الامير محمد بن سلمان ، و بانه قد نجح في زرع الشكوك بين الرياض و ابو ظبي من جهة و القاهرة من الجهة الاخرى “.

مسلسل ” المفكر الاسرائيلي الشارد ” لم يصل الى نهايته بعد ، و قد تكون النهاية بعيدة بعض الشيء ، خاصة و ان بشارة لم يفقد الأمل في عودة الامير تميم للتركيز على ( أصل البلاء ” السعودي ” و هو ما كنت اتفقت عليه مع الامير الأب حمد بن خليفة ، و هو ايضا ما تعهد تميم بمواصلته قبيل توليه الإمارة ) حسب ما أسر بشارة الى مقربيه ، و حتى ذلك الحين يجتهد ” المفكر “في تأمين المتطلبات الاعلامية و المالية لارهاب الاخوان المسلمين و هياكل ارهابية موازية لهم مثل ” فجر ليبيا ” ، و قد شرع مؤخراً بحملة إعلامية و سيكولوجية تنثر تهديدات خارجية وهمية باسم ما يسمى بكتائب ” فجر ليبيا ” ، و هي حملة سرعان ما رصدتها المصالح الأمنية في مصر و تونس و بعض عواصم أوروبا .

عن "الخبر" برس

الملفات