2024-04-27 07:09 ص

الفلوجة تكشف الواقع العربي

2016-06-20
بقلم: رابح بوكريش
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي " أن قوات الأمن العراقية استعادت السيطرة على القسم الأكبر من مدينة الفلوجة، وأن تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " لم يعد يسيطر إلا على جيوب صغيرة فيها ". لقد أخفقت سياسة القوة العسكرية بالنسبة الى هذا التنظيم الارهابي . ومما لا شك فيه حتى في سوريا نفسها هو أن " داعش " يخسر كل يوم أنصارا له ومعه جميع دعاة سياسة القوة ، وأن الحالة المعنوية والنفسية لعناصره قد تدهورت تدهورا كبيرا ولم يعد هناك من يعير أي أهمية لتصريحات مسؤولي هذا التنظيم الارهابي . هذا وان انعزال هذا التنظيم في مناطق محدودة في العالم العربي أصبح أمرا لا يمكن لأي كان ان يكذبه . وبالنسبة الى بغداد حان الوقت لطرد كل عنصر من هذا التنظيم من الأراضي العراقية . ولكي تكون عملية التحرر عملية فعلى الحكومة أن تنظر بشكل جدي وبسرعة للمتضررين من عملية التحرر . وقد اصبت بالذهول عندما سمعت ان هناك انقسام في العالم العربي من عملية تحرير الفلوجة !! فمنهم من رحب بعملية التحرر ومنهم من سكتوا ومنهم من لا رأي لهم في القضية . والمدهش في الأمر أن ما يسمى بالجامعة العربية لم تتخذ حتى الآن أي موقف واضح من عملية تحرير الفلوجة وكأن الأمر لا يعنيها . انه من العجب ان ينخدع الرأي العام العالمي كون هذا التنظيم يريد الخلافة ؟ ! ومن الغريب أيضا أن تظن دول العالم أن هذا التنظيم صنعته دول عربية " الدول العربية حاليا لا تفزع ذبابة ولا تمنع بوما من النعيق فكيف لها تصنع منظمة بحجم " داعش " . لذلك فإن الكثير من المفكرين والسياسيين والإعلاميين بدأوا يشككون في من يقف وراء هذا التنظيم الارهابي ؟ . ونظرا لهذه المعطيات التي يؤمن بها الحكام العرب ولكن لا احد له الشجاعة على قول الحقيقة . على الشعب العربي أن يقدم أسمى معاني الفخر والإكبار لشهداء الفلوجة ، وللجرح الأبطال ، ونُحيي أمهات الشهداء والأسرى والجرحى، وللجنود الذين حرروا الفلوجة ، ولا ننسى أن نقدم التهاني الى الحشد الشعبي والعشائري وقوات مكافحة الارهاب في الحرب ضد الارهابيين التكفيريين ، والذي ادى الى تحرير مدينة الفلوجة ذات الاهمية البالغة . كما أننا ندعو مكونات الشعب العراقي وقواه الحية، وقيادة الدولة إلى العمل الجاد لطي صفحة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، وهي الطريقة الأنجح والأقصر لمجابهة مخططات الصهيونية العالمية .