2024-04-27 07:58 ص

كل الدروب تؤدي إلى دمشق

2017-07-21
بقلم: محمود الشاعر
في كل مصيبة تطال الوطن العربي فتّش دائماً عن اسرائيل فهي الأحجية التي لا تستعصي على من خبر تاريخها المخادع وعرف أساليبها الملتوية لحماية كيانها المزعوم فهي من روجت للربيع الدموي في المنطقة العربية واستخدمت مخلبها الارهابي القذر في سورية لأنها رأس المقاومة وحربتها يساندها في ذلك رهط من رعاة الخليج من الاخوان والوهابية ممن قدموا فروض السمع والطاعة للأمريكي والإسرائيلي وأطلقوا الرصاصة الأخيرة على ملف القضية الفلسطينية بعد أن نامت ضمائرهم عن أحقية الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه وتحريرها ، فالسعودية الغارقة في نزاعاتها القبلية ضد إخوة النفط والإرهاب والساعية لقضاء شهر عسل التطبيع مع اسرائيل تصمّ أذنيها اليوم عما يحصل في الأقصى وتسعى لتحريم مقاومة العدو وتكفير كل من يحمل السلاح في وجه اسرائيل المذعورة أصلاً من هدنة الجنوب والتي ترى فيها تهديداً مباشراً لإرهابييها في المنطقة وتتذرع بتمدد نفوذ محور المقاومة هناك ، الأمر الذي أقضّ مضجع نتنياهو فصرح أخيراً بقدرته على التأثير في الجنوب السوري من خلال دعم التنظيمات الإرهابية هناك واحتضانها وأبدى أطماعه الوقحة في المنطقة ، لكن المتتبع لسيل الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري يدرك جيداً حجم المخاوف الإسرائيلية وأسبابها . ولأن الدروب كلها تؤدي أخيراً إلى دمشق بوصفها قلب العروبة النابض وحربة المقاومة التي لا تنكسر كان لابدّ للمتغطرس الأمريكي أن يقرّ أخيراً بأحقية الدولة السورية في محاربة الإرهاب ويتحدث عن وقف شامل لإطلاق النار في سورية . يشاركه في ذلك نظيره الفرنسي الذي تحدث بشأن تحقيق مفاوضات بدون شروط مسبقة ودون المساس بالسيادة السورية ، مما يشكل انقلاباً جذرياً في مواقف تلك الدول المعادية التي ظلت متشبثة بآراء مناهضة لقيام دولة سورية موحدة ذات سيادة مستقلة على مدى السنوات السابقة ، ولا يخفى على أحد أن تلك التصريحات كانت نتيجة حتمية للانجازات العسكرية والميدانية التي حققها الجيش السوري وانهيارات متتابعة بين صفوف داعش والنصرة وفشل ذريع مُني به الإرهاب بعد أن عجز عن إخضاع سورية والنيل من صمودها بالإضافة إلى خشية تلك الدول من ارتداد الإرهاب إليها بعد ظهور بوادر إرهابية في مناطق مختلفة من العالم . إن تقدم الحديث عن محاربة الإرهاب في أروقة جينيف 7 والبحث عن أساليب مكافحته ضمن السلال الأربع المتفق عليها يدل على تطور في الموقف الدولي تجاه الشأن السوري ويبشر بحلول سياسية ناجعة في حال صدق النيات واتخاذ مواقف جدية في هذا الشأن ، وعلى من يرفع صوته عالياً في دعوة صادقة لمكافحة الإرهاب أن يضع يده بيد الحكومة السورية والجيش السوري وينسق معهما لأن ذلك هو السبيل الحقيقي للقضاء على الإرهاب وسحقه واجتثاثه من جذوره وتخليص العالم من شروره ما تقدم منها وما تأخر. 
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص