2024-05-08 04:15 م

إتصالات هاتفية ورسائل بين رام الله والعواصم مطالبة بـ "ضبط النفس"!!

2015-10-07
القدس/المنــار/ لم تنقطع الاتصالات الهاتفية بين رام الله وعدد من العواصم في الاقليم والساحة الدولية، جميعها تتركز على مسألة واحدة، وهي الطلب من القيادة الفلسطينية العمل على منع انفجار الوضع في الضفة الغربية والقدس، وعدم انتقال الهبّة الشعبية من القدس وتحولها الى انتفاضة شاملة، وهي هبّة في هبوط وصعود منذ استشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير، بفعل الممارسات الاسرائيلية القمعية بأشكالها المختلفة.
هذه الاتصالات لم تبشر بفعل دولي جدي لايجاد حل سياسي عادل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولم تنبىء بضغوط دولية قادمة على اسرائيل لوقف قمعها وحصارها للفلسطينيين، وأيضا، تلقت رام الله رسائل على شكل تهديدات مباشرة من القيادة الاسرائيلية و "عرابيها" الذين يرتادون رام الله عبر المعابر "السهلة" حاملين الرسائل الكاذبة، وطارحين للتحليلات "التافهة" ، والمهددين أحيانا بفعل اسرائيلي قد يطال الرؤوس القيادية ، بهدف "التخويف" وانتزاع المزيد من الخطوات التي تتضمنتها المطالب الاسرائيلية، والتي تنقل أحيانا عبر دول وهيئات ومع "المتقنعين" بالصداقة، ودعم الحد الأدني من المطالب الفلسطينية، واولئك الذين يعدون بأن يأتوا بـ "الذئب من ذيله"، وبنجاحهم في "غسل أدمغة" الطرف الآخر.
وليست هذه المرة الأولى التي لا يتوقف فيها "رنين الهواتف" في المقاطعة برام الله، فمع كل هبة جماهيرة، يبدأ هذا الفصل "التحذيري" الذي يحمل الضرر ولا يبشر بالنفع.. انها اتصالات تهدف الى الوقيعة، وتعميق "الهوة" بين الفلسطينيين وقيادتهم، وهذا سيؤدي في النهاية الى صدام بين الشعب وقيادته.
والرد الفلسطيني على هذه الاتصالات يتطلب أولا وقف ممتهني التصريحات، و "الطبالين" الذين يتصرفون "كالدب الذي أذى صاحبه"... بمعنى أن يكون الرد مدروسا ومنسقا بشأنه مع أصحاب الوعي وأهل الحرص والمؤمين بأن "الدين النصيحة" ...
إن الرد على اتصالات العواصم أيا كانت هويتها، واحد لا ثاني له، دون تأويل، بعيدا عن التفسيرات غير المقنعة، حتى يرى فيها الطرف الآخر الجدية في الرد والموقف، على غير ما كان عليه حال الردود في المراحل الماضية.
دوائر دبلوماسية ذكرت لـ (المنــار) أن اسرائيل مقتنعة ـ وتصرفت على الدوام ـ بأن القيادة الفلسطينية ستكون "معولاً" مع الجانب الآخر ضد الرد الشعبي الفلسطيني على الانتهاكات الاسرائيلية المتوصالة والمتنوعة، وبالتالي، الوقوف في وجه الاتصالات الاقليمية والاسرائيلية والدولية، بموقف حازم، هو سلاح داعم للجماهير التي تخرج مستجيبة للتحدي الاسرائيلي.
وحذرت الدوائر من "ركون" القيادة الفلسطينية لوعود من هنا أو هناك، أو الانسياق وراء لعبة "بوادر حسن النوايا"، فما يقوم به الشارع، هو العامل الرئيس الذي يدفع المجتمع الدولي الى التحرك، لوقف الاجرام الاسرائيلي، ويحمي في الوقت ذاته من امكانية حدوث صدع في العلاقة بين الشعب وقيادته، وهذا ما تدفع اليه اسرائيل.
وأضافت الدوائر أن مواقف القيادة الفلسطينية في مثل هذه الأوضاع والأحوال يجب أن تتجاوز مشورات البعض الذي يقف داخل دائرة صنع القرار، ويسعى الى توريط صاحب القرار الأول في الساحة، والأمثلة على ذلك كثيرة، وواضحة.
وترى الدوائر الدبلوماسية، أن "الاتصالات المطالبة بالتهدئة وضبط النفس" وتنفيس الهبة الجماهيرية، سوف تستمر ما دام الشارع مستجيبا للتحدي، والموقف الحازم فقط من جانب القيادة كفيل وحده بانهاء هذه "اللعبة"، موقف لا يضع القيادة في نفس الخندق المقابل للخندق الفلسطيني، ولا نتمناه لها، خاصة ، في ظل تسريبات اعلامية متواصلة، لم نسمع عن ردود شافية عليها، حتى من اولئك "الناطقين" وهم كثر.