2024-04-26 08:09 م

لا يفل المحتلين إلا الجبارين

2017-07-19
بقلم: أنور العقرباوي
عقود توارت وأجيال تعاقبت، نكسات إثر هزائم توالت ووعود وإتفاقيات نكثت، هنا زعموا نسب الرسول العظيم، بخدعة تثبيت كاميرات للتصوير في مسراه الأسير، وهناك حنثوا باليمين حين عاهدوا على تخليص ثالث الحرمين الشريفين من رجس المحتلين، ثم راحوا يزاودوا علينا بمبادرة للسلام، تغنيهم شر مواجهة قتلة النبيين، ولم ينده لأحد منهم أي جبين.....أي جبين!! ساءهم صمود محور المقاومة، ومسلسل الهزائم المتتالية لدولتهم المتأسلمة المزعومة من بلد الياسمين إلى أرض الرافدين، فراحوا هنا يشرعون أبواب بلادهم للقواعد الأجنبية من الأمريكية حتى الألمانية مفتوحة، وهناك ما دأبوا على تبذير أموال شعوبهم المكممة المسحوقة في شراء المزيد من الحديد، وعقد التحالفات المشبوهة مع العدو التاريخي لأمتهم، على حساب من كان ولا يزال نصيرا لكل قضاياهم المصيرية، تحسبا من ذلك اليوم الموعود حين ستعود رافعة قضية العرب المركزية وحاضنتها التاريخية، إلى أخذ دورها بزخم من جديد بقوة وعزيمة وتصميم، أثرتها تجارب سنوات عجاف من الحرب الكونية عليها وسيول غزيرة من دماء فلذات أكبادها البرية! راهنوا على مرور الزمن وتقلباته، وقبضتهم الحديدية على شعوبهم وسلطة دايتون والمنتفعون من زبانيته، عسى أن يطول السبات ويتمكن الإحباط من النفوس، حتى تندثر الأحلام ويقضم ما تبقى من أرض، لا من أجل قضية بعينها إلا في سبيل التمكن من عروشهم الكرتونية، وتناسوا قول الحق "إن فيها قوما جبارين"، حتى جاءهم بالفعل اليقين من قلب فلسطين، من آثروا الشهادة على الإستكانة في ظل إحتلال بغيض. لله دركم أيها المحمدون، وأنتم تفتدوا بأرواحكم أرض مسيحه ومسرى نبيه، والقدوة اللتي لا شك سيقتفي أثرها قومكم المقاومين الجبارين؟! 
كات فلسطيني مقيم /واشنطن