وترى هذه الدوائر أن فرنسا المدركة للاوضاع المتدهورة في الساحة العربية، وغير المستقرة في الساحة الفلسطينية، بفعل استمرار الانقسام وغيره، وتفاديا للتصعيد في حملة الانتقادات ضد تل ابيب في الساحة الدولية، سارعت الى طرح مبادرة في اطار الجهود المبذولة منذ عقود لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لكن، هذه المبادرة، غير معروفة البنود والمضمون، وتستبعد حضور طرفي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المؤتمر الدولي الذي دعت اليه باريس، وتم تأجيله، في ضوء الموقف الاسرائيلي الرافض "صوريا"؟! فكيف لمؤتمر أن يؤتي ثماره دون حضور أطراف الصراع؟
وتضيف الدوائر أن المبادرة الفرنسية الغامضة، أزاحت عن كاهل السلطة الفلسطينية الكثير من الاحراج، واعادت اسرائيل الى خانة "البراءة" من عرقلة عملية السلام، لذلك، فان باريس معنية في الدرجة الاولى اغلاق باب الانتقادات المفتوح ضد اسرائيل، واخراج السلطة من دائرة الحرج، والأخذ بطرفي الصراع الى طاولة التفاوض المباشر بعد انقطاع لسنوات، ولا شيء غير ذلك.
وتؤكد الدوائر ان باريس وتل ابيب ومعهما المملكة الوهابية السعودية تدرك خطورة التطورات في المنطقة وانشغال الدول العربية في ميادين الاقتتال وواجهة الارهابي، وبالتالي، ترى في انعقاد المؤتمر الدولي حسب ما تدعو اليه وتنادي به المبادرة الفرنسية، فرصة لتمرير تسوية ما، لسنوات طويلة قادمة، باستخدام كافة الوسائل الضاغطة على الفلسطينيين، منعا لانفجار الموقف وافشال مخططات الارهاب، حيث انفجار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من شأنه تعطيل أجندات الخلايجة والاتراك والامريكيين، وليس في صالح فرنسا واسرائيل، لذلك، وحسب الدوائر فان المبادرة الفرنسية هي مصيدة للجانب الفلسطيني، لا أكثر، رغم امتداح وتهليل السلطة لها، وفرنسا التي تعهدت لاسرائيل بالغاء أو تعديل قرار وتوصية اليونسكو حول المقدسات الاسلامية، ووسمها باليهودية، لن تكون يوما طرفا محايدا، في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والمبادرة التي طرحتها لم تكن لتطرح وتعلن قبل التشاور بين باريس وتل ابيب.