2024-04-26 08:48 م

الخطاب الفلسطيني الأخطر على المنصة الدولية

2017-09-22
القدس/المنـار/ خطاب فلسطين في دورة الجمعية العامة للامم المتحدة هذا العام، الذي القاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جاء ملبيا لرغبات شعبة، في الدرجة الاولى، وأحدث ارتياحا كبيرا في صفوفه.
كلمة الرئيس الفلسطيني هذا العام جاءت أكثر حسما وحزما ووضوحا من كلمته في العام الماضي، وهي بمثابة خارطة طريق لكل الجهات منعا لتطورات خطيرة لن يسلم العالم من تداعياتها، واعلان واضح بنفاذ الصبر أمام تعنت اسرائيل وعجز المجتمع الدولي، وتهاون وانحياز راعي العملية السلمية الذي لم يتخذ حتى الان رغم سنوات رعايته الطويلة موقفا جادا لانجاح هذه العملية.
خطاب الرئيس ابو مازن في طياته رد على كلمتي الرئيس الامريكي ورئيس وزراء اسرائيل، وتجاهلهما تماما للقضية الفلسطينية، كلمة أعادت لفت انتباه المشاركين في دورة الجمعية العامة الى مماطلة واشنطن وتل أبيب في تنفيذ القرارات الدولية، تلك القرارات التي ترفض الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية، موضحا استمرار اسرائيل في سياسات القمع والاستيطان والتهويد وانكار الحقوق وعدم الانصياع لارادة المجتمع الدولي.
وقبل استعراضه فحوى الخطاب، يمكن القول أنه جاء ليعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ويفتح مسارا سليما للمضي قدما في رأب الصدع في الساحة الفلسطينية، فالخطاب يعبر عن كافة الاتجاهات في هذه الساحة التي يخيم عليها التفاؤل بفعل التطور الاخير الذي انطلق من القاهرة، ايذانا باقتراب ارساء قواعد ثابتة قوية لمصالحة حقيقية.
الغضب كان واضحا على الرئيس محمود عباس وهو يخاطب قادة العالم، يوحي بأن الفترة القادمة سوف تشهد خطوات وقرارات حاسمة ومفصلية في حال استمر المجتمع الدولي في تجاهله للحقوق الفلسطينية وصمته على الاحتلال الاسرائيلي، واكد الرئيس الفلسطيني على أن الاحتلال يشكل اسنادا للفكر الارهابي التكفيري، وممارساته القمعية تصب في خدمة هذا الفكر الذي يهدد الساحة الدولية، وفي خطاب الرئيس عباس تهديد واضح ، وهناك اصرار على تنفيذه في حال استمر الاحتلال، تهديد بسحب الاعتراف باسرائيل، عندما قال "ان عدم اعتراف اسرائيل بنا سيضع اعترافنا بها موضع تساؤل"، مشيرا الى أن الاحتلال وصمة عار في جبين اسرائيل والعالم، لذلك على هذا العالم ان يتحمل مسؤولياته، بالتحرك لكنس هذا الاحتلال عن الارض الفلسطينية، وخاطب زعماء المجتمع الجولي كيف تعترفون بدولة حدودها غير معروفة، وترفض كل مبادرات السلام، وبصراحة أعلن اجتماع قريب للمجلس الوطني لمراجعة استراتيجيته، وهذا تهديد واضح، وايذان ببدء عصر جديد، وطالب باعتراف كامل من دول العالم بدولة فلسطين على حدود العام 1967، وانجاز حل حتى لا يتحول الصراع الى صراع ديني، مطالبا بملاحقة مجرمي الحرب من الاسرائيليين.
الرئيس الفلسطيني أعاد في خطابه التأكيد على الثوابت الفلسطينية المعروفة مؤكدا أن لا تنازل عنها، وفي مقدمتها أن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، والتحذير من اللعب بالنار، والتوقف عن الانتهاكات والاعتداءات على المقدسات.