2024-04-26 05:19 م

الحريري "يتفصحن"!!

2015-05-26
بقلم: محمود عبداللطيف
يخرج زعيم تيار المستقبل اللبناني، سعد الحريري، ليطمئن أنصاره الذين ينقسمون بين التعامل المباشر مع التنظيمات الإرهابية من خلال الانخراط في صفوف داعش والنصرة، أو من خلال التعامل مع التنظيم في نقل السلاح، ويهاجم الحريري بصفاقة سياسية، خطاب الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" الذي أكد من خلاله يوم أمس، الأحد، على أهمية تشخيص الواقع الذي تعيشه الدول العربية لامتلاك الفهم الكامل لمخاطر المرحلة الممثلة بالمشروع التكفيري، والذي لايمكن فصله مطلقاً عن المشروع التكفيري، لكن رأي الحريري، إن هذه المواجهة ليست في مصلحة اللبنان، وإن الربط بين تمدد داعش من العراق إلى سوريا فاللبنان ومناطق عربية أخرى، غير موجود إلا في فهم حزب الله للمشكلة، وإن هذا الربط "يخص حزب الله وحده"، وبالتالي، يبدو أن الحريري وبقية القوى السياسية الأخرى مصرة على الوقوف في صف التنظيمات الإرهابية، ولكن لمصلحة من هذا الموقف..؟.
ليس من الضروري العودة إلى كشف عورات الحريري، المكشوفة لجهة قلة تواجده في لبنان، ولعدم امتلاكه الخبرة السياسية الكافية ليكون محل والده رفيق الحريري في قيادة التيار، وإن كان ربيب آل سعود يحاول أن يكون في صورة القائد الشعبي والسياسي لقسم من اللبنانيين، فعليه أولا فهم معنى كلمة الانتماء، ومن ثم العمل على خلق رؤية سياسية واضحة يفهمها هو قبل غيره، فليس من المعقول في شيء، أن يبقى في كنف آل سعود إن كان لبنانياً، وإذا كان الحريري يظن إن بإمكانه أن يحول قصره في العاصمة السعودية إلى قصر للحكومة اللبنانية، فهو مخطأ، والأمر لا يعود هنا للبعد الجغرافي، أو رفض آل سعود لإدارة اللبنان من قبل العاصمة اللبنانية، بل يعود أصلاً لوجود المقاومة اللبنانية وحلفائها، الرافضين لأي دور للسعودية أو أي من الدول الأخرى في الشأن اللبناني الداخلي، وإن كان حزب الله يمتلك علاقة مميزة مع الحكومة السورية أو الإيرانية، فإنه لم يتخذ موقفاً منافياً للموقف اللبناني في ملف خروج الجيش السوري من لبنان، وإن كان قد أكد نصر الله إن القيادة السورية قد اتخذت هذا القرار للتخلص من ضغوط دولية هي بالغنى عنها في وقت كان يحضر فيه للأزمة التي تعصف بسوريا منذ أربع سنوات، والتي جاءت على الرغم من المرونة السورية في جملة من الملفات التي طرحت عليها، لكن الأساس في هذه الأزمة ونشأة المشروع التكفيري، كانت ومازالت، صلابة المواقف السورية من القضايا السياسية والقضية المركزية الممثلة بفلسطين، وطبيعة التحالفات السورية في المنطقة والعالم، ولعل الحريري اليوم، يؤكد على دوره كبيدق في المعركة ضد سوريا خصوصاً، والمنطقة عموماً، من خلال دعوة اللبنانيين إلى عدم الانخراط في مواجهة المشروع التكفيري، معتبراً إن هذه المواجهة ستجر التهلكة إلى لبنان، وكأنه يقوى على ضمان تصرفات النصرة وداعش في الداخل اللبناني، إذا ما تمدد التنظيمين نحو بيروت والجنوب.
في كلام الحريري، ما يشير إلى أن الابن الشرعي للملك السعودي الراحل ( كما تشير بعض المصادر الإعلامية)، مازال يراهن على دوره في المشروع المستهدف للدولة السورية ليكون في منصب رئيس الوزراء اللبناني ذات يوم، بما يسمح له بتطوير الامبراطورية الاقتصادية التي ورثها عن أبو "رفيق"، وبذلك يعترف الحريري مرة أخرى بأنه لن يخرج من الدائرة السعودية، مقدماً مصلحة ذويه الحقيقين، على المصلحة اللبنانية، فمن كان سعوديا حتى ولو غير معترف به، لن يعنيه في يوم سلامة اللبنانيين، أو سلام العرب، فالتاريخ يقول، إن آل سعود وصلوا إلى مُلكهم من خلال سفك الدم العربي، والحاضر يقول إن آل سعود يحاولون الحفاظ على هذا المُلك من خلال سفك المزيد من الدم  بما يخدم المشروع الصهيوتكفيري، وعلى ذلك، يمكن القول إن تيار المستقبل يمارس العقيدة السياسية التي تقول: "الخيانة و العمالة وجهة نظر".

عن "عربي برس"

الملفات