2024-04-27 07:01 ص

حـرب المواقــع.. كلمة حق في زمن مر!!

2015-08-25
القدس/المنــار/ كتب رئيس التحرير/ حرب شائعات حقيقية في الساحة الفلسطينية، إنها البداية، و "التسونامي" الذي تناولته (المنــار) وحذرت منه قبل أكثر من أسبوع، حرب ليست اعتباطية، بل مخطط لها بدقة، وتبقى عملية الوصول الى الأهداف وتحقيق النتائج المتوخاة، توقعات وتكهنات، لكن، المؤكد، أنها حرب خطيرة وخسائرها كبيرة، والمستنفيدون منها، في خنادق العداوة والخصومة والعبث بالشأن الداخلي، قد استنفروا، وبالتالي، أسلحة التشويه والتشويش والتهويل تملأ ساحة هذه الحرب التي حذرنا مرارا من اندلاعها، والانتباه الى ما قد تحدثه من خسائر فادحة، وما يترتب عليها من نتائج وخيمة تبدد الآمال، وتشطب أجواء التفاؤل، وفرص الاستعداد واعداد العدة لمواجهة التهديدات والتحديات، انها الحرب النفسية، التي تشكل عود الثقاب لاشتعال الفوضى واثارة الفتن، فتكون بأيدينا قد ارتكبنا جريمة تصفية الحقوق والقضية.
جاء في توصيات لقيادات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية رفعت الى المستوى السياسي قبل شهور قليلة، ان ساحة الضفة الغربية مقبلة على فوضى وأعمال عنف لن تكون اسرائيل سببا في ذلك، وحذرت هذه التوصيات من أن تقدم اسرائيل على عمل ما "يشعل العنف في الضفة" هذا يعني أن هناك مراقبة دقيقة من جانب اسرائيل لما يدور في الساحة الفلسطينية، وما توقعته أجهزة الأمن الاسرائيلية، قد حصل!!
حرب الشائعات المدمرة، يختلط فيها الحابل بالنابل، و "طابخوها" كثيرون، وكل حدث أو خطوة أو اجراء يحتمل تفسيرات عديدة، حسب توجهات وانتماءات وارتباطات "اللاعبون" ، أي المنخرطون في هذه المرحب المرعبة، واذا لم تحاصر في "البداية" فان الاشتعال سوف يتسع ليأكل الأخضر واليابس، ويفقد المتحاربون مواقعهم التي يتصارعون عليها.
ويبدو أن التوجه لاحداث تغييرات في مؤسسات منظمة التحرير وهيئتها القيادية، وانسحاب ذلك، على لجنة فتح المركزية، استغله البعض لاعلان الحرب، وتسابق المتحاربون في القانون ومواده، وفي الأحقية وطرح الاختيارات والخيارات، يرافق هذا التنافس تصاعدا في اطلاق الشائعات، على هيئة تخمينات وتكهنات لا يعرف الا الله الحدود الذي سيصل اليه هذا السباق، وما قد يجلبه من كوارث، ويتسبب به من جروح يصعب أن تندمل في وقت قريب، لتضيف الى الساحة انقسامات جديدة، تفتح المجال لمزيد من "الغرباء" و "هواة التدخل" في الشؤون الداخلية، للعبث في هذه الساحة التي لم تعد محصنة، بل مكشوفة مهدمة الجدران، تزحف نحوها "محاور" الخبث وركائزها، والامساك بها "ورقة" تخدم تطلعاتها ومصالحها.
لقد أثارت خطوة اعادة تشكيل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "لغطا" كبيرا، لم يتوقف، وصفها البعض بالتحكم والسيطرة والاقصاء، في سياق مخطط معد ودروس بين أشخاص لأهداف كثيرة وبعيدة!!! بمعنى أن هذا البعض لم يضع الخطوة المذكورة في اطارها الصحيح. وهنا، وبصراحة، فان هيكل المنظمة شارف على الاهتراء، يلفه العجز والتقصير، ولا بد في مرحلة مفصلية كالتي يعيشها شعبنا، أن يصار الى ضخ دماء جديدة، ونفخ الروح فيها، لأنها مستهدفة شطبا والغاء، وهذا الاستهداف لم يتوقف منذ نشأتها، قبل عقود طويلة من الزمن، فمن بين أعضاء اللجنة التنفيذية من لم يعد قادرا على التمييز، والمشي والمتابعة، والتنقل من مكان الى آخر، وهناك من أمضى عقودا طويلة في هذا الموقع، وآخرون لا يحضرون الى البلد الا عند دعوته لحضور الجلسات، والبعض حصل على العضوية في ظروف لم تعد قائمة، وممثل لفصيل لم يبق منه الا الاسم، أو غادر فصيله باختياره، حردا أو طمعا، هؤلاء، في أعماقهم، ومن خلال تصرفاتهم ومواقفهم وغضبهم الذي شاهدناه في الأيام الأخيرة، ينظرون الى منظمة التحرير بمؤسساتها وهيئتها القيادية "مزرعة" ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وهذا يسيء الى شعبنا ووعيه، لذلك "يجب" وليس استعطافا أو استجداء، عليهم المغادرة ليفسحوا المجال لآخرين قادرين على العمل والعطاء، وأن لا يعرضوا استقرار الساحة للعبث والفوضى، وفتح أبوابها لممتهني اطلاق الشائعات وفبركة التبريرات، والادعاء بالحرص على القانون وتطبيقه، فأي قانون يجيز لاشخاص فقدوا القدرة على مواصلة المهام والالتصاق بـ "غراء" غير مغشوش الى يوم الدين، فهذه اهانة لشعب بأكمله.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، اذا كانت خطوة الاقدام على التغيير قد تجلب أشخاصا دون كفاءات ونزاهة، من منطلق المحسوبية والاستزلام، أو ارضاء لهذه الجهة أو تلك، عندها "كأنك يا زيد ما غزيت"، وهذا يقودني الى القول، بأن التاريخ يسجل وعيون الشعب مفتوحة، لذلك، وانطلاقا من أن "الدين النصيحة"، أرى أن الاختيار غير المدروس و "المتعجل" كرد فعل، يحمل في طياته أخطارا كبيرة، سيدرك الداعين للتغيير أخطار ذلك، فالرهان على الأحصنة العرجاء والأدعياء غير المقبولين شعبيا وأصحاب "السير الذاتية" السيئة، رهان خاسر وفاضح، يجلدون من سبقهم ومن أوصلهم. 
فلا يعقل مثلا، أن تسند الى فاشل عضوية في تنفيذية أو مركزية، عندها الطامة الكبرى!!!
إنها لحظة الحقيقة .. أقولها لأصحاب المساعي الخيرة والنوايا الصادقة السليمة، والأهداف النبيلة.. بأن الأخطاء في مثل هذه الحالات قاتلة، ولا تغتفر.. فالتاريخ لا يرحم!! ورحمة بساحة تعصف بها الآلام والمعاناة!!