2024-04-26 03:55 ص

اجتماعات المجموعة الدولية لدعم سوريا ...مضيعة للوقت أم ماذا ؟؟

2016-05-27
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
انفض اجتماع المجموعة الدولية الداعم لسوريا الذي عقد في فيينا دون نتائج ملموسة على الأرض للتعامل مع الواقع المتفجر على الأراضي السورية وخاصة مع انتهاز المجموعات الإرهابية التكفيرية التزام الجيش العربي السوري وحلفاؤه بوقف "العمليات العدائية" لارتكاب مزيد من الجرائم والمجازر ضد الشعب السوري. وما زال العديد من الدول المنضوية تحت ما يسمى المجموعة الدولية لدعم سوريا تدعم الإرهاب والإرهابيين بشكل واضح وفاضح ويعلنوها على الملأ دون خجل أو أي شعور بالإحراج. كما انفض الاجتماع دون أن يتم تعيين موعدا للاجتماع المتوقع عقده في جنيف لإجراء المشاورات الغير مباشرة بين وفد الحكومة السورية وبقية الوفود التي تمثل المعارضات المختلفة. ولقد تم انسحاب وفد معارضة الرياض في الجولة السابقة بحركة استعراضية ولأسباب مفتعلة وتحت الادعاء ان الحكومة السورية تضع العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة، وعلى أن الجيش العربي السوري لم يلتزم بوقف العمليات العدائية وخاصة في حلب وهم يدركون جيدا أن المجموعة التي تقاتل الجيش العربي السوري في حلب هي بالأساس جبهة النصرة القاعدية المصنفة ضمن لائحة المنظمات الإرهابية في الأمم المتحدة ومجلس أمنها. معظم المتابعين لما يجري على الساحة السورية وما يدور في الميدان يدرك أن انسحاب وفد الرياض من الاجتماع الأخير في جنيف جاء بناء على تعليمات من السعودية وقطر وتركيا على وجه التحديد خاصة بعد الإنجازات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في مدينة حلب وأريافها. مشغلي معارضة الرياض التي ما هي الا مسخ هلامي مسلوب الإرادة السياسية أدركوا جيدا أن الخسارة على الأرض في الميدان ستنعكس سلبا عليهم في المباحثات أو المشاورات في جنيف لأنها ستقوي وتدعم موقف الوفد الحكومي السوري. وكان الهدف من الانسحاب هو محاولة إحداث تغيير في الميدان ولو بشكل بسيط ليعطي دفعة لوفد الرياض ومن هنا أتت التصريحات التي تنادي بتغيير موازين القوى على الأرض. تلك الصيحات وقرع طبول الحرب التي استدعت موجات من الإرهابيين اللذين زجوا في معركة حلب والتي تم فيه استحضار الاف المقاتلين منهم عبر الحدود التركية وتوحدت راية النصرة وداعش والمجموعات الإرهابية الأخرى في محاولة لكسر خطوط الجيش العربي السوري والاستيلاء على الأراضي التي فقدوها في محيط حلب. وتبين بشكل واضح من نوعية الأسلحة التي استخدمت والاعداد الهائلة التي شاركت في المعارك مع الجيش العربي السوري وحلفاؤه أن التصعيد لم يكن وليد الساعة بل أنه كان مخططا له ومدبرا منذ فترة. كان من الواضح أن الاجتماع الأخير في فيينا لمجموعة الدول الداعمة لسوريا لن تخرج بنتائج ملموسة على الأرض كما كان الحال في مؤتمر جنيف الاخير وذلك لعدة أسباب جوهرية التي يمكن تلخيص بعضها بما يلي: أولا: ان مواقف الدول الإقليمية الداعمة للمجموعات الإرهابية لا تزال على مواقفها من الازمة السورية ولم تبدي استعدادا لغاية الان بوقف هذا الدعم. ليس هذا فحسب بل هي تجاهر وبكل وقاحة أمام وسائل الإعلام أنها ستبقي على دعم "المعارضة المعتدلة" ولن تبخل عليها بالمال والسلاح الى ان يتم القضاء على النظام السوري والتخلص من الرئيس الدكتور بشار الأسد. وهذا واضح من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد انتهاء الاجتماع حيث أعاد ترديد سيمفونية أن على الرئيس الأسد ان يرحل بالسياسة وان لم يرحل بالسياسة فبالقوة. أما من أين سيأتي بهذه القوة فالعلم عند الله فقد استنفذ آل سعود وسائلهم في تجنيد المرتزقة من كل بقاع العالم لهذا الغرض ولم يفلحوا ولن يفلحوا. وبحسب المعلومات الاستخباراتية فان المرتزقة قدموا من أكثر من 80 دولة من هذا الكون المترامي الأطراف، فهل يبحث آل سعود عن كوكب آخر يأتون منه برجال من الفضاء لمحاربة الدولة السورية؟ أما السيد أردوغان الذي نصب نفسه الوالي والسلطان الجديد في تركيا وعمل وما زال على إزاحة كل العراقيل التي من الممكن ان تقف حجر عثرة في طريق تحقيق حلمه في أن يكون امبراطور العصر الذي يمسك بزمام كل الأمور في تركيا عبر تحويل النظام السياسي من نظام برلماني الى نظام رئاسي، فما زال همه الرئيس إقامة منطقة آمنة أو عازلة محمية بطائرات الناتو التي ستفرض هذه المنطقة تحت حجة حماية اللاجئين السوريين. وهو الذي استخدم هذه الورقة لابتزاز الاتحاد الأوروبي الذي تعهد بدفع أكثر من 6 مليارات دولار لهذا الغرض لدرء وصول المزيد من أمواج اللاجئين من العديد من الدول عن طريق تركيا، الى جانب موافقة الاتحاد الأوروبي على السماح للأتراك بالتنقل بحرية دون تأشيرة في دوله. ولقد وصل الحد الى جر المانيا الى الموقف التركي بضرورة إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي التركية كما صرحت المستشارة الألمانية السيدة ميركل في آخر زيارة لها لتركيا قبل الاستقالة التي قدمها رئيس الوزراء أوغلو من منصبه كرئيس لحزب العدالة والتنمية بسبب خلافاته مع أردوغان الذي رأى في أوغلو حجر عثرة في طريق تحقيق حلمه بأن يكون الامر الناهي في تركيا بدون منازع. وهذا مما أدى الاتحاد الأوروبي الى التراجع عن مواقفه بالنسبة للسماح للأتراك بالتنقل في دوله دون تأشيرة على الأقل لغاية الان. وفي خطاب حديث قام أردوغان بتهديد دول الاتحاد الأوروبي بإلغاء الاتفاقية بشأن "ضبط" تدفق المهاجرين الى دوله إذا ما الغيت تأشيرة دخول الاتراك لدخول الدول الأوروبية المعمول بها حاليا. وعندما سقطت ورقة استخدام اللاجئين السوريين في الحصول على موافقة الناتو وأمريكا على إقامة المنطقة العازلة مما يتيح لاردوغان قضم جزء من الأراضي السورية ومنع تمدد القوى الكردية السورية باتجاه الحدود التركية وقطع الطريق على إقامة أي كيان كردي في الشمال السوري والسيطرة على المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية مثل داعش التي تتواجد في أعزاز يقوم الان الجيش التركي بتحشيد أعداد كبيرة من قواته على الحدود مع سوريا ويهدد باجتياح الحدود الى الداخل السوري بحجة منع سقوط صواريخ على الأراضي التركية التي يطلقها تنظيم داعش من الأراضي السورية في حركة مسرحية مكشوفة. فتركيا ما زالت تقيم العلاقات الدافئة مع هذا التنظيم الإرهابي وتفتح له حدودها لتمرير الأسلحة والمقاتلين الى جانب قصف القوى الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التي تحاول التقدم الى أعزاز. ولقد قامت تركيا مؤخرا بالفعل بإدخال جرافات تحت حماية الجيش التركي الى داخل الأراضي السورية وقامت بتجريف منطقة بالقرب من الحدود وهذا استفزاز واضح واعتداء على سيادة الأراضي السورية ويجب عدم السكوت حيال ذلك. وربما كانت هذه خطوة إستياقية قبل عودة السوخوي الروسية الى الأجواء السورية يوم 25 من الشهر الجاري كما أوضح وزير الدفاع الروسي. تركيا بفعلتها هذه انما تلعب بالنار والذي يبدو انه ان لم يلجم أردوغان من الولايات المتحدة وحلف الناتو فان الأمور قد تذهب الى عمليات مواجهة عسكرية قد تدخل بها قوى دولية وإقليمية في مواجهات ساخنة لا يستطيع أحد تخمين تطورها وامتداداتها ونتائجها. ثانيا: الولايات المتحدة الامريكية عندما دخلت على سكة الحل السياسي التي أجبرت عليه، دخلته كمناورة وكخطوة لقطع الطريق على روسيا ومنع الاستفراد في المشهد السوري، بالإضافة الى محاولة فرملة الإنجازات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه على الأرض بشكل متسارع بعد دخول الطيران الروسي في السماء السورية والقصف المكثف لمعاقل الإرهابيين. أمريكا لم تسقط خياراها في تقطيع أوصال الدولة السورية الى جانب محاولة اسقاط النظام واستبداله بنظام متساوق ومتناغم مع المصالح الاستراتيجية الامريكية في المنطقة. الإدارة الامريكية كانت تريد حماية ما أسمته "بالمعارضة المعتدلة" من الضربات الموجعة التي وجهت الى هذه المجموعات الإرهابية من الطيران الروسي في الجو بشكل رئيس والجيش العربي السوري وحلفاؤه على الأرض. ومنذ البداية كان من الواضح ان الولايات المتحدة لم يكن لديها النية على الاطلاق في القضاء على التنظيمات الإرهابية أو تحجيمها أو تجفيف مصادر تمويلها سواء المباشرة من الأدوات والحلفاء في المنطقة وخاصة السعودية وقطر والامارات أو من بيع النفط المنهوب من آبار البترول والمناطق النفطية التي سيطرت عليها في سوريا والعراق والتي شكلت الشريان المادي الهائل لبقائها حية وساعدها في تجنيد عشرات الالاف من المقاتلين المرتزقة و "الجهاديين" من مختلف بقاع العالم. ولقد لعبت تركيا وهي الدولة في حلف الناتو أكثر الأدوار قذارة ربما بالشأن السوري بفتح حدودها ومطاراتها وأراضيها أمام جحافل الإرهابيين الذين كانوا يتحركون بسهولة على أراضيها وبدعم كامل من أجهزة استخباراتها وأمنها وجيشها. كانت وما زالت تلعب هذا الدور القذر دون رادع من دول حلف الناتو ولا الولايات المتحدة الامريكية. الولايات المتحدة الامريكية كانت وما زالت ترفض التعاون والتنسيق مع روسيا في محاربة الارهاب على الأراضي السورية بعمليات مشتركة. كانت وما زالت ترفض وتماطل في تحديد من هي المجموعات الإرهابية غير تنظيم داعش الإرهابي. لا بل وصل بها الحد التي تطالب فيه بتحييد جبهة النصرة الإرهابية من ضربات الجيش السوري والقوات الروسية على الرغم من وجود هذه التنظيم القاعدي على لائحة المنظمات الإرهابية في الأمم المتحدة ومجلس أمنها. الولايات المتحدة الامريكية وقفت ضد تصنيف جيش الإسلام واحرار الشام بالمنظمات الإرهابية في سوريا بالرغم من ارتكابهم المجازر المروعة للسكان المدنيين الأمنيين من السوريين. لم نسمع كلمة ادانة من الإدارة التي تتشدق بمحاربة الارهاب عندما قامت داعش واحرار الشام بالإعلان عن مسؤوليتهم في المجازر التي ارتكبت مؤخرا في طرطوس وجبلة والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من 150 شهيدا في نفس اليوم بالتفجيرات الانتحارية للموظفين والطلاب والناس العاديين في الأسواق في الوقت الذي يضمن احداث أكبر عدد ممكن من الشهداء. بالنسبة للولايات المتحدة هذا ليس إرهابا طالما أنه يعمل لصالح مخططاتها الجهنمية للمنطقة وخاصة تدمير الدول الوطنية واضعافها الى الحد الأقصى من خلال زعزعة استقرارها وأمنها إذا لم تستطيع تغيير أنظمتها، وعلى أمل ان تفتتها الى كانتونات وأقاليم متصارعة فيما بينها. ما أوردته الصحافة الامريكية بشأن الزيارة لأحدى قيادي أحرار الشام الى واشنطن لبيب النحاس واجتماعه مع مسؤولين في الاستخبارات الامريكية وعلى أن الاجتماعات هذه لم تكن الوحيدة تدلل على مدى ارتباط الإدارة الامريكية بالتنظيمات الإرهابية وتشغيلها لصالحها. الولايات المتحدة الامريكية أدركت جيدا أن الأحوال قد تتغير وربما يأتي الوقت التي لا تستطيع أن تبقي على استثمار التنظيمات الإرهابية ضمن مخططاتها اما نتيجة انقلاب الارهاب عليها أو على حلفائها في مرحلة معينة أو افتضاح أمر علاقتها مع هذه التنظيمات وخاصة وأن بعض هذه التنظيمات بدأت بتنفيذ عمليات إرهابية في بعض الدول الأوروبية التي بدأت تستشعر بتهديد أمنها الداخلي. ومن ثم عمدت الولايات المتحدة بالعمل والتنسيق مع بعض المكونات الكردية في الشمال السوري وتحديدا مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وخاصة بعد أحداث مدينة عين العرب السورية أو كوباني كما يطلق عليها الاكراد التي حوصرت من قبل تنظيم داعش في صيف العام الماضي الذي أطبق على المدينة ولولا التدخل الأمريكي في اللحظات الأخيرة بالقصف الجوي لتجمعات داعش الى جانب مد الاكراد بالأسلحة لسقطت المدينة وارتكب بحق أهلها المجازر. ولا شك ان الإدارة الامريكية استثمرت عملية الإنقاذ لصالحها بعد ان كانت ترفض التدخل لإنقاذ المدينة التي لم تكن ضمن الاستراتيجية الامريكية بحسب ما صرحت البنتاغون الأمريكي قبل تدخل الطائرات الامريكية في ذلك الوقت. قبل التدخل بعدة أيام أجريت اجتماعات مكثفة في دولة أوروبية بين رئيس الحزب صالح مسلم ورجال من الاستخبارات الامريكية التي لم يفصح عن مضمونها آنذاك. ولكن كان من الواضح ان منذ ذلك الوقت بدأت الإدارة الامريكية تستثمر علاقتها مع هذا المكون الكردي في محاربتها للدولة السورية. وكانت الإدارة الامريكية تعول على مقاتلي هذا الحزب بتحرير الرقة من ايادي داعش كخطوة على طريق تقسيم الوطن السوري وربط المنطقة بالأنبار العراقية لقطع التواصل الجغرافي مع إيران وذلك لضرب محور المقاومة. ولكن هذا المكون الكردي رفض المقترح الأمريكي وأبدى عذره آنذاك بأن مقاتليه لن يدخلوا منطقة عربية خوفا من اثارة نعرات عرقية. ومن ثم عمدت الولايات المتحدة بالتعاون مع بعض الأطراف "السنية" في الشمال السوري ورجال العشائر و"وحدات حماية الشعب" الكردية على تشكيل ما سمي "بقوات سوريا الديمقراطية" في أكتوبر من عام 2015 وقامت بدعمها سياسيا وبالتسليح والتدريب بهدف ان تستخدمها في الصراع مع الدولة السورية واستخدامها الى جانب مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لمقاتلة داعش في الرقة وتحريرها من قبضته. وهذا ما يحضر له الان حيث تم بحسب الاخبار حشد ما يقرب من 12 ألف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية والقوات الكردية وتزويدهم بالأسلحة من قبل أمريكا وتواجد ما يقرب من 500 جندي وخبير عسكري أمريكي للهجوم على الرقة وتحريرها من داعش. والزيارة التي قام بها قائد القوات الامريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوي فوتيل سرا للشمال السوري والاجتماع بقيادي قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي تشير الى التحضير للهجوم على الرقة. والتصريحات التي أدلى بها أحد القيادين في العلاقات العامة لقوات سوريا الديمقراطية تشير بوضوح عن النوايا الامريكية في فرض الحلول التي تحقق مصالحها بالدرجة الأولى. فقد جاء على لسان هذا القيادي المدعو عبد العزيز يونس انه " في حالة سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على مدينة الرقة فان هذا سيكون فاتحة للانفتاح الدولي التام للاعتراف بالمنهج والحل الفدرالي لسوريا المستقبل" ويضيف ويقول " ليس من المعقول تجاهل الدور والقوى العسكرية التي لعبت وستلعب الدور الأساس للقضاء على الارهاب في سوريا، ومن المفروض الإقرار بأن الحل الوحيد لسوريا المستقبل هو الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية كنواة لجيش سوريا المستقبل، وفرض الوجهة السياسية التي تليق بهذه القوى في المحافل الدولية كممثلة لشعب سوريا الفدرالي". من الواضح من هذا التصريح أن كلمة "الديمقراطية" لا تليق على الاطلاق بهذا المكون الذي يريد أن يفرض على الشعب السوري بأكمله وبجميع مكوناته وجهة نظره بقوة السلاح الخارج عن شرعية الدولة السورية أصلا وهو الذي ربما لا يمثل أكثر من 15% من التعداد السكاني لسوريا، بالإضافة الى انه يرتضي ان يكون أداة ضمن المخطط الأمريكي في المنطقة. ومن الضروري الإشارة الى ان هذه التحضيرات تتزامن مع الهجوم على الموصل في العراق بقيادة ودعم أمريكي وما يسمى "بقوات التحالف الدولي" لمحاربة داعش في العراق وسوريا فالولايات المتحدة تركز على منطقة الانبار العراقية لما لها من امتداد جغرافي مع سوريا ولأنها تعمل على قطع التواصل الجغرافي مع ايران. وهذه ليست مصادفة فقوات التحالف الأمريكي على سبيل المثال لم تشترك البتة في عملية تحرير الفلوجة التي تدور معركتها الان من قبل الجيش العراقي بإسناد من قبل قوات الحشد الشعبي الى جانب رجال العشائر. المخطط الأمريكي الهادف الى تقسيم العراق وسوريا ما زال قائما وحيا لا يغرنك اجتماعات "السلام" في فيينا أو المشاركة في مؤتمر "المجموعة الدولية لدعم سوريا". ومن الواضح أن المعركة مع الولايات المتحدة ومع اذنابها الإقليميين والمحليين ما زالت قائمة ومحتدمة. ويحق لنا أن نتساءل في النهاية إذا كان هذا هو واقع الحال التآمري الذي ما زال قائما على الوطن السوري، فما جدوى اجتماعات المجموعة الدولية لدعم سوريا!!!! وما جدوى الاجتماعات في جنيف!!!! هل هي لوضع العراقيل أمام تقدم الجيش السوري وحلفاؤه المخلصين من تحرير الأراضي السورية من براثن برابرة العصر ودحر الارهاب واجتثاثه من الجسد السوري؟