2024-04-26 06:35 م

وزير الخارجية الامريكي: مصير الاسد يقرره السوريون

2017-03-30
أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن الشعب السوري سيقرر مستقبل الرئيس بشار الأسد، وذلك أثناء زيارة التقى خلالها القادة الاتراك لاجراء محادثات حول النزاع السوري الذي يشكل موضوع خلاف بين الحليفين. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في أنقرة: "اعتقد أن وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد يقرره الشعب السوري".

وتيلرسون هو اكبر مسؤول اميركي يزور تركيا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مهماته الرئاسية في كانون الثاني. والتقى الرئيس رجب طيب اردوغان اكثر من ساعتين، بعدما اجتمع صباحا برئيس الوزراء بن علي يلديريم في انقرة.

وأكد في المؤتمر الصحافي أن "لا خلاف" بين تركيا والولايات المتحدة على قتال تنظيم "الدولة الاسلامية"، رغم تأكيد نظيره التركي ان هناك نقطة خلاف رئيسية بين البلدين. وقال: "لا خلاف بين تركيا والولايات المتحدة على التزامنا بهزيمة داعش".

إلا أن تشاوش اوغلو لفت الى ان انقرة تتوقع "تعاونا أفضل" مع إدارة ترامب بشأن الفصائل الكردية المسلحة، مشيرا الى أن أي دعم أميركي لوحدات حماية الشعب الكردي يعني خطرا على مستقبل سوريا. وقال: "ليس من الجيد أو الواقعي العمل مع جماعة إرهابية، بينما نقاتل جماعة إرهابية أخرى".

ودأبت انقرة على التنديد بالدعم الذي تقدمه واشنطن في سوريا الى فصائل كردية مقاتلة تعتبرها انقرة "ارهابية"، في سياق التصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية". وتدعم انقرة مجموعات مسلحة اخرى من المعارضة السورية.

وعقب اجتماع تيلرسون واردوغان، ذكرت مصادر رئاسية أن الوزير التركي ابلغ الوزير أنه من المهم ان يشنّ "الاطراف المناسبون والشرعيون" الحرب على الارهاب. كذلك، ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان تيلرسون ويلديريم ناقشا "وسائل ترسيخ العلاقات الاساسية بين البلدين على صعيدي الامن والاقتصاد".

وجاء في بيان اصدره مكتب يلدريم أن الوزيرين ناقشا مسألة سوريا التي تدخل العام السابع من الحرب، وتحدثا عن جهود اخراج تنظيم الدولة الاسلامية من العراق وسوريا.
البيان الاميركي "ليس كافيا"
وتأتي زيارة تيلرسون لتركيا غداة اعلان انقرة الاربعاء انتهاء عملية "درع الفرات" التي باشرتها في سوريا في آب الماضي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" والمقاتلين الاكراد، من دون ان يتضح ما اذا كانت القوات التركية ستنسحب ام لا. وفي اطار هذه العملية، استعاد المقاتلون المدعومون من تركيا عددا من المدن من الجهاديين، منها جرابلس والراعي ودابق واخيرا الباب، حيث تكبد الجيش التركي خسائر فادحة.

واعلن اردوغان ان تركيا كانت تريد العمل مع حلفائها، لكن من دون الميليشيات الكردية، لاستعادة الرقة، عاصمة تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا.

والدعم الاميركي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة تابعة لحزب العمال الكردستاني، شكل موضوع توتر دائم بين انقرة وادارة الرئيس السابق باراك اوباما. ويتواصل مع ادارة ترامب، رغم دعوات متتالية من المسؤولين الاتراك الى وقفه.

وفي مقابلة تلفزيونية بثت مساء الاربعاء، أكد يلديريم ان تركيا لم تتبلغ رسميا من واشنطن ما اذا كانت ستشارك في الهجوم الواسع على الرقة ام لا. وقال: "التطورات الاخيرة توحي لنا ان (ادارة ترامب) تتابع الطريق نفسه الذي كانت تسلكه الادارة السابقة".

وثمة نقطة خلاف اخرى حول الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه انقرة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل في 15 تموز، وتطالب بتسليمه منذ اشهر، لكن من دون استجابة من واشنطن.

وبرز موضوعا توتر محتملان آخران عشية زيارة تيلرسون. فقد أوقف مسؤول في "بنك خلق" (البنك الشعبي) الكبير، في نيويورك، للاشتباه بانه ينتهك العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على ايران. واكد يلديريم الاربعاء ان الموضوع سيناقش، وان انقرة تتابع الملف عن كثب.

من جهته، وصف وزير العدل التركي في تصريحات لشبكة "الخبر" توقيف هذا المسؤول المصرفي بأنه "عملية سياسية بالكامل".

من جهة أخرى، عبّرت تركيا عن غضبها بعد الكشف عن اتصال هاتفي اجرته قنصلية الولايات المتحدة في اسطنبول بداعية تتهمه بالتورط في المحاولة الانقلابية التي جرت العام الماضي. لكن السفارة الاميركية في تركيا قالت ان القنصلية في اسطنبول اتصلت بالداعية عادل اوكسوز لابلاغه بان تأشيرة الدخول الاميركية التي بحوزته ألغيت. لكن يلديريم قال ان بيان السفارة الاميركية ليس كافيا، و"ننتظر ردا أفضل".