2024-04-26 04:10 م

ما بعد تدمر التاريخية

2015-05-29
بقلم: ابراهيم سنجاب
لعلنا نتذكر الضجة العالمية التى صاحبت تهديد تنظيم القاعدة بتدمير تمثال لبوذا فى أفغانستان وذهاب وفود من علماء المسلمين إلى هناك لإقناع الإرهابيين بعدم ارتكاب هذه الجريمة - أمريكا أرادت ذلك -
 ولعلنا نرى دواعش الزمان يقتربون من بغداد ودمشق وقد دمروا فى طريقهم مآذن ومنارات ومساجد وكنائس بل ومدن أثرية ولكن أحدا لم ينتفض ولا يبدو أن أحدا سينتفض أيضا أمريكا تريد ذلك - !
اقتراب الدواعش من بغداد ربما يشفى غليل بعض المظلومين من أهل السنة فى العراق الذى تجذرت فيه الطائفية على يد من تولوا شئونه.

أما فى سوريا فقد أهان الدواعش الأنظمة العربية والقوى العالمية والمنظمات الدولية, واستولى على مدينة تدمرالأثرية والتى يعنى اسمها البلد المعجزة باللغة الآرامية وبلد المقاومين باللغة العمورية , ليوجه من فوق مسرحها الرومانى المهيب رسائل بالغة الأهمية مفادها أنه قادر على الحركة فى أى اتجاه, حتى فى ظل القصف السينمائى للتحالف الدولى ، ويؤكد مصداقية شعاره الذى رفعه منذ اليوم الأول لظهوره وهو دولة الإسلام (الداعشى) باقية .

أما على المستوى الاستراتيجى وهو الأخطر فان «تدمر» بموقعها الجغرافى وسط البادية السورية تشكل نقطة انطلاق نحو مواقع عسكرية ما زالت تحت سيطرة الجيش السورى و منشآته النفطية ما زالت فى يد الدولة، و يفتح الطريق لمقاتليه نحو البادية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية، ونحو مدينة حمص السورية ليقطع طرق التواصل بين المحافظات فى الجنوب والشمال والشرق .

وبعدين

فسرها كما تشاء وإحسبها كما تحب بعد أن تعلم أن سوريا هى خط الدفاع الأول عن مصر تاريخيا واستراتيجيا، وأنها إذا سقطت فى يد الإرهاب فسوف تتعزز طموحات قاطعى الرؤوس فى الزحف نحو القاهرة ولن تكون مكة المكرمة بعيدا عنهم .

sengabahram@yahoo.com 
المصدر: صحيفة "الاهـرام"

الملفات