2024-04-26 08:25 م

غرائب الصيام ...في عالم الحيوان!!!

2015-07-29
بقلم: إبتسام نصر الصالح  
قبل أن نبدأ استبياننا عن عالم الحيوان لابد أن نستوضح المعنى الدقيق لكلمة(الصيام) فنجد ما يتعلَّقَ بها في قاموس الإرشاد المعاصر، حسب ما أورده فيه الباحث الفلسطيني المقيم في حمص(خليل توفيق موسى)، (صامَ-صَوماً، وصياماً: أَمْسَكَ. و-" في الشرعِ": أَمْسَكَ عن كُلِّ مُفْطِرٍ مِنْ طُلوعِ الفَجْرِ إلى غروبِ الشّمْسِ مع النِّيَّةِ.- و: صَمَتَ. –والنهار: اعْتَدَلَ، وقامَ قائِمُ الظَّهيرة. وصامَتِ الرِّيح: رَكَدَتْ. صَوَّمَهُ: جعله يصومُ. الصائِمُ:من مارس الصَّومَ.( ج: صَُّمٌ، وصُيَّمٌ، وصُوَّمٌ، وصُيَّامٌ.). الصَّوْمُ: الإمْساكُ عن أي فِعلٍ أو قولٍ كانَ. و- الصَّمتُ: وفي التَّنزيل العزيز:" إنِّي نَذَرْتُ للرَّحمن صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليومَ إنسيَّاً:أي: أَوْجَبْتُ على نفسي لِلَّهِ صَمْتاً، فلا أُكَلِّم أحداً من بني آدَمَ. الصَّوامُ: كثيرُ الصَّومِ. الصِّيام: الصَّومُ. *الصيام...في عالم الحيوان!!! فيما يتعلَّق بالحيوانات فكلنا نعلم أن هناك أنواعاً مختلفة من الحيوانات تقوم فيما أطلق عليه العلماء بـ(السبات الشتوي) حيث تلجأ هذه الحيوانات التي تعيش في مناطق باردة جداً بالنوم طوال فصل الشتاء محتفظة بحرارة جسمها ومكوناته حتى لا تهدرها بسبب الحركة والبحث عن الطعام الذي يستحيل عليها الحصول عليه أثناء العواصف الثلجية وهبوب الرياح الباردة وتراكم الجليد. ولعلَّ أشهر الحيوانات لدينا فيما يتعلق بالسبات الشتوي هو الدب القطبي، ولكن هناك حيوانات كثيرة تقوم بهذا السبات حيث تختبئ في مكان آمن لها وتمتنع عن الحركة نهائياً وعن الطعام والشراب(وطبعاً مكرهة لا بطلة). ولكن هناك حيوانات تقوم بالسبات طيلة فصل الخريف والشتاء، حتى لو كانت تعيش في بيئة طبيعية معتدلة فعلى سبيل المثال: تقوم السَّلاحف بالسبات حتى السلاحف البريَّة التي تعيش في سورية على سبيل المثال تقوم بهذا السبات رغم الظروف الجوية المعتدلة إذا ما قيست بالبيئة القطبية. وحسب تعريف الصِّيام لغةً يُعْتَبَرُ سبات الحيوانات صوماً حقيقياً. *أغرب أنواع الصيام...في عالم الحيوان!!! أذهلتني دودة القز بصومها الغريب، فمن المعروف أن دودة القز هي اليرقة التي تفقس من بيضة تنتجها فراشات القز وهذه اليرقات ذات اللون الرمادي وأحياناً يميل للاصفرار تعيش على أوراق التوت الأبيض أو ورق البرتقال أو ورق الخس، أو تعيش على أوراق أشجار البلوط(كما في الصين)، ولكن التي تعيش على أوراق التوت تنتج أجود أنواع الحرير. وهذه اليرقات تمر بثلاثة أنواع من الصيام: 1- صيام البيوض: لا يفقس بيض دودة القز بعد أن تضعها الفراشة بأيام محدودة كما هو حال باقي الحشرات، بل تبقى في حالة سبات إلى حين حلول فصل الربيع وهو الوقت الذي تبدأ فيه أوراق التوت بالنمو. 2- صيام اليرقات: يرقة القز تعيش خمسة أعمار تصوم خلالها أربع مرات حيث تمر بمرحلة الصيام بين كل عمرين مرَّة، وخلال صيامها تمتنع عن الطعام وكذلك تمتنع عن الحركة . أما فترة كل صيام فتدوم بين(24-48)ساعة. والمُدْهِشُ حقاً، أنه بعد كل صيام ينسلخ جلدُ اليرقة حيث يتكوَّن جلدٌ جديدٌ أكبر حجماً ليتلاءَمَ مع ازدياد حجم هذه اليرقة. لأنه من المعلوم أن اليرقة بعد فقسها من البيضة بستة أسابيع يصل طولها إلى 7،5سم . 3-الصيام فقط عن الطعام، لأجل عيون العمل!!! دودة القز هذه تعشق العمل وتقدسه ولهذا فهي: بعد فقس البيض بحوالي ستة أسابيع تتوقف دودة القز عن الطعام فقط، وتبدأ عملها في نسج الشرنقة. ويبلغ طول النسيج الواحد الذي يُكَوِّن الشرنقة من 300إلى 900متراً. ثم تدخل الدودة بعد اكتمال الشرنقة حالة خمول تصل لأسبوعين وبعدها تتحول إلى فراشة وتصبح قادرة على وضع البيض. وهذا الحرير ليس فقط لصناعة المنسوجات الحريرية والمطرزات ولكنه يستخدم في صناعة الخيوط الجراحية(للعمليات الطبية) وفي صناعة مظلَّات الطائرات أيضاً وغيرها من الصناعات الدقيقة جداً. *سبحان الله والحمد له: حقاً إن من توسَّع في العلم وازداد منه لابد أن يقول سبحان الخالق الذي أبدع هذه المخلوقات التي مهما بلغت إبداعات الإنسان بعبقريته الفائقة ومهما اخترع من آلات يبقى ما خلقه الله سبحانه وتعالى أبدع وأرقى ويسبب لنا الدهشة والذهول. ولكننا نعود لنقول: الله قادر على كل شيء. فالحمد لله على ما أبدع لأجل راحتنا وخدمتنا وحياتنا. والحمد لله الذي منحنا القدرة على الصيام في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك. فكل رمضان وأنتم قراءَنا الأحبة بألف خير من الله تعالى وكل رمضان وسورية الحبيبة وشعبها العربي السوري بألف خير ومنتصرة بإذن الله على قوى الإرهاب والتكفير وعلى إسرائيل بأذنابها وجسدها وتوابعها القذرة، وهذا الانتصار لابد قادم بعون الله على أيدي بواسل جيشنا العربي السوري بقيادة سيد المقاومة الرئيس بشار حافظ الأسد. ليبقى علم سورية بألوانه الأحمر والأبيض والأسود ونجمتيه الخضراوين مرفرفاً فوق عاليات القلاع معلناً أن ها هنا حمص قلب سورية النابض بالحياة والعروبة، أن ها هنا سورية منبع الشمس والحضارة والجمال والسلام.

الملفات