2024-04-26 12:45 م

"داعش" يخوض حرب استنزاف على محاور ثلاثة ...

2015-07-04
بقلم: نضال حمادة
لو نظرنا الى الخريطة السورية جيدا لجهة انتشار الجيش السوري والميلشيات السورية (نصرة، احرار الشام، وجيش الاسلام، وباقي الفصائل)
ومناطق تواجد داعش لوجدنا ان مناطق تواجد كل التنظيمات المسلحة اصبحت ما بين مناطق سيطرة الجيش السوري ومناطق سيطرة "داعش" القادم من الشرق باتجاه مناطق الشمال والوسط في سوريا ولرأينا أيضا ان داعش صمد في سوريا بفضل معبرين مع تركيا هما تل ابيض وجرابلس اللذين يعتبران الاقرب لمدينة الرقة (عاصمة داعش في سوريا).
ويخوض "داعش" حرب استزاف في ثلاث مناطق في سوريا هي:
1 - ريف حلب الشمالي الشرقي
2- ريف حمص الشرقي
3- مدينة الحسكة
في ريف حلب الشمالي يحاول التنظيم الوصول الى معبر باب السلام مع تركيا بعد هجومه المباغت قبل ثلاثة أسابيع على النصرة في صوران ومارع والذي مكنه من السيطرة على صوران بغية السيطرة فيما بعد على اعزاز ومعبرها، وذلك عقب خسارته تل ابيض ومعبرها بفضل سواعد وحدات حماية الشعب الكردية.
واستنادا لما تقدم فإن داعش تسعى لمنع وصول الاكراد الى جرابلس خوفا من قطعهم الطريق عليه باتجاه تركيا، كما أن سقوط جرابلس بيد الاكراد يعني أن الرقة ستكون في مقدمة أهداف التحالف الدولي انطلاقا من عين عيسى بين جرابلس والرقة والتي سيطر عليها الاكراد مؤخرا.
مصادر مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي السوري (ب اي دي)، تقول ان قوات حماية الشعب التابعة للحزب ليس لها مصلحة في التقدم نحو الرقة لكنها ستدعم ثوار الرقة من عين عيسى للتقدم نحو المدينة، موضحة أن الاكراد يريدون السيطرة على جرابلس والشدادية وجسر تشرين على نهر الفرات لتأمين التواصل بين مناطقهم وحماية عين العرب وقطع اخر طرق امداد التنظيم مع تركيا وهذا ما دفع داعش الى اتباع استراتيجية إلهاء الاكراد بجبهات كثيرة حتى لا يستمروا بالتقدم في ريف الرقة.
ويعي قادة التنظيم، وفق المصادر، ان اي اقتراب من الرقة لقوات معادية سوف تعني نهاية وجوده في سوريا لذلك يحاول بشتى الوسائل فتح معارك جانبية تبدو انها معارك ذات استراتيجية قصيرة المدى اكثر منها معارك للسيطرة، كما حصل في هجوم داعش الاخير على عين العرب. غير ان هذه الاستراتيجية تحولت الى حرب استنزاف له كما بدأ يحصل في الحسكة، واكثر ما يكسر ظهر داعش هي معارك الاستنزاف الطويلة تلك، وتجربتا عين العرب السورية وامرلي العراقية اثبتتا ان التنظيم ينتهي به الامر الى الانسحاب من مناطق الاستنزاف لخوض المعركة في مناطق اسهل واكثر قابلية للسقوط بيده .
وفي ريف حمص الشرقي، اُعتبر دخول داعش الى تدمر بلا فائدة، وخير دليل على ذلك حرب الاستنزاف المتبادلة بين عناصر التنظيم وميليشيات النصرة و الحر وجيش الاسلام، فعلى الرغم من قوته القتالية الا ان التنظيم يبقى العنصر الاضعف في حرب الاستنزاف. على سبيل المثال يكفي ان تصل قوات الحشد الشعبي في العراق الى الحدود بين سوريا والانبار حتى تنسحب داعش من تلقاء نفسها من تدمر بسبب بعد المسافة مع العراق وصعوبة حماية طرق الامداد.
أما الحسكة، فبعد مغامرة عين عرب الفاشلة الاسبوع الماضي وبداية حرب الاستنزاف لم يعد الوضع العسكري لداعش يسمح له بفتح اكثر من جبهة بغية تأخير الهجوم على الرقة. ويبدو ان الهجوم على الحسكة فخ كبير وقعت فيه داعش سوف يستنزف قواته واصبح في وضع صعب للغاية، فلا هو قادر على السيطرة على الحسكة كما يتضح من القرار السوري بعدم سقوطها ولا قادر على الانسحاب منها خاصة وانه يعطل المطار العسكري لقطع طرق امداد الجيش السوري في دير الزور.
وفي الخلاصة، يبدو من طريقة ادارة المعارك لدى قيادة داعش انها سوف تستميت في الدفاع عن جرابلس عبر ضخ كميات كبيرة من الانغماسيين والانتحاريين دون اية امكانية لخوض معركة هجومية ثابتة، فالمسار التراجعي بدأ في عين عرب وظهر جليا في تل ابيض وليس لداعش امكانيات لوقف هذا المسار وتنحسر خطط قادتها برمي ما لديهم من انتحاريين لتأخير خسارة الرقة.
عن موقع "العهد"