2024-04-26 08:40 ص

فتوى سعودية تجفف منابع الإرهاب

2016-09-30
بقلم: محمد شادي توتونجي
تشهد هذه المرحلة حالات متزايدة من رفع الغطاء عن قبيلة آل سعود إعلامياً في أوروبا وأمريكا ، وأصبحت تُنشر الكثير من المعلومات والمقالات عن قبيلة آل سعود في صحف كبرى على مستوى العالم والتي تعرف بتبعيتها لأجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية. وكان أخطر ما نشر في هذه المرحلة ، ما نشرته صحيفة " ديلي نيوز " الأمريكية ، حيث نشر على صفحتها الأولى صورة سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك قبيلة بنو سعود وخلفه صورة " برجي منهاتن " " برجي التجارة العالميين " اللذين استهدفا في 9/11/2001 والتي كان أغلب منفذيها سعوديين ، والأخطر كان عنوان هذه الصورة والمقالة حيث عنونت بـ " الحثالة الملكية - ROYAL SCUM " في إشارة إلى الأصول السعودية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تبلغ ما يقارب الـ 750 مليار. وفعلاً وفي سابقة في تاريخ حكم الرئيس أوباما ، ضرب الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ بفيتو أوباما وأقر قانون"العدالة ضد رعاة الإرهاب" ضد السعودية ، ومن خلال هذا القانون فإن أمريكا سيجوز لها مقاضاة المملكة كدولة راعية للإرهاب ، وتم تقدير تعويضات الضحايا عن أحداث 11 سبتمبر فيما يقدر بــ" 3.3 تريليون دولار " ، وكذلك أصبح لأمريكا الحق فى الحجز على أموال السعودية بداخلها والتى تقدر بــ"750 مليار دولار" والذي يمثل ربع المبلغ فقط. وفور تصويت الكونغرس والشيوخ ضد فيتو الرئيس وإقرار القانون ، وللمرة الأولى ينهار سعر الريال السعودي أمام الدولار الأمريكي ، وتنهار كل البورصات العربية وعلى رأسها الخليجية المرتبطة قيمتها بالدولار ، ولحق الدمار الأكبر بالبورصة السعودية ، إضافة إلى أن السعودية صاغرة اضطرت إلى تخفيض إنتاجها من النفط بمقدار مليون ونصف البرميل يومياً حسب اتفاق دول أوبك الأخير ، هذا الاتفاق الذي استثنى إيران وليبيا ونيجيريا من سقف الإنتاج ، وضربت قبيل بنو سعود بنفس السيف الذي حاولت أن تضرب به عنق روسيا وإيران الإقتصادي عبر زيادة ناتجها اليومي من النفط بشكل غير مسبوق لتزيد العرض في السوق و تخفض سعر النفط العالمي بشكل ساحق وتلحق بروسيا و إيران خسائر كبرى حسب توجيهات أمريكا لها ، وفشلت السعودية في ذلك وصمد كلا البلدين لأن اقتصادهما لا يعتمد كما النظام السعودي بنسبته الأعلى على النفط ، هذا الانهيار الذي دفع بمفتي قبيلة بني سعود أعلى سلطة دينية في القبيلة الوهابية إلى إصدار فتوى تنص وفق تقرير نقلته صحيفة عكاظ السعودية : " إن الأوامر التي صدرت في الآونة الأخيرة اقتضتها ظروف عارضة لن تستمر إلى الأبد ، وأن ما صدر أخيراً من قرارات هي ظروف طارئة وأشياء عارضة ، لها اعتبارها وأحكامها وظروفها الخاصة ، ولذلك يتوجب على المواطنين التعاون والتساعد مع الدولة في ما تختار من الأمور التي ترى فيها المصلحة والرؤية الصادقة ، ولنتجنب أحاديث الباطل مع وسائل معادية أو أجنبية ، ونعلم أن ما صدر لمعالجة أمر عارض سيزول". كل هذا يقودنا إلى أمر واحد ، إنه " زمن زوال القبيلة " ، تلك القبيلة التي منيت بكل الهزائم في المنطقة وفشلت في كل الملفات التي أوكلت إليها ، ولم تحقق إلا أمراً واحداً ألا وهو التدمير والخراب ونشر الفتنة. والأمر الأهم بالنسبة لنا في المنطقة من سورية والعراق إلى اليمن ، أن السعودية والتي تؤكد كل التقارير الغربية والعربية كانت خلال فترة الحرب هذه والحرب على أفغانستان هي الممول الأكبر على الإطلاق ، وهي اليوم على شفير الإفلاس ، فيصبح من المؤكد لنا أن انهيار مرتزقتها التي استجلبتهم من كل أصقاع الأرض وتدفع لهم وتمولهم وتشتري لهم الأسلحة والعتاد وتقدم لهم كل الدعم اللوجستي عندما يفقدون الدافع المالي كمرتزقة ، فإنهم سيدفنون أسلحتهم تحت التراب ويفرون كما الجرذان كل إلى بلده أو جبهة أخرى تدفع أكثر ، وكذلك عملاء الداخل سيلقون بأسلحتهم ويسلمون أنفسهم صاغرين ، لتتم تسوية أوضاعهم ، وهذا تماماً ما كان يتحدث عنه الرئيس الأسد دائماً " عن تجفيف منابع الإرهاب " ، وهذا ما سنراه خلال الأيام القليلة القادمة من سقوط أحجار الإرهاب بشكل متدحرج وسريع ، بعد الانهيار الذي سيدق رأس القبيلة. هذه الضربات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تعصف بقبيلة بني سعود ، والتي لا تقاس بأجزاء من العواصف التي ضربت الدولة السورية خلال ما يقارب ست سنوات من الحرب الكونية الإرهابية عليها ، وألحقت أضراراً هائلة بالاقتصاد والجيش والبنى التحتية السورية ، وبقيت الدولة السورية صامدة واستعادت المبادرة ، ولم تفرض سياسية تقشفية على أبنائها ، ولم تخفض رواتب موظفيها ، بل على العكس تحملت أعباءً أكبر لدعم صمود أبنائها ، ولم ترفع الدعم عن المواد الأساسية في قوت الشعب السوري ، والأكثر من ذلك أصدرت عدة مراسيم ترفع رواتب الموظفين بنسب جيدة معفية حتى من الضرائب ، واستطاعت أن تمنع سقوط مدوٍّ لقيمة الليرة السورية مثلما كان يخطط أعداؤها ، كل هذه الظروف أثبتت أن سورية هي بلد الأسود ، وبأن تلك المسماة مملكة والتي تتحكم بموارد العرب والمسلمين هي " أوهن من بيت العنكبوت " ، وبأنها لا تملك مقومات الدولة ، وهي ليست أكثر من مجرد قبيلة ، وكلنا يعلم أن " زمن القبائل قد ولى " ، وبأن الزمن القادم هي للدول التي تملك المبادئ والمقومات والشعوب التي تعرف معنى الوطنية والانتماء ، وتمتلك قرارها السيادي على أملاكها وأراضيها ، ولا ترتضي لنفسها بأن تكون محمية تابعة يرتبط أمنها بمزاج رعاتها ومصالحهم. هل ظن حكام تلك القبيلة أنهم أهم وأكبر من عملاءٍ سبقوهم وأعلنوا ولاءهم وتبعيتهم لأمريكا والكيان الصهيوني ، والتاريخ قريب ويشهد على سلفهم وشرطيهم " علي رضا بهلوي " ملك ملوك إيران ، الذي كان أكبر حارس وأهم عميل للبريطانيين والصهاينة والأمريكيين ، وكيف في لحظة الحقيقة تخلَّوا عنه و تركوه يواجه مصيره المشؤوم وحيداً ذليلاً. كان ينبغي على حامل درجة الدكتوراه " سلمان بن عبد العزيز بن سعود " ملك الثقافة العربية وإخوانه أن يقرؤوا التاريخ جيداً تاريخ أمريكا مع أدواتها وعملائها وكيف انتهوا ! أيها السادة لا بد بعدما سبق يؤكد بأن زمن حكم القبيلة قد ولّى ، وبأن المشاكل الداخلية التي تعصف بالعائلة الحاكمة السعودية هي مؤشر إضافي وداعم قوي لقوي لما قلناه وخصوصاً تلك التي ظهرت للعلن بعد وفاة الملك السابق عبد الله بن العزيز جراء القرارات التي اتخذها الملك الحالي سلمان من تغيير في تسلسل الحكم في العائلة وعزل شقيقه مقرن من ولاية العهد لصالح غلامه محمد بن سلمان ، وإبعاد نجل الملك الراحل متعب بن عبد الله قائد الحرس الوطني عن ولاية العهد إضافة إلى الخلافات الكبرى في رأي العائلة الحاكمة في حرب اليمن وإدارتها ، والضعف والهزال والانهيار الذي ظهرت به قوات آل سعود في حرب اليمن ، والحراك الشعبي للمستضعفين من أهالي المنطقة الشرقية في شبه جزيرة العرب ، والتعنت الطائفي البغيض الذي تدير به تلك العائلة البلاد والظلم الذي تلحقه بسكان المنطقة الشرقية على أساسٍ طائفي ، موشرات السقوط واضحة كما الشمس التي لا يحجب نورها بغربال.