لذلك، تقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أن التيارات الرئيسة في الساحة الفلسطيني تلقي يثقلها للعودة الى التهدئة، باحثة عن "سلالم" و "أطواق نجاة" ، وكل منها أقدم على تنشيط القنوات مع الأطراف التي يرى بأنها تسانده، وهي أطراف لا ترغب أيضا باستمرار التوتر.
وتضيف الدوائر أن تلك التيارات باتت "أسيرة" تعليمات ومطالب و "قلق" أطراف لها خطوطها ووكلاؤها بالاتفاق على برامج مشتركة من شأنها وقف تصاعد حالة الغضب، واسرائيل ليست بعيدة عما يجري ويدور من اتصالات، فهي شريك في الكثير من قنوات الاتصال النشطة.
وتفيد الدوائر ذاتها أن كل تيار في "غرفه المغلقة" يشرح ويطرح ويدعي بأن منافسه يريد الاطاحة به، عبر هذه الهبة التي أشعلت الأضواء الحمراء في العديد من العواصم، والكل يحذر من أعمال عنق وفتنه قد تقع في حال تواصلت الهبّة الشعبية، وتكون المستفيدة الأولى، اسرائيل، التي ستدفع باتجاه إبعاد ما تتعرض له من مواجهة يتصدرها جيل الانتفاضة الثالثة، نحو الساحة الفلسطينية، لتسقط جهات وتتفكك مؤسسات، الى درحة الحاق الأذى بالمشهد السياسي الفلسطيني.
وترى الدوائر وهي متابعة لما يجري، أن ما تخشاه التيارات الرئيسة، هو انجرار عناصرها وراء الجيل الشاب، وتحدث المشاركة فتزداد الهبّة شولا واتساعا، وتخرج عن محاولات السيطرة أو ما تسميه دوائر صنع القرار "ضبط الأمور والأوضاع"، وعندئذ سيكون هناك "تهر متدفق" من المفاجآت، وسلسلة طويلة من التطورات، يصعب التكهن بعناوينها وابعادها وتداعياتها، بعد أن تكون حمى الاتصالات قد تلاشت وفشلت مها محاولات اخماد هبّة الجيل الثالث للانتفاضة.