2024-04-26 07:46 ص

الاستراتيجية الروسية وفي سورية تقلق الادارة الامريكية وعملائها في المنطقة ..!

2016-10-22
بقلم : أكرم عبيد
في السياسة لا يوجد صداقة او عداوة دائمة بل المصالح هي التي تحكم العلاقات بين الدول وروسيا لديها في منطقتنا الكثير من المصالح التي تسعى لتحقيقها بمختلف الوسائل الدبلوماسية او الاقتصادية او العسكرية وبالفعل استطاعت العودة للمنطقة من جديدة على هذا الاساس . ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 واعلان قيام جمهورية روسيا الاتحادية تحديدا بعدما تولى الرئيس بوتين الرئاسة td نيسان عام 2000 . وفي الحقيقة استطاع الرئيس الروسي بحكمته وحنكته وخبرته ان يرث الاتحاد السوفياتي ولكن بأسلوب ونهج مختلف بعيدا عن الأيديولوجيا وكرس معظم اهتماماته لصياغة نهج سياسي جديد على في سياق العلاقات الدولية من خلال استراتيجية سياسية خارجية قومية استطاع خلالها من استعادة دور ومكانة وهيبة الاتحاد السوفياتي السابق لتحقيق اهداف الشعب الروسي في عصر العولمة والحرية الاقتصادية للسوق واستعادة علاقاتها التاريخية مع الحلفاء التقليديين لبناء محور جديد لوضع بداية النهاية لتفرد وحيد القرن الامريكي كقطب عالمي وحيد لبناء نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب . وفي ظل تراجع الادارة الامريكية وحلفائها في تحالف الشر الغربي في المنطقة وبعد فشلها العسكري والسياسي في غزو العراق وهزائمها تحت ضربات المقاومة العراقية تعمد الرئيس الامريكي اوباما اتخاذ قرارات صعبة في بداية ولايته الرئاسية الاولى تمثلت بسحب القوات الامريكية الغازية للعراق وانهاء الحرب والانسحاب من افغانستان عام 2014 لإنقاذ ما يمكن انقاذه بعدما تسببت مغامرات اليمين العنصري الامريكي المتطرف الصهيوني بقيادة بوش الكبير والصغير بمغامرة الحرب والعدوان على افغانستان والعراق التي تسببت في تعميق ازمة الاقتصادية والمالية وهبوط معدلاتها في الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص وعلى اذنابها من الانظمة الاوروبية التي انشغلت بالاهتمام بأوضاعها ومشاكلها الداخلية لكن الرئيس الامريكي وركز جل اهتمامه في السياسة الخارجية على التحول من الشرق الاوسط الى جنوب شرق اسيا . ومع بداية ما يسمى الربيع العربي المزعوم وقعت الادارة الامريكية في شر اعمالها بعد التدخل العسكري المباشر في ليبيا والذي انعكس بشكل سلبي على السياسة الخارجية الامريكية مما جعل الرئيس الامريكي مترددا بالتدخل العسكري المباشر في سورية . لكن القيادة الروسية تعمدت استثمار هذا الفشل العسكري الامريكي والسياسي وكل تداعياته لتعزيز نفوذها في المنطقة عبر البوابة السورية بعدما تدخلت في اكرانيا بقوة واستعادت شبه جزيرة القرم لتستعيد دورها ومكانتها كدولة عظمى على الصعيد العالمي بعدما شعرت بالخطر الجدي على امنها القومي بعد الاضطرابات وفوضى ما يسمى الربيع العربي التي تشهدها المنطقة بعد انتشار العصابات الوهابية التكفيرية وتعميم ثقافة الفتنة بدعم ومساندة وتسليح تحالف الشر العدواني الغربي بقيادة الادارة الصهيوالامريكية وتمويل الانظمة الخليجية المتصهينة واحتضان الاردن وتركيا والكيان الصهيوني لهذه العصابات التي فتحت لها معسكرات التدريب وسهلت لها عبور الحدود الى سورية من الشمال والجنوب السوري مما فرض على القيادة الروسية التدخل بقوة للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة بشكل عام ووحد الاراضي السورية بشكل خاص وخاصة بعدما شكلت تحالفا امني استخباراتي روسي سوري عراقي ايراني لأنها تعتبر سورية بوابة الامن القومي الروسي والموقع الاستراتيجي الوحيد على سواحل البحر المتوسط للخروج بقوة الى المسرح الدولي كقوة دولية فاعلة ومؤثرة في الازمة السورية مع العلم ان القيادة الروسية بقيادة الرئيس بوتين تسعى جاهدا لتطبيع العلاقات الروسية مع الغرب وفق المعايير الدولية وتأكيد اهليته للشراكة معه وليس الصدام . لذلك تعمدت القيادة الروسية تعزيز قدرات الجيش العربي السوري العسكرية لمواجهة الارهاب والارهابيين من عصابات داعش واخواتها التي تهدد الامن القومي الروسي والعالمي بشكل جدي كما قدمت الدعم السياسي لحل الازمة السورية بشكل سلمي عبر الحوار الوطني السوري السوري وعبر استراتيجية المصالحات بين ابناء الشعب السوري الواحد في المدن والاحياء والبلدات والقرى السورية التي حققت نتائج مذهلة من التقدم الى جانب انتصارات الجيش العربي السوري على معظم الجغرافية السورية كما ان الدبلوماسية الروسية لم تدخر جهدا على الصعيد الدولي وخاصة في مؤسسات الامم المتحدة وفي مقدمتها مجلس الامن التي افشلت ثلاث مشاريع قرارات غربية مشبوهة بتخطيط من الادارة الامريكية في مجلس الامن بعدما اتخذت حق النقض الى جانب الصين لمنع اي قرارات دولية للتدخل العسكري المباشر في سورية مما فرض على الادارة الامريكية التراجع وتغليب نهج المفاوضات مع الروس وتوقيع اتفاق للفصل بين الارهابيين وعصابات النصرة " المعتدلة " لكن الادارة الانتقالية الامريكية اختلفت مؤسساتها الامنية والسياسية والعسكرية حول هذا الاتفاق ففشل واطلقت ابواقها لاتهام الروس بخرق الاتفاق للتهرب من مسؤولياتها وإطلاق التهديد والوعيد بالتدخل العسكري في سورية وتوجيه ضربات للجيش العربي السوري لفرض المزيد من الضغط والابتزاز على للقيادة السورية والروسية التي ردت على التهديد الامريكي من خلال القيادة الروسية التي حذرت بشدة وقالت ان اي عدوان على مواقع الجيش السوري سيشكل تهديدا جديا للعسكرين الروس وسيتم مواجهتها بقوة مما اجبرهم على التريث والعد للعشرة بعد تصريحات الرئيس الروسي بوتين والقيادات العسكرية الروسية التي نشرت المزيد من الاسلحة الاستراتيجية في سورية من طائرات وصواريخ ومدمرات في المتوسط خاصة بعدما منح مجلس الدوما الروسي الثقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنشر قوات عسكرية روسية في سورية بشكل دائم مما فرض على الادارة الامريكية الاحتيال على قرار مقاطعة المفاوضات وعاد وزير الخارجية الامريكي جون كيري واتصل مع وزير الخارجية الروسي وطلب منه لقاء في مدينة لوزان السويسرية بين الطرفين بحضور عدد من الدول الاقليمية المعنية بالملف السوري لحفظ ماء وجه الادارة الامريكية التي تهربت من مسؤولياتها في اتفاق جنيف والالتفاف عليه حتى لا تقدم تنازلات مهمة في سورية للروس في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها ادارة اوباما والتي قد تنعكس على المرشحة الديمقراطية الامريكية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلنتون سلبا وعلى مستقبل حزبها الديمقراطي في الكونغرس فانتهى اجتماع لوزان دون تحقيق اي نتائج مهمة . لا شك ان روسيا بقيادة الرئيس بوتين اصبحت لاعباً مركزياً في كلّ القضايا العالمية وتتدخل بقوة في ملفاته سياسياً واقتصادياً وأمنياً واصبحت العاصمة موسكو تحظى باهتمام عالمي ومركزا مهما تشهد المزيد من زيارات الوفود العربية واقليمية والدولية مما يؤكد علميا وعمليا ان الادارة الامريكية لم تعد الشرطي العالمي الوحيد المتحكم بمصيره بعد ظهور الروس كقطب دولي جديد تجاوز بقوة الحدود الاقليمية عبر البوابة السورية الى نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب.
akramobeid@hotmail.com