2024-04-27 03:47 ص

بعد 5 سنوات... نتنياهو يصافح عباس

2015-12-01
من المستبعد أنّ ما دفع رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، إلى التوجه إلى فرنسا للمشاركة في «مؤتمر باريس للمناخ» اهتمامه بالمناخ العالمي، وإنما رأى في المشاركة فرصة للتواصل مع عدد من الزعماء، وتحديداً الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خاصة بعد التطورات الأخيرة وازدياد الحضور والنشاط العملاني الروسي على الأراضي السورية.

فاستناداً إلى شخصية نتنياهو والمزايا المعروفة عنه، لا يستبعد أن تكون مصافحته الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عملاً مدبراً، خاصة أن منظمي المؤتمر هم الذين حدَّدوا أماكن نتنياهو وعباس في الصف نفسه، مع التأكيد أن هذه المصافحة تتجاوز الجوانب «الأدبية» في التعامل، لأنها تأتي في ظل تواصل القمع الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، وتحديداً في الضفة المحتلة.
وبالنسبة إلى معادلة الربح والخسارة، الواضح أن نتنياهو هو الرابح على المستوى الدولي من صورة المصافحة التي تجري للمرة الأولى منذ 2010، حينما كانت تجري المفاوضات بين الطرفين بوساطة أميركية. في المقابل، فإنه يدرك أنه قد يتعرض لانتقادات من بعض رموز اليمين المتطرف في إسرائيل، لكنها لن تكون ذات مفاعيل جادة على الساحة الداخلية.
أما عن عباس، فيبدو أنه لا يكترث كثيراً لردود الفعل الداخلية، خصوصاً أنه ذهب بعيداً في خياراته السياسية حتى باتت مصافحة من هذا النوع، تبدو أمراً تفصيلياً لا يستحق التوقف عنده. مع ذلك، ينبغي القول إن المصافحة تأتي بالتزامن مع صور الشباب والفتيات الفلسطينيين المضرجين بالدماء، الذين تقتلهم الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، فقد أجرى نتنياهو بعض الدردشات السريعة مع بعض الزعماء الذين شاركوا في القمة، ومن بينهم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس فرنسا، فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس حكومة بريطانيا، دايفيد كاميرون، ورئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي. وعلى هامش القمة، التقى نتنياهو رئيس الحكومة الياباني، شينزو آبي.
وفي ضوء الأهمية التي يوليها نتنياهو للدور الروسي على الساحة السورية، عقد لقاء بينه وبين بوتين، في الوقت الذي نصبت فيه منصات صواريخ أرض ــ جو، من طراز «إس ــ 400»، القادرة على تغطية الأراضي السورية والإسرائيلية أيضاً، الأمر الذي يجعل الطائرات الإسرائيلية ضمن مهداف هذه الصواريخ، من الناحية العملية.
بناءً على ذلك، قد يكون نتنياهو بحاجة إلى التأكيد وتعزيز التفاهمات مع الجيش الروسي لتنسيق حركة الطيران لكل منهما، تجنباً لوقوع حالات «سوء فهم»، وهو ما شدد عليه بعد لقائه بوتين، بالقول إن التعاون العسكري مع روسيا مهم، وذلك لمنع وقوع «حوادث غير ضرورية». أما بوتين فأشاد بـ«آلية التعاون» التي أسسها الجانبان بخصوص العمليات العسكرية الروسية في سوريا.
في قضية متصلة، أقر وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، أمام لجنة «الخارجية والأمن» التابعة للكنيست، بأنه لا وجود لمؤشرات على خمود موجة الانتفاضة الفلسطينية، مشدداً على أن الجيش يستعد أيضا لإمكانية حصول تصعيد أكبر. وأوضح يعلون أن الجيش يتبع كل الوسائل التي بحوزته لوقف هذه الموجة. وطبقاً لموقع صحيفة «معاريف»، تناول يعلون الوضع على الحدود الشمالية والجنوبية.
إلى ذلك، عادت المواجهات إلى أزقة القدس المحتلة بعد حالة الهدوء التي استمرت لأيام عدة. وقد أطلقت شرطة العدو أول من أمس، النار على أيمن عباسي الذي استشهد بعد إصابته برصاصة متفجرة في الصدر في منطقة «رأس العامود» في القدس. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أفرجت عن الشهيد عباسي في شباط الماضي، بعدما أمضى عام ونصف في الأسر.
وبعد استشهاد عباسي، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وشرطة العدو في منطقتي «عين اللوزة»، و«رأس العامود».
في قضية أخرى، أدانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة متهمَين رفضت المحكمة نشر اسميهما، بتهمة قتل الطفل، محمد أبو خضير، العام الماضي، فيما لم تدن مدبر عملية الحرق، يوسف حاييم بن دافيد (31 سنة)، بسبب ما سمته «اضطرابات نفسية» يعاني منها.


المصدر: الاخبار اللبنانية/ علي حيدر