2024-04-26 09:42 ص

بصمات محمد بن زايد في اليمن

2017-02-25
بقلم: عبدالعزيز ظافر معياد 
كشف الوزير السلفي هاني بن بريك في تغريدة له على حسابه الرسمي في تويتر عن تواجد أبناء اللواء أحمد سيف اليافعي في الامارات،وانهم في الطريق الى عدن على متن طائرة عسكرية إماراتية لحضور مراسيم تشييع والدهم،وهذا الامر لم يكن مفاجئا لي على الأقل، فتواجد أبناء واقارب العديد من القيادات اليمنية في الامارات، يأتي منسجما مع سياسة محمد بن زايد ،التي ينتهجها في إدارة الملفات المختلفة وطريقته في التحكم بلاعبيها الاساسيين. - يركز بن زايد في سياسته في التحكم باللاعبين الرئيسيين في الحرب اليمنية-باستثناء لاعبي الاخوان- على امرين رئيسيين هما: -الأول: استضافة أولاد وعائلات معظم القيادات البارزة في الحراك، وقيادات في حكومة هادي ،وكذا عدد من افراد اسرة صالح وعلى رأسهم نجله احمد واخرين، فيمنحهم السكن والمنح الدراسية وتسهيلات ومزايا مالية واقتصادية و.. ،لكنهم في الواقع اقرب الى "ضيوف تحت الإقامة الجبرية" ،وكروت ضغط يمكن استخدامها في أي وقت ضد أي قيادي عسكري او سياسي يظهر خروجا عن المسار المطلوب اماراتيا في اليمن، وللعلم أبناء واقارب ابرز قيادات السلطة في عدن من المحافظ الى مدير امنها الى قيادات الحزام الامني وغيرهم مقيمين في الامارات. -الثاني: منح تسهيلات ومرونة كبيرة في البنوك الإماراتية للاعبين الرئيسيين ليس في الملف اليمني وانما في ملفات أخرى تستحوذ على اهتمام بن زايد،بحيث يساعدهم على فتح حسابات بنكية وتحويل ارصدتهم المالية الى الامارات متجاوزا الرقابة المتشددة لحركة الأموال المرتبطة بتمويل الإرهاب وتجارة السلاح والمخدرات والفساد ،إضافة الى مزايا استثمارية واسعة ،وهنا يمكن ايراد عدة امثلة منها : 1- تمكن بن زايد خلال السنوات الماضية –وكما تناقلته وسائل اعلام يمنية-من اقناع صالح ونجله في نقل جزء مهم من أموالهم واستثماراتهم الى الامارات ،وها هو تقرير لجنة العقوبات الاخير يتكلم عن اجراء خالد الابن الثاني لصالح نهاية 2014م تحويلات مالية إلى حسابات في الإمارات، كما لمح التقرير الى عدم تجاوب الامارات مع استفسارات لجنة العقوبات الدولية بشأن نشاط خالد والتحويلات التي يقوم بها، وهذا الامر يفسر في المقابل سبب تجاهل الرئيس السابق التام توجيه أي انتقاد الى الامارات في خطاباته المتعددة. -كما لاننسى ما تضمنته احدى المعلومات التي سربت من تحقيقات الصحفي الراحل محمد العبسي حول الفساد النفطي في البلاد، والتي كشف فيها أنه تم إنشاء شركة في دبي من قبل الحوثيين كواجهة تقوم بشراء النفط باسمها صورياً حتى لا تواجههم مشاكل في الحصول على تراخيص من قبل دول التحالف. 2- كنت قد تناولت بالتفصيل في الجزء الثالث من مقال "خفايا الدور الاماراتي في اليمن"، الطريقة التي تمكن بها بن زايد من السيطرة على محمد بن سلمان ،والتحكم في قراراته خاصة ما يتعلق بعدوانهما على اليمن،باعتبارها من أكثر النقاط غموضا، حيث ذكر المغرد السعودي الشهير مجتهد في احدى تغريداته العام الماضي ان بن زايد نسق مع بن سلمان التفاصيل اللوجستية لنقل الأموال التي استحوذ عليها بطرق غير قانونية والتفافية من السعودية إلى بنوك الإمارات بطريقة لا تلفت الانتباه أنها مملوكة لابن سلمان ،مشيرا الى ان بن زايد استطاع بذلك أن تكون له الكلمة الأقوى في حرب اليمن، بمعنى أن روح بن سلمان أصبحت في يد بن زايد، الذي استغل جشع وفساد ولي ولي العهد في التحكم به وبقراره وبالمليارات التي نهبها في زمن قياسي من الخزينة السعودية ومن شركات بن لادن وسعودي أوجيه وغيرها. 3- انتهاج الرئيس الأمريكي ترامب سياسة مغايرة عما كان متوقعا في الملف اليمني خاصة من قبل انصار صالح،لكن بصمات بن زايد بدأت تتضح شيئا فشيئا مع مرور الوقت ،فقد تمكن من اثارة جشع ترامب الشخصي بمنحه صفقات خاصة بشركاته ،وهاهما ولدا ترامب ،دونالد وإريك حلا ضيفي شرف في ال 19 من فبراير الجاري في حفل افتتاح ملعب للجولف في دبي يحمل اسم الرئيس الأمريكي (ترامب انترناشونال جولف كلوب دبي) في أول مشروع عقاري له يعلن عن افتتاحه منذ توليه منصبه ،وهو بالشراكة مع داماك العقارية التي يرأس مجلس إدارتها حسين سجواني المقرب من بن زايد،ووصف ولدا ترامب في كلمتيهما خلال الاحتفال سجواني بالصديق العظيم. -كما ان (ترامب انترناشونال جولف كلوب دبي) جزء من مشروع تطوير عقاري أكبر على مساحة 42 مليون قدم مربع يعرف باسم (داماك هيلز)،المهم ان كل ذلك يظهر بن زايد كمخرج ومنتج لفيلم دموي بشع يتحكم فيه بكل شيء، وقد جعل من ابوظبي بيت عنكبوت يحتجز فيها ضحاياه، وفي الغالب اتفق بن زايد مع ترامب على تهيئة الوضع في اليمن بحيث تصبح مسألة إقامة قواعد عسكرية أمريكية في سقطرى وميون ورأس العارة، أمرا واقعا . -يضاف الى ذلك ان اليمن ستمكن ترامب من الإيفاء بوعوده الانتخابية بشأن محاربة كل من ايران والقاعدة وداعش في اليمن بأقل التكاليف والمخاطر، وفي الوقت ذاته ستمكنه من نهب ثروات دول الخليج كمقابل لدوره في اليمن،والذي سيؤدي مستقبلا الى زعزعة استقرار تلك الدول بما فيها الامارات نفسها وبما ينسجم مع المخطط الجاري تطبيقه في المنطقة.
aziz5000000@gmail.com