2024-04-27 12:12 ص

ويستمر اللعب على حافة الهاوية.. من يسقط أولاً؟؟

2016-06-22
بقلم: الدكتور محمد بكر
لاندري إن كانت جملة الرسائل والتصريحات والصور النارية التي تواردت تباعاً خلال اليومين الماضيين هي دافعٌ فقط باتجاه صياغة المزيد من الأوراق التفاوضية، استعداداً لجولة المفاوضات الجديدة في تموز القادم بحسب ما أمله ديميستورا، أم إن كل طرف يعي تماماً حرفية ماقاله، ويدفع باتجاه تصعيد خطير جداً في المشهد الاشتباكي العام، فغرفة العمليات المشتركة التي صاغها اجتماع وزراء الدفاع، الايراني والروسي والسوري في طهران، قد وصلت رسائلها ومفاعليها القادمة لواشنطن وحلفائها جيداً، لجهة المضي الروسي قدماً لانجاز معركة حلب، والزحف ربما لجغرافية أوسع نحو الشرق، على قاعدة خلو الميزان الروسي وحساباته من أي وجود أو ثقل على الأرض لما يعرف بالمعارضة المعتدلة، أو المجموعات التي تدعمها أميركا، وعند هذه النقطة تحديداً يمكن تفسير حديث رئيس هيئة الأركان الروسية غيراسيموف عن نفاذ الصبر الروسي لجهة أن حادثة قصف الطائرات الروسية لقوات جيش سورية الجديد والقضاء على نصف أعضائه بحسب صحيفة التلي غراف، إنما سيكون في اعتقادنا أول الغيث في التوجهات الروسية القادمة. على الجبهة الأخرى تعي واشنطن وحلفاءها جدية النظرية الروسية في ادارتها للحرب السورية، ويبدو أنهم يستعدون هم أيضاً لإعداد مااستطاعو لاستيلاد الضعف في قوة " رباط خيل " الروس وحلفائهم، ومن هنا نقرأ ونفهم ما أعلنت عنه الجمهورية الاسلامية لجهة احباط ما وصفته بأكبر المؤامرات الارهابية التي كان مقرراً خلالها تنفيذ تفجيرات ارهابية في مناطق عدة في إيران من بينها العاصمة طهران خلال شهر رمضان، فتأكيد واتهام أمين سر مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي للعربية السعودية بأنها هي من أرسل الارهاب لبلاده عبر أربيل، يؤكد مدى العمل الدؤوب لخصوم طهران لجهة الرد على سلوك الأخيرة في الميدان السوري، وبذات التحليل والقراءة، نتلمس الغضب الايراني وردة الفعل النارية على سحب السلطات البحرينية الجنسية من رجل الدين الشيعي عيسى قاسم، لجهة ماجاء على لسان الجنرال قاسم سليماني بأنه لم يبق خيار للشعب البحريني سوى المقاومة المسلحة التي ستطيح بالعرش الملكي على حد تعبيره، لندرك أن القادم سيكون ربما في إطار ترحيل أي حديث عن التسويات، وإن تغذية الكباش سيكون عنوان المرحلة القادمة. أختلف شخصياً مع ما جاءت به صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية لجهة أن موسكو أحبطت محاولة واشنطن تنفيذ الخطة باء في سورية، فتهافت خطط البنتاغون في سوريا كما قال الخبير العسكري الروسي يوري نتيكاتشيف سيستمر في اعتقادنا، والا كيف يمكن تفسير عدم تمكن الولايات المتحدة أو الأصح عدم إرادة واشنطن تحديد خارطة توافقية مع الروس تبين المعارضين المدعومين أميركياً، من ذئاب المجموعات الارهابية، بحسب توصيف غيراسيموف رئيس الاركان الروسية، إلا من خلال استمرار واشنطن في استثمار الارهاب المتغلغل على عينها في سورية. ويبقى السؤال؟ ماذا لو فشلت مرة واحدة استراتيجية "المشاركة الشعبية" التي عزا بها علي شمخاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قدرة قوات الأمن على افشال مايخطط لبلاده، في احباط مؤامرات ارهابية أكبر؟ وماذا لو سلحت إيران الحراك الشعبي البحريني وتالياً تغدو عدوى انتقال التسليح للشرق السعودي أمراً بدهياً؟ وكيف سيُوظف إعلان التطبيع الكامل بين تركيا والكيان الصهيوني في يوميات الميدان السوري، وكيف سيكون ثقله في ميزان التحالفات وصراع المحاور؟ سيما وأن الجنرال عميدرور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق هو صاحب نظرية أن المصالحة مع تركيا المصاغة على عين أوباما حينها في العام 2013 هي الأساس في نجاح  إغارة الطائرات الإسرائيلية على موقع جمرايا بريف دمشق، وهو من كان "النجم اللامع " في مناظرته مع تركي الفيصل؟ لا نملك الاجابة على كل تلك التساؤلات ولا يمكن التكهن بها، وليس أمامنا سوى انتظار الجديد القادم، لكن يبدو أن اللعب على حافة الهاوية مستمر، وإن الأطراف المشتبكة تدرك ماهية لعبة عض الأصابع، ولايبدو( في القريب المرئي) أن أحداً أقرب من الآخر للصراخ أولاً، وكما أن الجيش العربي السوري قادر على إجادة اللعب على حافة الهاوية واذا سقط لا يسقط الا على جثث الأعداء كما كان يقول الزعيم الراحل حافظ الأسد، فكذلك فإن واشنطن وحلفاءها يدفعون باتجاه الصدام على تلك الحافة، وفي النهاية لا بد من وجود من يصرخ أولاً أو ربما من يسقط أولاً. 
*كاتب صحفي ومحلل فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com