2024-05-02 12:35 ص

الانجازات والانتصارات في مهب الريح إلا إذا !؟

2015-06-27
بقلم: عصام عوني
نخوض كمحور مقاومة منذ الخمس سنوات حروبا طاحنة فرضت علينا بالقوة لتغيير التوجهات وردم الانجازات ومترتباتها وسلب الاستقلال وحرية القرار، ورغم ذلك نواصل التصدي والكفاح بلا كلل أو ملل وننتصر ولو بشكل جزئي يبنى عليه مستقبلا.. العدو حاول بكل ما لديه واستثمر أدواته كلها تقريبا ليحقق ما خطط له ودائما يصطدم بالصخرة المقاومة العنيدة، ويعاود الكرة بعد كل فشل وتستمر المقاومة.. ما تتعرض له سورية تحديدا خطير ومريع ولا انساني وغير مسبوق! فما من بلد في العالم تعرض لما تعرضت له سورية إلا وسقط وما قامت له قائمة فما السر؟ سورية نواتها صلبة تأسست على ثوابت تاريخية عريقة متنها الخالد حافظ الأسد ومن قبله قادة تاريخيون قارعوا المحتل المستعمر على مر العصور، وبذلك يكون من الطبيعي انبثاف هذا الشعب عن هذه النواة مقاوما صابرا يرنوا دوما الى النصر.. إن النصر قرار لا رجعة عنه وما تقرر سوريا محقق والتاريخ شاهد مؤكد لا يقبل الشك ولكن، كيف نحافظ على النصر ونحمي روافده؟ ما تعانيه سورية والمقاومة ودول الممانعة يكمن في مكونات الداخل بعضها طبعا وهذا الأخطر على أي منجز تحقق ويتحقق وعليه: إن منغصات الداخل تعمل بالوكالة لتنغيص الانتصارات وليس جديدا فتاريخها حافل بالعمالة والغدر والخيانة وبيع الأوطان، وغالبا خصخصتها لمحتل غاصب ولا يرف لها جفن لو سالت أنهار الدم ولم يرف لها ولن.. في المقابل ما تقوم به الدولة السورية تقديم الطعام والماء والكهرباء والرواتب وكل مقومات الحياة لمناطق كانت وما زالت منغصات لاستقرار سورية وما تقوم به من باب درء الادعائات الدولية بخصوص قمعها للشعب، وهو ادعاء ساقط لا أساس له "مجبرا أخاك لا بطل".. البيئة الحاضنة والعملاء التاريخيين للغرب والاستعمار يحظون بالرعاية والدلال من قبل الدولة، مع العلم أنها البيئة التي تسببت بنكسات البلد منذ احتلت اسرائيل فلسطين لليوم وما قبل ذلك.. السوري الذي حمل السلاح بوجه الدولة وقتل ونكل واغتصب ونهب وسرق يعود لحضن الوطن بجرة قلم وعفا الله عما مضى!! لأن الدولة تعتقد أنها أم وهي كذلك والأم تصفح وتغفر وتسامح عدا عن تقديم صورة انسانية للعالم عن عقيدة الدولة وممارساتها بحق شعبها، وإن ضل بعضه.. ما ينطبق على سورية ينطبق على المقاومة وايران فالمقاومة دائما وأبدا عضت على الجرح وسامحت العملاء وشرعنت لهم العمل السياسي بالمشاركة معهم في حكومات ومجالس نواب وخلافه، على الرغم من أن خيرة شبابها استشهدوا بفضل عمالة هؤلاء.. ايران لا تختلف والتسامح السمة العليا للمرجعية، علما أنها فقدت المليون شهيد بسبب هذه الطغمة الفاسدة إبان حرب صدام الرعناء.. هذه الحقائق ليست لجلد الذات بل أملا بالصحوة، فالقرائات الخاطئة أوصلتنا لما نحن فيه اليوم والتغاضي عن عميل أو فاسد أو مستهتر أو تأجيل المحاسبة الى ما بعد الاستقرار من الخطايا الجسام التي دفعنا وندفع وما زلنا باهض الأثمان، خرابا ودما وشهداء.. إن تأجيل المحاسبة والحسم وقصم الظهر مع هؤلاء يؤجل بعض الدمار ولا ينفيه، ومهما أعدنا الاعمار سنظل رهائن لهؤلاء متى أعيد استثمارهم مجددا من قبل العدو.. كذلك الاستخفاف بالأوراق التي نملك كالمعارضات الحليفة لنا في دول الشر والتقصير بالدعم ولا ضير من السلاح، وخلق الخطط والمساعدة في التنفيذ فكما تدين تدان والبادئ أظلم.. لسنا دعاة قتل وسحل واقصاء، ولكن التاريخ يقول أن كل ما حل بنا وكل هذه الخسائر وهذا الدمار وقوافل الشهداء لها مسبب رئيس، عميل خائن أبا عن جد لا يصلح فساده دهر ولا من يحزنون، اذن بتره من ثوابت الايمان والأخلاق والوطنية.. أخيرا وليس آخرا معلوم أن الكلام لن يروق للبعض ولكنها الحقيقة المرة وللمعارضين السؤال التالي: هل كانت اسرائيل بهذه القوة لولا عملاء الداخل والخارج ودعونا من الأميركي؟ وهل الأميركي صاحب نفوذ لولا أسيفو الذكر "المنغصات"؟ وهل وهل وهل؟ خلاصنا الوحيد باجتثاث عملاء الداخل في كل من سورية ولبنان وايران والعراق وفلسطين ومن ثم التفرغ لاستئصال سلالات العمالة في الخارج ومن بعدها كيان المسوخ "اسرائيل"، بهذا وحده نحفظ النصر وانجازاته ولا تضيع الدماء.. افهموا وعوا.. لو سمحتم,,

الملفات