2024-04-27 08:06 ص

إنعدام الأفق السياسي يهيء لمفاجآت وتطورات خطيرة في الضفة الغربية

2015-08-22
القدس/المنــار/ تتمنى اسرائيل اشتعالا للفوضى في الضفة الغربية، وهي في تقاريرها الأمنية التي ترفع الى المستوى السياسي، ترى أجواء داكنة تنذر بأوضاع غير مستقرة في الضفة تستدعي اتخاذ الحيطة والحذر،لكن، من مصلحة اسرائيل أن تندلع أعمال عنف في الضفة، وهي لن نتورع عن المساهمة في اشعال عود الثقاب مباشرة، أو من خلال "خيوط ممتدة"!! وندلاع الفوضى والعنف قد تستغله قوى في الساحة الفلسطينية، وهذا يصب في النهاية في صالح اسرائيل، التي تبحث عن ذريعة من خلالها توقف تصاعد الانتقادات الدولية لسياستها، وتعنت قيادتها في التعامل مع العملية السلمية التي توقفت عجلتها.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، فان بعض الجهات والقوى في الساحة الفلسطينية التي عملت سنوات طويلة لاسقاط المشروع الوطني الفلسطيني، واتجهت لتنخرط في مشاكل وماحور المنطقة، هي الاخرى معنية بالفوضى للصعود الى قمة المشهد السياسي، فلا دور وطنيا لها بعد أن خرجت على الاجتماع الفلسطيني، ومسيرته.
وعودة الى التوتر في الضفة، والتصارع الذي تشهده مؤسساتها واجنحة تياراتها، فان مواقف اقليمية وسياسات عربية، وتراجع أمريكي كلها عوامل تؤجج التوتر وتعمل على انفجاره عنفا ودموية، فالأبواب العربية موجودة في وجه الشعب الفلسطيني وقيادته، والولايات المتحدة منشغلة بأمور ومسائل عديدة اقليمية ودولية، وهي لم تعد مكترثة لملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتخشى العديد من الدوائر من أن يكون ايجاد حل لهذا الملف واغلاقه على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه، وتقول هذه الدوائر لـ (المنــار) أن الفلسطينيين وقيادتهم يشعرون، بل يدركون أن الادارة الأمريكية قد خذلتهم، وأن ترضية اسرائيل بما يتعلق بالاتفاق النووي الايراني سيكون على حسابهم، وأنهم سيدفعون ثمن ذلك، حيث ستتحه واشنطن بالتنسيق والاتفاق مع تل أبيب، على فرض حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا يلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.. ارضاء لاسرائيل، ويكون من بين الاثمان التي ستتقاضاها اسرائيل ردا على تمرير الاتفاق النووي الايراني. يضاف الى ذلك، أن الدول العربية التي فتحت أبواب التنسيق مع اسرائيل على مصاريعها، تغلقها في وجه السلطة الفلسطينية، بعد أن أصبحت القضية الفلسطينية في نهاية سلم الأولويات لدى هذه الدول، بل تحولت الى ورقة تريد الدول المعنية أن تساوم عليها اسرائيل في اطار العلاقات "الحميمية"التي تربطها مع تل أبيب.
دوائر دبلوماسية أكدت لـ (المنــار) أن موقف حماس وسياستها وتداخلها في الشأن العربي، وامتثالها لتعليمات جماعة الاخوان، وأبقى على التشرذم والانقسام في الساحة الفلسطينية، ولم يعد تحقيق المصالحة من أولوياتها، وهي في الاساس غير راغبة في نجاح المشروع الوطني الفلسطيني، وهذا يعني أن حالة الانقسام شجعت الكثير من الأطراف في الاقليم والساحة الدولية الى عدم الالتفات لملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بل محاولة حله على حساب الفلسطينيين، وهو عامل تشجيع يضاف اليه ما يجري في ساحة الضفة من اصطفاف وبناء تحالفات مع الغرباء هدفها الامساك بقمة الهرم السياسي في الساحة الفلسطينية.