2024-04-27 02:14 ص

هل يفرض جيل الانتفاضة الثالثة تغييرات على الحكم في رام الله وتل أبيب وغزة؟!

2015-10-10
القدس/المنــار/ جيل الانتفاضة الثالثة يكثف من مواجهته للاحتلال وقمعه، وقواته تندفع باعداد جديدة الى الأراضي الفلسطينية، والقدس التي انطلقت منها الشرارة تخضع لحصار ارهابي مشدد ، تحت الحراب، وهبّت الضفة الغربية وقطاع غزة اسنادا ومشاركة للقدس وأبنائها.
الرهانات على عدم قدرة هذا الجيل تطوير هبّته، سقطت وحسابات الجهات "المرتعشة" تثبت خطأها، وتستمر الهبّة، وفي القدس نقطة الانطلاق واندلاع الحرائق، والجيل الثالث يهز بارادته واصراره، مواقع الحكم في تل أبيب ورام الله وغزة.
رئيس وزراء اسرائيل تحت ضربات المعسكرات السياسية من يمينها الى يسارها وهي تطالبه باثبات عدم ضعفه وعجزه، من خلال تكثيف عمليات القتل، وحفاظا على كرسي الحكم انزلق الى درجة خطرة، وقد تطيح به الهبّة الشعبية التي يقودها جيل الانتفاضة الثالثة، أما في رام الله وغزة، فهم يراهنون على تراجع الهبّة الشعبية وانطفاء جذوتها وشعلتها، ففي غزة ما يزال ملف تثبيت التهدئة الى هدنة طويلة الأمد مفتوحا ، وحماس في القطاع معنية بنجاح الاتصالات فلديها أولويات أخرى، تقدمت على أولوية الصدام مع اسرائيل، كتعزيز الحكم، والزحف نحو الصفة، والانخراط في أحلاف المنطقة وتحديدا الحلف الذي اتضحت اليه جماعة الأخوان الى جانب السعودية وشيخة قطر وتركيا.
أما في رام الله، فالسلطة لم تغلق الأبواب أمام الجهود السياسية واستئناف المفاوضات، وانتظار الوعود التي قطعها لها الامريكيون، وغزة ورام الله هما الان تحت وطأة الاتصالات الطالبة بالتهدئة، واسرائيل أيضا شريك في هذه الاتصالات، لكنها، لا تريد أن تدفع الأثمان.
الحكم في رام الله والحكم في غزة، لم يلحقا بعد بركب جيل الانتفاضة الثالثة، لكن، حالة الانتظار لن تستمر الى ما لا نهاية فلا بد من صياغة القرارات، لذلك، "الحكمان" في دائرة الاحراج.
جيل الانتفاضة الثالث بدأ تأطير نفسه، قيادة وواجبات والقمع الاسرائيلي، وردود هذا الجيل، ستفرض على رام الله وغزة، بما لها من فصائل اتخاذ القرار ، وايا كان هذا القرار في هذا الاتجاه أو ذاك، ستكون له تداعياته سلبا أو ايجابا. لكن، ما يجب أن تأخذه غزة ورام الله في الحسبان هو أن ردود فعل نتنياهو على الهبّة الشعبية هي ارهابية وحشية تزيد من حرج حماس والسلطة.
وترى دوائر سياسية متابعة لما يجري في ساحة الحدث ، أن الجهات المنتظرة ، وتلك التي تمارس القمع، أعناقها ورقابها في أيدي هذا الجيل، الذي قد يطيح بالجهات الثلاث، السلطة وحماس وائتلاف نتنياهو.
جيل الانتفاضة الثالثة، انطلق بفعل القمع وردا عليه، وبسبب التجاهل والاهمال وسوء المسلكيات، مثبتا وعيه، وقدرته على تجاوز كل السلطات والفصائل، وهو يمسك الآن بمصير جهات الحكم الثلاث.
القدس، نقطة الانطلاق وشرارة الاشتعال، وهبّة الجيل الثالث قد تجلب الحل، وتفتح الافق السياسي المسدود، وان لم يحصل هذا فالانتفاضة الثالثة، قادمة، وبأشكال مقاومة أخرى مدروسة، لكن، الاطاحة بالقيادات الثلاث واردة.
رام الله وغزة فتحت قنوات الاتصال بينهما، لبحث المصالحة من جديد وعقد اجتماعات المؤسسات والالتحاق بها وتطويرها، والسبب في ذلك، ليس النوايا الجيدة، وانما القلق والخوف، انها العامل المشترك بين غزة ورام الله، ولهذا السبب تبحثان عن لقاءات ومصالحات ، فالهبّة الشعبية تهدد بقاء الحكمين في جناحي الوطن، انه التلاقي المفاجىء على قاعدة الخوف والقلق من السقوط أو الخروج طواعية.