2024-04-26 10:52 م

الإعلان عن سلاح المقاومة

2015-07-01
بقلم: إبتسام نصر الصالح *
مازالت إسرائيل تواصل حربها القذرة عبر أذنابها(أمراء وملوك السعودية وقطر والأردن والمغرب...الخ) وأتباعها(تركية وفرنسا وبريطانية وألمانية ...الخ) ومربيتها(الولايات المتحدة الأميركية) على سورية منذ عام 2011 وحتى الآن2015.وقد ابتدأت الحرب عبر الوسائل الإعلامية المأجورة أو المملوكة لإسرائيل وهي حرب فكرية استهدفت استقطاب جميع فئات المجتمع لتصنع منها قنابل موقوتة لقتل روح المقاومة العربية ضد إسرائيل. وطالما الحرب على سورية هي حرب فكرية في جذورها فليس من سبيل لاستئصالها من جذورها سوى الدعم الكبير لسلاح المقاومة الفكرية ألا وهو الكتاب، والجريدة، والمجلة(وخاصَّةً مجلات الأطفال)، هذا بجانب المحطات التلفزيونية والإذاعية(ولكن لا تحتاج المحطات التلفزيونية للتوصية بدعمها فهي تأخذ حقَّها من الدعم الذي تستحقه) ولكن السلاح الأقوى والأكثر تأثيراً في حقيقة الأمر هو الكتاب وهو المسكين الذي لا تلتفت له أية جهة بالدعم الإعلامي والإعلاني باعتباره وقبل كل شيء مُنْتَجاً غذائياً للروح المقاوِمة وليس مجرَّد مُنْتَجاً ترفيهياً ليس له أية ضرورة حياتية (كما هو الدارج بين العامَّة وللأسف يُفَضِّل الكثير من الناس شراء أي قطعة من الحلوى أو البوظة لأطفالهم على شراء قصة أو مجلة ناهيك عن شراء كتاب) طبعاً هذا كله لضعف الضخ الإعلامي باتجاه سلاح المقاومة الفكري. فأين وزارة الإعلام من كل هذا؟؟؟!!! *قُوَّة الإعلان التلفزيوني...أين دورها؟؟؟!!! لابد أننا جميعاً نلمس قوَّة تأثير الإعلانات التلفزيونية على كل أفراد العائلة وخاصَّةً الأطفال وربَّات المنازل فما يكاد يُطلَق إعلان تلفزيوني عن كيس(بطاطا) بِاسْمٍ محدد حتى يُسارع الأطفال للسؤال عن هذا النوع بالذات في المحلات والدكاكين(بغض النظر عن الإمكانيات المادية لأهل الطفل) ونرى الأهل لا يبخلون على أطفالهم بشراء هذا النوع المطروح في الإعلان(يقول الآباء أو تقول الأمهات: الطفل يشتهي ما هو معروض عليه بهذا الضخ الإعلاني الكبير ونحن لا نريد أن نحرمه). إذاً لماذا لا يكون هناك ضخٌ إعلانيٌّ متواصلٌ وجِدِّيٌّ ومدروسٌ وبطريقة جميلة وقريبة من الناس حتى تجتذب الأطفال والأهل للإقبال على البحث عن الجريدة أو المجلة أو الكتاب؟؟؟ لماذا ليس لدينا برامج تلفزيونية أو إذاعية تقدم دعاية(إعلاناً) لكتاب أو جريدة أو مجلة بشكل مستمر عبر استقبال نجم من نجوم الدراما التلفزيونية السورية(هؤلاء النجوم الوطنيين الذين حازوا على شعبية عالية لدى الجمهور العربي والجمهور السوري خاصَّة) لأنه مجرَّد أن يرى مشاهد التلفزيون نجمه التلفزيوني المُفَضَّل يحمل بيده كتاباً أو جريدة ويتحدث عنه بطريقة لطيفة ومحبَّبة سيسارع بالسؤال عن هذا المُنْتَج، طبعاً ردة الفعل هذه لن نحصل عليها بعد حلقة واحدة أو برنامج واحد ولمرة واحدة وإنما سنحصل عليها بالتأكيد بعد مواصلة الجهود ومتابعة السير في هذا النهج لدعم المُنْتَج الفكري، عبر كل الوسائل وبمختلف البرامج والسهرات (عبر المحطات الفضائية التلفزيونية والمحطَّات الإذاعية)، وهنا أسوق مثالاً لقوة الإعلان حين يتم المواظبة عليه(إحدى الشركات أطلقت إعلاناً لنوع من المتة التي تقوم بتعليبها في سورية وواظبت المحطات الإذاعية الخاصة والعامة (F.M) على بث هذا الإعلان حتى بدأ الناس يسألون عن هذا النوع بالذات من المتة. *مكتبة الأسد...أجمل مكان لتصوير إعلانات الكتب وأسرع مصدر لأحدث الإصدارات: كم جميلٌ لو يتم بث برنامج يومي من مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، في كافة المحطات التلفزيونية والإذاعية(مدة البرنامج قصيرة جداً) يحكي بطريقة جميلة ولطيفة عن إصدار جديد لكتاب في سورية (مع العلم أن الإصدارات تأتي يومياً إلى مكتبة الأسد نُسَخٌ عنها، يعني يمكن فوراً عرض الكتاب وهكذا يشاهد الناس غلاف الكتاب على الشاشة ويستمعوا لبعض التفاصيل السريعة عنه وكذلك مستمع الإذاعة يتلقى رسالة سريعة حول هذا الإصدار) وليكن فاصلاً إعلانياً للكتاب كما هناك فاصلاً إعلانياً للمواد الاستهلاكية. فهل هذا كثير على سلاح المقاومة. *الكتب التي تروِّج للفكر الإرهابي التكفيري، علينا مواجهتها بدعم الفكر الإنساني النبيل: الكتاب صاحب التأثير الأكثر استِدامة ولهذا يحتاج من وزارة إعلامنا دعماً أكثر ومتابعة حثيثة. لا نقول أن الوزارة مُقَصِّرة، لا أبداً. ولكن نحلم ونتمنى أن تكون الجهود في هذا المجال أكبر وأن يُخَصَّص لها اهتماماً أوسع. فعلى سبيل المثال: تبث قناة المنار اللبنانية المُقَاوِمة بشكل يومي برنامجاً قصيراً جداً عن إصدارٍ جديد(وهو بمثابة إعلان لهذا الكتاب) وهو برنامج مُلْفِتْ ومُحَبَّب لدى المشاهدين ويدفعهم للبحث عن الكتاب. وبالمناسبة مُجَرَّد الإعلان عن كتاب جديد يحمل فكراً مُضَاداً لإسرائيل أو فكِّراً تنويرياً عامَّاً هو عملٌ مُقاوِم ومُؤثِّر وذو جدوى فكرية سواء تمكن المشاهد أو المُسْتَمِع من شراء الكتاب أم لا. *ولنا في جيشنا العربي السوري أُسوَةٌ حسَنة: علينا جميعاً أن نُشْهِرَ سلاحنا الفكري في وجه الفكر الإرهابي التكفيري، ولا نمل ولا نتعب ولا نُحْبَطْ مهما كانت المعوقات والصعاب في طريقنا لأن الأصل في الاستدامة لأي فعل إيجابي نريد إطلاقه ومهما كانت التكاليف أضخم بكثير من النتائج المرجوَّة فلا يجب أن نكل أو نَمِلَّ من طرح أي فكرة تخدم سلاح المقاومة الفكرية لإسرائيل. لأن مقاومة الفكر التكفيري الإرهابي هي ركن أساسي من مقاومتنا لعدونا إسرائيل، وهي ركن أساسي في وحدتنا الوطنية لنكون صفَّاً واحداً مع جيشنا العربي السوري الذي يقاوم إسرائيل عبر مقاومته لذيولها وأتباعها ومربيتها وعبر مقاومته جسد إسرائيل ذاتها. جيشنا العربي السوري الذي هو جيش مقاوم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وبقيادة سيِّد المقاومة الرئيس بشار حافظ الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة هذا القائد المؤمن بعروبة فلسطين وحق العودة للشعب الفلسطيني لابد سينتصر مع جيشنا المقاوم في طرد الإرهاب من بلادنا ونحن من نحمل سلاح الفكر المقاوم لابد سننتصر على الفكر المخَرِّب الإرهابي التكفيري، ذلك أننا هنا في سورية، حيث يرتفع علم الجمهورية العربية السورية بألوانه الأحمر والأبيض والأسود ونجمتيه الخضراوين معلناً للعالم أجمع أن ها هنا سورية منبع الشمس والحضارة والجمال والسلام.

الملفات