2024-04-27 01:09 ص

المتعوس المسمى أردوغان والعزلة القاتلة

2016-02-12
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
السيد رجب طيب اردوغان ذهب في زيارة لبعض دول أمريكا اللاتينية عله يكسر الوحدة وخيبة الامل الذي اصابته من الدول التي كان يفترض أنها ستأتي الى مساندته في سياسته الخارجية وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية. فتركيا لها علاقات متينة بالولايات المتحدة وهي عضو مهم في حلف شمال الأطلسي أو هكذا يبدو!!! وعلى أراضيها وجدت القاعدة الجوية العسكرية انجرلنك لطائرات الناتو الرابضة على الأراضي التركية، بالإضافة الى محطات التجسس الاليكترونية وصواريخ الباتريوت وهلم جر. ولكن ما كان من المفترض بهم ان يكونوا أصدقاء "وحلفاء" خذلوه في أكثر من مناسبة. فصراخه وتوسلاته الى الإدارة الامريكية والدول الأوروبية في مساعدته لإقامة حزام أمني او منطقة عازلة أو منطقة خالية من داعش لم تلقى آذان صاغية لان لا الولايات المتحدة ولا حلف شمال الأطلسي لديه أي استعداد لخوض حرب لتحقيق مآرب شخصية لاردوغان الذي كان ولا يزال يحلم بأن يولي نفسه سلطانا عثمانيا جديدا وهو ما يسعى الى تحقيقه. نقول لم يلقى اية مساعدة أو تشجيع من قبل الحلفاء حتى قبل التدخل الروسي في مؤازرة الحكومة السورية الشرعية في محاربة الارهاب، فكيف بالحري بعد التدخل الروسي. ولقد ذهب اردوغان الى حد اغراق أوروبا بالمهجرين واللاجئين السوريون وغيرهم كوسيلة للضغط على الاتحاد الأوروبي لتأييد فكرة إقامة المنطقة العازلة ولكن هذه المحاولات البائسة لم تنجح لتغيير موقف دول الاتحاد الأوروبي. ولم تكن قضية الحزام الأمني او المنطقة العازلة النقطة الوحيدة التي شعر بها اردوغان انه قد خذل من الأصدقاء والحلفاء. القضية الأخرى التي شكلت وما زالت تشكل هاجسا مؤرقا لأردوغان هي القضية الكردية بشقيها التركي والسوري. فالحرب الشعواء الذي يشنها الجيش التركي على المناطق الكردية في الجنوب الشرقي لتركيا قد أثارت انتقادات كثيرة من قبل الأوساط الأوروبية وهنالك دعوات اممية تطالب بالتحقيق بالانتهاكات التي يرتكبها الجيش التركي في تلك المناطق. والسيد اردوغان ورئيس وزراءه أوغلو مصممين على الإبقاء على الحملة العسكرية مهما كلف الثمن على امل ان يقضوا على حزب العمال الكردستاني ومؤيده في المنطقة الكردية. وقد أدت الاشتباكات والقصف الذي تقوم به الطائرات التركية الى تهجير عشرات الالاف من سكان المناطق الكردية في جنوب شرق البلاد ويقدر البعض بان عدد الذين نزحوا من المناطق التي تدور فيه المعارك والمحاصرة من قبل الجيش التركي بما لا يقل عن 100000 نازح. ولقد قامت السلطات الأمنية التركية بفرض حظر التجول في العديد من المناطق. ان ما يقوم به الجيش التركي في تلك المناطق يلقى امتعاضا في اوروبا وامريكا وخاصة بعد ان سادت فترة هدوء لفترة طويلة وكان هنالك امل ان تؤدي المفاوضات بين اردوغان وزعيم حزب العمال الكردستاني أوجلان الذي ما زال يقبع في السجون التركية منذ سنوات الى إيجاد حل للمشكلة الكردية يتم بموجبها ان يحصل أكراد تركيا على نوع من الحكم الذاتي في تركيا. اما على الجانب السوري فقد وقف وما زال يقف اردوغان ضد اكراد سوريا وخاصة ضد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ويرى فيه امتدادا لحزب العمال الكردستاني ويعتبر وحدات حماية الشعب الكردية السورية عدو رئيسي لتركيا، وهو كما صرح في العديد من المرات بانه لن يسمح بإقامة منطقة إدارة ذاتية لهم في الشمال السوري. ولقد رأينا كيف تصرف اردوغان عندما حوصرت مدينة عين العرب ( كوباني) من قبل تنظيم داعش وهي مدينة ذات الأغلبية الكردية في الشمال السوري. فقد وقف موقف المتفرج ومنع وصول السلاح الى المقاتلين من أهل البلدة للدفاع عن مدينتهم كما منع الشباب اللذين تركوا المدينة مع عائلاتهم من العودة اليها للدفاع عنها. ولقد أثار استياء حلفاء تركيا بهذا التصرف الارعن تحت ذريعة عدم التدخل في الشؤون السورية وهو الضالع من أخمص رجله الى شعر راسه في الازمة بهدف اسقاط النظام السوري. وهذا ما حدا بطائرات "التحالف الدولي" بمعنى أمريكا للتدخل بقصف بعض مواقع داعش لتخفيف الحصار عن المدينة، ضمن ربما صفقة ما بين الاكراد والإدارة الامريكية. وكان هذا بالضد من السياسة الاردوغانية من حليف مهم جدا. وعلى الرغم من صياح اردوغان باعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري إرهابيا فان الإدارة الامريكية تتعامل معه وتجتمع بقيادته ومؤخرا تم اجتماع بين مسؤولين أمريكيين وعناصر من الحزب في الشمال السوري في المنطقة التي تتواجد فيها وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل داعش وجبهة النصرة وهو ما لا يرضي اردوغان البتة. ولقد تم الاتفاق على تحديث مطار قديم في منطقة الحسكة لاستخدامه من قبل بعض الطائرات الامريكية في المرحلة الحالية، وهذا يشكل خرقا واضحا لسيادة الأراضي السورية. ولكن الامر لم يقف عند ذلك فمؤخرا وعلى الرغم من تمكن تركيا بالوقوف ضد تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا كأحد المكونات الأساسية في المجتمع السوري ضمن وفد "المعارضات السورية" في مؤتمر جنيف 3 الذي في حقيقة الامر لم ينعقد، الا ان كل من الاتحاد الأوروبي والإدارة الامريكية ترى ضرورة اشراك الحزب في المباحثات مع وفد الحكومة السورية إذا سنحت الفرصة والظروف لعقد المؤتمر بعد ان تم تعليقه الى تاريخ يتفق عليه لاحقا، اما روسيا فهي تصر على مشاركتهم. ولقد سبق وان هدد اردوغان بان تركيا لن تحضر المؤتمر ( بمعنى انها ستعطي أوامرها للائتلاف المعارض السوري بالانسحاب وهو ما تم بالفعل) في حالة اذا دعي المكون الكردي الى مؤتمر جنيف 3. ان وقوف اردوغان ضد اكراد سوريا والتصميم على عدم السماح لهم بإقامة منطقة إدارة ذاتية في الشمال السوري نابع من أن هذا سيقف عائقا أمام الاطماع التركية بضم جزء من الأراضي السورية وخاصة من الأراضي في حلب الى تركيا. فما زالت تركيا تعتبر ان حلب يجب ان تكون ولاية أو اقليم تركي. ولقد عمد الجيش التركي وبتوجيه شخصي من اردوغان في اسقاط الطائرة الروسية من نوع سوخوي 24 القاذفة وهي في مهمة قتالية ضد مجموعات إرهابية في الشمال السوري. ولقد أوقعت هذه القاذفة في كمين محكم ومدبر. وكان الغرض من هذا الاعتداء السافر هو خلق قواعد اشتباك يحرم فيها على الطائرات الروسية من قصف المجموعات الإرهابية التابعة والمدعومة من تركيا، وعدم الاقتراب من المناطق التي كانت تأمل تركيا ان تضعها تحت سيطرتها. وكان اردوغان يأمل في ان يتدخل الناتو بشكل فعلي ضد الطائرات الروسية بعد ذلك، بمعنى ان اردوغان كان يأمل ان يقف الناتو في مجابهة الطائرات الروسية وهذا ما راه الكثير من المحللين وخاصة وان اردوغان ذهب مباشرة الى حلف شمال الأطلسي وطلب عقد جلسة استثنائية لمناقشة الموضوع. ولكنه فشل في جر الناتو الى المجابهة مع روسيا في سوريا، لان الناتو مشغول بمجابهة روسيا وبضغط امريكي من خلال نشر المزيد من القواعد العسكرية وزيادة عدد الجنود والمعدات العسكرية في دول البلطيق وأوكرانيا. وكان من نتيجة الاعتداء على الطائرة الروسية ان استجلبت روسيا صواريخ س-400 وطائرات سوخوي 34 و 35 المتطورة جدا. هذا بالإضافة الى استدعاء سفينة روسية الى الشواطئ السورية، لمراقبة وتغطية الأجواء السورية بالكامل وبإمكانات تعطيل شبكة الاتصالات التركية بالكامل وضرب اية طائرة بصاروخ س-400 في محاولة لاجتياز الأجواء السورية دون اذن مسبق. كل هذا حرم على الطائرات التركية ف-16 من الاقتراب من الحدود السورية او تقديم اية عملية اسناد جوي للمجموعات الإرهابية الموالية لها والعاملة على الأراضي السورية. اردوغان يشعر بعزلة شديدة وبخذلان الأصدقاء والحلفاء وحتى من قبل أصدقائه في الكيان الصهيوني، والذي يربطه بهم علاقات استراتيجية في المجالات الأمنية والعسكرية على وجه الخصوص والتي لم تنقطع بعد العنتريات والمسرحية في مؤتمر دافوس وكذلك حادث سفينة مرمرة. وزير دفاع الكيان الصهيوني اتهم مؤخرا تركيا اردوغان بعلاقتها مع تنظيم داعش وعلى ان اردوغان متورط في هذا الدعم وان إسرائيل لديها دلائل مادية دامغة على ذلك. هذا في اللحظة والزمن الذي كان فيه اردوغان يتودد لرئيس وزراء العدو نتنياهو لتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل. ليس هذا فحسب فان نتنياهو قام بتوقيع اتفاق شراكة بين اسرائيل واليونان وقبرص (الجانب اليوناني) مع التركيز على مصادر الطاقة واستغلال الابار النفطية والغاز التي اكتشفت في حوض البحر المتوسط. ومن المعروف ان اليونان وقبرص من الأعداء التاريخين لتركيا. اردوغان يحاول فك العزلة وربما من هنا جاءت زيارته الأخيرة الى بعض دول أمريكا اللاتينية عله يفلح في إقامة بعض العلاقات وتطوير بعضها. ولكن ما حدث في الاكوادور حيث اعتدى حرسه الخاص من رجال الامن التركي المصاحب له في زيارته بالاعتداء على ثلاثة من العناصر النسائية بوحشية ووقاحة متناهية في قاعة معهد الدراسات الوطنية العليا. كما قاموا بضرب نائب في البرلمان الاكوادوري. وإحدى النساء المعتدى عليهم هي ناشطة حقوقية. وقد ردد المحتجون على زيارة اردوغان الى الاكوادور عبارات قاتل أطفال سوريا ووصفوه بالإرهابي وقمع الاكراد والاعتداء عليهم. وقد اضطر اردوغان الى مغادرة القاعة على عجل تحت حراسة مشددة. والكثير تساءل اذا كان رجال الامن التركي يتصرفون بهذه الفظاظة والوحشية في بلد اجنبي ودون ان يكون هنالك أي خطر على السلطان اردوغان الشخصية لان القضية كانت محصورة بهتافات وعن بعد وكان الغرض منها الاحتجاج ومنعه من إعطاء الحديث، فكيف يكون الحال في بلاده؟ وهذه نقطة أخرى أدت الى عزلته في داخل تركيا وخارجها. فقد تم الاعتداء على الكثير من الصحفيين المعادين لسياسته أو الذين يوجهون انتقادات له وزج العديد منهم في السجون، وحكم على البعض بالخيانة للوطن كما حدث مع المسؤولين في صحيفة "جمهورييت" التركية. ولم يقتصر الامر على هؤلاء فقد عمل على التخلص من القضاة بإقالتهم والمجيء بقضاة مؤيدين له. وهكذا فعل في العديد في أجهزة الدولة ليضمن المؤيدين لسياسته في المراكز الهامة. وكان لتصرفه ضد الشباب في ساحة تكسيم في إسطنبول وإعطاء الأوامر للجيش بالتعامل معهم بوحشية أثر كبير في تبيان طبيعته العدوانية وزيف ادعاءاته بالديمقراطية وهوجم من قبل الصحافة المحلية والدولية. ولقد امتدت موجة احتجاجات عارمة لسياسته في جميع المدن التركية الرئيسية وقوبلت هذه التحركات بالقمع من قبل رجال الامن والجيش التركي. وكل هذا أسقط الأقنعة والزيف الذي حاول اردوغان اظهار نفسه بانه يمثل تيار الإسلام المعتدل المتنور والمنفتح على الغرب والثقافة الغربية. اردوغان يعيش ازمة حقيقية وهذا الامر بات ينعكس بشكل واضح على الدور التركي في المنطقة وخاصة في ظل تراجع العنتريات الامريكية والغربية في التعامل مع الازمة السورية الى جانب تداعيات وارتدادات البدء بتطبيق بنود الاتفاقية التي وقعت مع إيران بشأن برنامجها النووي وخاصة في الشق المتعلق بالعقوبات الاقتصادية أو بالأحرى الحرب والعدوان الاقتصادي عليها لعقود من الزمن. ولقد ظهر العجز التركي في عدم القدرة على منع او إعاقة تقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الأرض في الشمال السوري بمؤازرة الطيران الروسي المكثف الذي فرض معادلات جديدة على الأرض وغير من قواعد الاشتباك. فلم تعد الطائرات التركية تتجرأ على التحليق داخل الأراضي السورية وضرب وحدات الجيش العربي السوري المتقدمة باتجاه الحدود التركية ودحر المجموعات الإرهابية التي بات من الصعب على تركيا تقديم الدعم لهم بالشكل الذي يؤمن صمودهم، مما أدى الى الانهيارات السريعة والمتلاحقة لهذه المجموعات. ولقد بات الجيش العربي السوري وحلفاؤه على بعد بضعة الكيلومترات من الحدود التركية التي يراد اغلاقها لمنع تدفق الارهابيون من تركيا بالكامل. والان ومع نزوح بعض سكان حلب حيث تدور المعارك باتجاه الأراضي التركية قامت السلطات التركية بإغلاق الحدود والمعابر الحدودية أمام النازحين بحجة أن تركيا لا تستطيع ان تستوعب لاجئين سورين جدد على أراضيها. وبدأت تركيا بإرسال بعض الخيام التي نصبت داخل الأراضي السورية وبدأت حملة إعلامية واسعة حول معاناة هؤلاء النازحين والظروف الصعبة التي يجابهونها وضخمت الاعداد التي من المتوقع ان تصل الى الحدود نتيجة ما يجري من معارك في حلب وريفها. فمن البدء بعدد يقارب بضع عشرات الالاف قفز العدد الى 320 الف وزحف العدد المتوقع الى مليون نازح. اما من اين سيأتي هذا العدد فمن الأفضل ان يقوم المهتم بتوجيه السؤال الى السلطات التركية أو الى إذاعة BBC الناطقة بالعربية. ففي حوار مع بعض "المحللين" قفز العدد من 320 الف الى 600 الف وفي نهاية البرنامج تقول المذيعة ان العدد قد يصل الى المليون. الذي يبدو اننا أصبحنا في مزاد علني، فهل هنالك من يريد ان يشارك في المزاد؟ سرعان ما اتضحت الأسباب الرئيسية لمنع النازحين من مواقع الاشتباكات الى الدخول الى الأراضي التركية، وخاصة مع وضوح معالم تدلل على البدء بحملة إعلامية مكثفة بضرورة وقف "القصف الجوي الروسي للمدنيين" في منطقة حلب. وقامت تركيا بالدعوة مجددا بطلب "المجتمع الدولي" الى إقامة "منطقة آمنة" وهي ما فشلت فيه تركيا لغاية الان كما ذكرنا سابقا من اقامتها أو اقناع الدول الغربية على اقامتها. وظهرت الأصوات المطالبة بالتدخل العسكري "لأسباب إنسانية في حماية المدنيين". ورأينا تحضيرات عسكرية على الجانب التركي تشير الى وجود نية مبيته للتدخل العسكري في سوريا في حالة توفر الظروف وأخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة. وبدأت الصحافة الرسمية الغربية والمأجورة في المنطقة بشيطنة بوتين والقاء اللوم على روسيا بفشل جنيف 3 الذي لم يبدأ أصلا لان تركيا وقطر أعطوا الأوامر لوفد الرياض بالانسحاب قبل ان يعلن الوفد نيته في حضور المؤتمر وحتى قبل التشاور مع آل سعود. وللأسف فان الأمم المتحدة ومن خلال امينها العام بان كي مون يشارك في هذه الحملة. كل المتضررين من إمكانية القضاء على الإرهابيين في الأراضي السورية وخاصة في الشمال السوري باتوا ينعقوا ليلا ونهارا بضرورة وقف إطلاق النار، ليتمكنوا من انقاذ ما يمكن إنقاذه من المجموعات الإرهابية لان ما زال لهم دورا يلعبونه لأسيادهم ومشغليهم. اللاجئون والنازحون السوريون أصبحا الورقة الرابحة الوحيدة بيد اردوغان وهو مصمم على استخدامها واستثمارها للضغط على الدول الأوروبية لابتزاز المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية والمسعدات المالية لتركيا، بالإضافة الى انها الورقة الوحيدة التي يريد اردوغان استخدامها للعودة كلاعب إقليمي يجب أن تؤخذ مصالحه بعين الاعتبار عند التفكير بحل الازمات المتواجدة في المنطقة. لقد استطاع اردوغان ومن خلال اغراق أوروبا بالمهاجرين واللاجئين السوريين وغير السوريين على انتزاع مكسب اقتصادي وهو فتح الأسواق الأوروبية للبضائع التركية، الى جانب إعادة تفعيل طلب تركيا بالانضمام الى دول الاتحاد الأوروبي وكذلك تسهيل التنقل للأتراك في دول الاتحاد الأوروبي. والان يريد الضغط لتحقيق مأرب إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بالإضافة الى منع اكراد سوريا من إقامة منطقة حكم ذاتي أو إدارة ذاتية، وحجز مقعد لتركيا عنما يحين وقت حل أزمات المنطقة. ويبقى السؤال أين الولايات المتحدة من كل هذا؟ الكثيرون لديهم القناعة بأن ما يدور انما يدور بعلم الادارة الامريكية وبالتنسيق معها وان كان مستوى التنسيق في بعض الأحيان ليس بالقدر اللازم. الولايات المتحدة عادة ما تعطي ادواتها في المنطقة او غيرها من بقاع العالم هامش يتحركون به طالما ان هذا الهامش لا يضر بالمصالح والاستراتيجية الامريكية في المنطقة وطالما ان الخزانة الامريكية لا تقوم بدفع النفقات لأي تصرف أرعن من قبل الأدوات. وفي الحالة السورية فان الولايات المتحدة تأمل بالسيطرة على مناطق معينة يمكنها من تحسين الشروط التفاوضية بالإضافة الى تحقيق الحلم التي يراود البعض في أمريكا اللذين ما يزالون يدعون الى "تغيير النظام" وتقسيم سوريا. ومن الواضح ان الإدارة الحالية تراهن على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري أكثر من مراهنتها على اردوغان وهو ما حدا به قبل أيام فقط للتصريح بان عليهم (أمريكا) ان يختاروا بين تركيا والارهابيون ويعني بالأكراد، " هل أنتم معنا أو مع الكرد "الارهابيين". ولم يخف اردوغان غضبه من الإدارة الامريكية اذ استتبع قائلا " عجز أمريكا عن فهم طبيعة الاتحاد الديمقراطي الكردي وحزب العمال الكردستاني أدخل المنطقة في بحر من الدم". وامريكا نفسها تعد العدة للدخول على الساحة في حالة فشلت اللاعبين الإقليميين من تحقيق المآرب الامريكية. وهذا يتضح من العديد من التصريحات الأخيرة لأكثر من مسؤول أمريكي.
bahij.sakakini@gmail.com