2024-04-26 04:03 م

الرمال العربية المتحركة

2016-07-27
بقلم: محمد فاروق
ما يحدث فى أوطاننا العربية قد تم الإعلان عنه منذ عقود مضت وقد أكدت عليه وأعلنته مستشارة الأمن القومى الأمريكية السابقة " كونداليذا رايس" تحت ما يُعرف بإسم مشروع "الفوضى الخلاقة" ، ونُشِرت حينئذٍ الخرائط الجديدة للحدود والدول الجديدة المتوقع نتاجها من جراء تفعيل برنامج الفوضى الخلاقة بالشرق الأوسط، وكعاداتنا لم نأبه للخطر المحيط بنا منذ بداية الحروب الصليبية، وتعاملنا مع هذا البرنامج وكأنه مانشيت جرائد لا أهمية له أو أنه يخص منطقة غير منطقة الشرق الأوسط، ومارسنا حياتنا المعتادة بخلافاتها المتجذرة دون أى وعى أو تقدير مسئول للموقف، ومن ثم كان لذاماً أن تكن النتيجة الطبيعية ما نشاهده من أحداث وإقتتال ومذابح لأخواتنا فى الأمة العربية بأيادينا وأيد اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوربى وايران وتركيا وللأسف بعض الدول العربية، فالكل تداعى علينا ينهش فينا كما تداعى الأكلة على قصعتها، فالجميع يتواجه ويتحالف من أجل أن ينال ويفوز بأكبر قدر من كعكة الدول العربية، ولما لا فنحن من جعلنا من أنفسنا وأوطاننا لُقمة سائغة لدود الأرض، فهيأنا المناخ المناسب لغيرنا ليقودنا ويُقسم ما تبقى من التقسيم ليُرسخ مصالحه وينهب مُقدراتنا ويستولى على خيراتنا ويوجه قراراتنا، ويأتى بعد كل ذلك إنعقاد مؤتمر القمة 27 بنواكشوط تحت مسمى "مؤتمر الأمل" فى ظل عدم حضور أو خفض مستويات التمثيل لتصل لمستوى وزير، فعن اى أمل يتحدثون فى ظل انتشار سرطان الفُرقة وآفات الطائفية والقبلية التى أدت الى فقدان المعانى الحقيقية للوطنية والهوية. الدول العربية حباها الله بالموارد الطبيعية التى تجعل منها أُمة تتفوق وتقود باقى الأُمم......!!! فلماذا أصبحنا على ما نحن عليه من تخلف وتراجع وتبعية؟ آهى العمالة....، أم عدم الكفاءة.....، أم هى الأقدار.....! 
*عضو المجلس المصرى للشئون الاقتصادية
mfyassin4@yahoo.com