في رام الله الصورة واضحة تماما، صورة "التأهب" وعلى شفاه المواطنين ترسم علامات الخوف والقلق، ماذا يجري، والى أين ذاهبون؟! ما هي الحقائق والتفسيرات السليمة، والأهداف الحقيقية، لما يسمع ويشاع!!
في الفنادق تبحث الحالة، وفي الصالونات السياسية وحتى في الحافلات على اختلافها، كل "يدلو بدلوه"، والممسكون بالمشهد السياسي، عاجزون عن توضيح الأمر وشرحه، وربما أنهم غير معنيين، هذا يدعي وذاك يتهم، وكثيرون بأعلى أصواتهم، نحن الأعلم والأدرى بما يجري، وصدامات كلامية، وقعت، والمرحلة لا تبشر بالخير، ولا دلائل ايجابية أكيدة على توقف الصدامات والتصارع.
الاعلام، يفجر قنبلة هنا، واخرى هناك، وتسارع الاطراف، الى "لملمة الشظايا"، لمعرفة المنشأ ومكان الصنع وتاريخ الاستخدام والتقدير، وتمتلىء أرجاء الساحة بالنفي، والتوضيح، يقنع البعض، ويرفضه البعض الاخر، وسط حالة من تكثيف تحركات التمحور والتحالف والاصطفاف، حيث أعيد ترتيب ذلك، هناك من انسحب، والقطيعة انتهت بين هذا المتصارع وذاك، انها عملية "تموضع" فرضتها، التطورات الاخيرة، التي قد تتسارع وصولا الى استخدام المحرمات التي ينتظر الخصوم صب الزيت عليها لتزداد اشتعالا، وتتصاعد خطورة.
وفي خضم هذا "الاشتباك" تحت راية الحرص والخوف من شطب الممثل الشرعي، الذي ظل صامدا طوال السنين الماضية الطويلة، هناك أمر خطير يجري من تحت الطاولة، وفي الكواليس، قد ينضج ثمره، ولا تدركه الأطراف المتصارعة التي راحت بعيدا في التقدير والتوقع، وجلب أدوات "الصدام الحقيقي" الذي قد تنزلق اليه حالة التأهب "الكلامي"...
هذا الأمر يتمثل في أن أشخاصا ممن يسمون "قيادات" وفي مواقع رفيعة، "يطبخون" مع الغرباء، سيناريو القفز على المشهد السياسي بدعم من الغرباء من كل جنس، عندها سوف يتساقط المتصارعون أمام سطوة هذه القيادات، وهنا، "بيت القصيد"، فهؤلاء ان تمكنوا من الصعود الى قمة الهرم، فانهم سيخطوة الخطوة الاولى باتجاه هدم واقتلاع ممثل هذا الشعب ثمنا تعهدوا به أمام داعميهم ومموليهم، عندها، سيخسر دعاة الاستقالة، والرافضون تقديمها، فهل يسارع الجانبان لـ "التفتيش" عن هذه القيادات التي التقت بالعديد من الاجهزة الاستخبارية في المحيط والاقليم وفي الساحة الدولية؟!
وهل توقف الاطراف المتصارعة عمليات "التحشيد" التي تطل برأسها، في هذه المحافظة أو تلك؟!