2024-04-27 12:04 ص

لا خوف على دمشق... وداعش الى الوراء در

2015-07-08
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
تواصل سورية نزيف دماء أبناءها ثمناً لمخطط دولي كبير يرمي إلى خلق شرق أوسط جديد مشغول بصراع ذاته، بتسهيل من دول إقليمية ودولية شعارها الدم والتفجير وأهدافها إطالة أمد الصراع وإشعال الحرائق والفوضى والعنف انسجاما ً مع طبيعتهم في الإجرام وأعمال التهريب التي لطالما أتقنوها عبر الحدود لسنوات طويلة، فكانوا على استعداد لخوض معركة كبرى من خلال مخزونات الأسلحة، وإصرارهم على التقدم نحو مدينة دمشق وإسقاطها، كانوا يعتقدون بأن حربهم على دمشق ستكون نزهة، وضنوا بأنهم سيدخلونها ويحتلوها، لكنهم لم يعلموا بأن الشعب السوري شعب يملؤه الإصرار والثبات يقاوم السقوط، ويرفض الإستسلام ،ويكره أن يموت جبان. علامات انهيار تحالف قوى الشر بدأت تظهر بقوة وأن بالغوا في قصفهم للأحياء السكنية في دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية أو إظهار سيطرتهم عليها عبر وسائل الإعلام، صحيح أن ما حدث لحلب من تدمير ما كان ليحدث لولا الدعم الخارجي الكبير فمنذ أيام زاد المسلحين كثافتهم تحسباً للمخاوف التي ستدفع بالناس أن يخرجوا للشوارع بعد أن ضاقت بهم سبل العيش والخناق لا كهرباء لا مشتقات نفطية وشلل كامل للحركة ورعب من إرهاب المليشيات وقصفهم الذي لم يتوقف، وإدراك الناس أن هذه التنظيمات ما هي إلا عصابات إجرامية جاءت من كل بقاع الأرض لتدمير الدولة السورية، فهم لا يملكون مشروع إلا مشروع التدمير والقتل، لذلك فإن حلمهم يتلاشى وقياداتهم تتأكل في إنهيارات متسارعة وبعضهم طالب بالاستسلام لأنهم انخذعوا بهذه القيادات. اليوم تأتي معارك إستعادة الزبداني بإتباع إستراتيجية جديدة في الإسناد والتمركز الدقيق, التي أربكت الأعداء وتمكن الجيش من الحسم السريع, بذلك تلقت الجماعات المسلحة صفعة قوية في الجزء الجنوبي للمدينة حيث هاجمهم الجيش، فحاولوا إشغاله و فتح جبهة الجزء الشمالي للمدينة، فكانت الصفعة مزدوجة، فجعلت منهم يحاولون طلب العون و المؤازرة، وبذلك تمكن الجيش من قطع وإغلاق نقطة جديدة من المعابر غير النظامية بين لبنان وسورية، ذلك أن البلدة تطل على سلسلة تلال وممرات جردية بين البلدين، كما يعمل الجيش بالتعاون مع المقاومة اللبنانية وفصائل من قوات الدفاع الوطني، للسيطرة على قرى في الجزء الشرقي من سهل الغاب بريف حماة كانت التنظيمات المسلحة قد سيطرت عليها في الأسابيع الماضية، وهو يأمل من خلال السيطرة على تلك القرى، ان يكون قد وسّع طوق الأمان نحو المنطقة من جهة، وبدأ الإعداد عملياً للتقدم نحو مناطق سيطرة المسلحين في ريف إدلب الجنوبي من جهة ثانية، وتسير حلب وفق السيناريو نفسه الذي سارت عليه درعا قبل حوالي أسبوعين، وأدّى إلى فشل الهجوم الذي شنته عشرات الفصائل المسلحة تحت مسمّى "عاصفة الجنوب"، الآن لم يعد بمقدور "الموك" ومن يدعمها ويعمل تحت إمرتها سوى الاستمرار في عمليات عسكرية موضعية تهدف إلى كسر نتائج عملية الإحباط التي أصابتها من الجنوب وحتى تلك العمليات الموضعية ستفشل حتماً، خاصةً بعد ما ورد في بعض وسائل الإعلام أنه لا يوجد من قادة تلك المجموعات المسلحة المعنيين بمعركة الجنوب من يعتقد بأن الأمور ستتحسن قريباً، في إطار ذلك أفرزت عاصفة الجنوب صموداً هائلاً للعاصمة دمشق وأصبح السوريين على موعد قريب مع النصر الكبير التي تراكمت مقوماته خلال السنوات الماضية، لكنه يطل اليوم من بوابة انتصار الزبداني، وبالتالي فإن الاجتياح العدواني الذي تقوده أمريكا وعملاؤها لهو أقوى دليل على الحقد الذي يملأ صدور هؤلاء العصابة على سورية أرضاً وشعباً. في إطار ذلك فشلت أدوات أميركا في تغيير الواقع في سورية، فلم يجد الأميركيون وسط اللحمة الوطنية الكبيرة بين جميع المكونات السورية في محاربة داعش إلا التسليم بالأمر الواقع وإعلان فشل المخطط الطائفي الذي كان معدّاً لهذا البلد، وبذلك سقطت ورقة إسقاط العاصمة دمشق من الجنوب، وفشل مشروع غرفة العمليات المشتركة "موك" لخلق خاصرة رخوة تكون منطلقاً لإسقاط دمشق، بعد أن غيرت سورية خارطة سيطرة المسلحين، وأربكت العدو الصهيوني الذي طالب برجوع قوات أندوف إلى الشريط العازل بين سورية ودولة فلسطين المحتلة. يمكنني القول هنا إنه في العاصمة الباسلة دمشق لم يتصوروا اولئك الأعداء صمود وتحدي هؤلاء الأبطال من رجال وشباب عاصمتنا الباسلة لمدينة مسالمة دائماً ...نحن الآن أمام طريق واحد وليس مفترق طرق، هذا الطريق هو الذي ترسمه دماء الشهداء على امتداد الوطن السوري وهو استكمال النضال من أجل إستعادة كل شبر من الأراضي السورية كوننا نمتلك الإرادة والعزيمة وحب الإستشهاد في سبيل الدين والوطن والدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة. مجملاً... إن سورية مقبلة على سباق بين أصوات المدافع والدبلوماسية، وقد نشهد تطوراً كبيراً في ساحات المعارك وخاصة في الجنوب والشمال، فالتقدم النوعي سيرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، مغايرة تماماً لما كان يعدّ للمنطقة بعد الربيع العربي، فالدول التي أرادت أميركا وحلفاؤها إضعافها وتقسيمها، تفرض أجندتها الوطنية وتغير المعادلة، وتفرض على واشنطن إعادة النظر في حساباتها ومعطياتها، وبإختصار شديد سينتهي الإجرام والقتل باسم الوحدة بين أبناء الشعب السوري الواحد وسنرفع علم سورية عند كل المنافذ والمباني والسيارات وسننتزع وطننا الكبير سورية هذه المرة بعد أن استوعبنا درس الذل والعنف الذي استمر خمس سنوات واكتشفنا حقيقة حقدهم الدفين على سورية وحلب تحديداً. 
khaym1979@yahoo.com