2024-04-26 07:11 م

الجنرال عميدرور: لا تنعوا “الدولة الإسلاميّة” فهي ستعيث خرابًا بأوروبا

2017-09-24
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
بعد فشل مشروعهم الذي ركزّ على توظيف التنظيم المُتوحّش “داعش” في تفتيت وتمزيق البلدين العربيين، سوريّة والعراق، بدأت مراكز الأبحاث الإسرائيليّة محاولاتها في سبر غور اليوم التالي بعد “داعش”، حيث قال الجنرال المُتقاعد يعقوف عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القوميّ بالدولة العبريّة، في دراسةٍ نشرها معهد بيغن-السادات في تل أبيب، إنّ الأحداث الإرهابيّة الأخيرة التي نفذّها التنظيم في أوروبا هي بمثابة بداية البداية، مُشدّدًا على أنّه إذا أرادت القارّة العجوز التصدّي للتهديد على نحوٍ فعّالٍ، فعليها أنْ تقوم بتغيير نهجها الثقافيّ حيّال مُشكلة الإرهاب، على حدّ قوله، ولفت في الوقت عينه، إلى أنّ جميع المؤشّرات والدلائل والتقديرات تؤكّد على أنّ هذا التنظيم الهمجيّ سيُواصل عملياته الإرهابيّة في جميع أرجاء أوروبا.
وتابع عميدرور: من الآن فصاعدًا، ستُصبح المنظمة نسخةً أخرى من جماعةٍ إرهابيّةٍ سُنيّةٍ مثل القاعدة، التي تتمثل ميزتها الوحيدة في أنّ المتطوعين الذين قاتلوا من أجلها في الشرق الأوسط عادوا إلى بلدانهم الأصلية وأصبح لديهم الآن تخطيطًا أسهل لتنفيذ هجماتٍ إرهابيّةٍ.
وأشار إلى أنّه صحيح أنّ فكرة الخلافة الإسلاميّة، التي جلبها داعش إلى طليعة الوعي الجماعيّ عندما كان في ذروة سلطته، ستستمر في صدى العديد من المسلمين بعد انهيارها، ومن الصحيح أيضًا أنّ السُنّة الذين يشعرون بأنّ العالم كله ضّدهم سيبحثون عن طرق للتنفيس عن إحباطهم، ويمكن أنْ توفر داعش وسيلة.
لكن داعش في نهاية المطاف منظمة مهزومة، إذْ اتضحّ مرّة أخرى، أنّ الجيوش القويّة بالتزامن مع القوّات المحليّة المصممة يمكن أنْ تنتصر على جماعة حرب العصابات، حتى لو تمّ إطلاق مقاتلي هذه الجماعة، وعلى استعداد للموت من أجل قضيتهم.
ومع ذلك، رأى الجنرال الإسرائيليّ، سيبقى داعش يُحاول تنفيذ هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم. وسيكون الدافع وراء الرغبة في تسوية الدرجات التاريخية: مثل ادعائه أنّ إسبانيا بلد مسلم الذي غزاه الكاثوليك في نهاية القرن الـ15، ولكن سيعمل أينما كان في جميع أنحاء العالم. وسوف تستخدم خلايا منظمة تنظيمًا جيدًا، طويلة الأمد، مما يجعل إجراءاتها أكثر “فعالة”، وهذا يعني أنّه سيكون له القدرة على قتل المزيد من الناس، وستُواصل المجموعة أيضًا محاولاتها لتجنيد الأفراد عبر الإنترنت، “الذئاب الوحيدة” الذين يُمكنهم تنفيذ هجمات خطيرة، ولكنهم محدودون في مدى الفوضى التي يمكن أنْ يُسببوها.
ومن ثم، أردف، فإنّه من السخرية الاعتقاد أنّ الإرهاب العالميّ يُمكن تخفيضه إلى الصفر، فإسرائيل لم تتمكن من تحقيق ذلك في القدس، وليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأنّ أيّ بلدٍ آخر سيكون أكثر نجاحًا، ولكن لا ينبغي بأيّ حالٍ من الأحوال الاستنتاج أنّه لا يوجد شيء يتعين القيام به، ومن الممكن أن ْنخفض بشكلٍ كبيرٍ مقدار الإرهاب وفاعليته، إذا كنّا على استعداد لدفع الثمن السياسيّ والثقافيّ.
ويجب معالجة ثلاثة مجالات: أولاً، يجب أنْ تتغيّر الطريقة التي ينظر بها النظام القانوني إلى الإرهاب – لا سيما بمعنى أنّه يتصدى للإرهاب بالطريقة التي تتبع بها الجريمة، التي تؤدي إلى أيدي الإرهابيين. وسيكون هذا تغييرًا سياسيًا وثقافيًا هائلاً ولكن ضروريًا. وسيتعين القيام باعتقالات إدارية. وسيتعين تحديد أهداف جمع المعلومات الاستخبارية على أساس العرق والدين، وينبغي أنْ يكون لدى الأجهزة الأمنية القدرة على احتجاز المشتبه فيهم لاستجوابهم وحتى معاقبة الأشخاص الذين لم يرتكبوا الفعل بعد. ويجب أنْ يكون مفهومًا أنّه حتى اعتبار فكرة الإرهاب جريمة يعاقب عليها القانون. وشدّدّ على أنّ تطبيق هذه التغييرات، التي ستترتب عليها التخلي عن درجة صغيرة من الحرية الشخصية للمواطنين، سيكون مشروطًا بالقيادة السياسيّة التي تقول لنفسها ولمواطنيها الحقيقة.
والثاني المطلوب هو تركيز العمل الاستخباراتي على المجتمعات ذات الصلة. والثالث أكثر تعقيدًا. فهو يتسبب في جعل المواطنين العاديين يستجيبون بسرعةٍ وبقوّةٍ عند وقوع أيّ عملٍ إرهابيٍّ. ولإسرائيل ميزة واضحة في هذا المجال، لأن العديد من المواطنين مرخص لهم بحمل الأسلحة النارية ويُمكنهم اتخاذ إجراءات حتى قبل وصول الشرطة وقوات الأمن.
ومرّة أخرى، لا يُمكن لأيٍّ من هذه الأساليب أن تمحو الإرهاب تمامًا، ولكنها يمكنها تقليله إلى حدٍّ كبيرٍ إنها معركة مرهقة ولكنّها حاسمة. لا يوجد حلّ سحري للإرهاب الإسلاميّ، لأنّه ينبع من الإحباط التاريخيّ والثقافيّ ولا يمكن أنْ تتغيّر الأمور دون تحسّن الأوضاع الاقتصادية للمهاجرين المسلمين.
ورأى عميدرور أنّ هجمات القاعدة الإرهابية في سبتمبر 2001، وهى أكثر الأحداث الإرهابيّة فتكًا في التاريخ، أثرت أساسًا على لوائح الطيران، ولكن ليس على الثقافة السياسية الأمريكيّة، وأوروبا ليست مختلفةً، ومن غير المرجح أنْ تتغيّر بشكلٍ كبيرٍ بسبب الإرهاب.
وأشار إلى أنّ الهجرة الجماعية إلى أوروبا من البلدان الإسلامية يمكن أنْ تتحول إلى ما يقرر مصير القارّة، وبما أنّ معظم المهاجمين هم من المهاجرين المسلمين من الجيل الأول أوْ الثاني، فإنّ أوروبا قد تحتوي على الهجرة كرّد فعلٍ للإرهاب.
واختتم الجنرال عميدرور قائلاً: يجب أنْ نأمل في أنْ تستخدم أوروبا كل الوسائل المتاحة لها لمكافحة الإرهاب، ولكن من الخطأ أنْ نأمل أنْ يؤدي الإرهاب إلى تغيير القارة ونهجها إزاء مشاكل العالم، بما في ذلك علاقاتها مع إسرائيل، بحسب تعبيره.