2024-04-26 09:09 م

سعد الحريري يعلن الحرب على لبنان وشعبه ومقاومته !

2017-11-04
بقلم: حاتم استانبولي  
استقالة سعد الحريري يجب قرائتها من خلال التطورات الأقليمية وخاصة ما يحدث في الميدان السوري من تطورات وارتدادات على محيطه. قرار اعتماد سفير لبناني جديد في سوريا وما سبقه من زيارات لوزراء لبنانيين لنظرائهم السوريين وانعفاد مؤتمر لعلماء المقاومة في لبنان واتخاذه قرارات وفتاوي دينية وانجاز تحرير دير الزور ووصول الحشد الشعبي الى القائم واعلان قادته عن توجههم للمشاركة في تحرير البوكمال واعلان روسيا ان وجود القوات الأمريكية الغير شرعي في التنف يمنع وصول المساعدات للاجئين السوريين وهذا يصل الى حد جرائم الحرب والتسريبات عن زيارة محتملة لرئيس الديوان الملكي الأردني ووزير خارجية فرنسا السابق لدمشق الذي اذا حصل يعد اختراقا عربيا ثانيا لمظلة المقاطعة . والقنبلة المعلوماتية من مونيتور الحرب على سوريا (حمدبن جاسم ) الذي اعلن وبكل وضوح وشفافية عن دور بلاده بالتنسيق الكامل مع الرياض وواشنطن وانقرة في اعلان وتمويل الحرب على سوريا . ان استمرار المازق السعودي في حربها على اليمن وفشلها في محاصرة قطر وآخرها تصريح ولايتي مستشار المرشد الأعلى ومن لبنان ان معركة تحرير الرقة ستكون المحطة القادمة بعد دير الزور هذا التصريح هو اعلان فتح المعركة مع القوات الامريكية وحلفائها في سوريا . كل هذه العوامل مجتمعة بتداخلها وتقاطعاتها ادت الى ان تقوم المملكة باجبار رئيس وزراء لبنان على الأستقالة التي على ما يبدو كان مجبرا على اتخاذها لمحاولة استيعاب استحقاقات المشهد الميداني السوري والعراقي من خلال الساحة اللبنانية . ان التصريحات الامريكية السعودية حول دور حزب الله وما يشكله من مخاطر على مستقبل مصالحهم وتوعدهم بتصفيته واخراجه من الحكومة اللبنانية ومواجهة ايران في الساحة اللبنانية كان وراء خطوة الأستقالة التي كانت تريدها السعودية واضحة بان المعركة على حزب الله في لبنان قد فتحت . ولكن السؤال المهم هل يتحمل لبنان المغامرة السعودية في الذهاب بعيدا في اعلان الحرب على لبنان كل المؤشرات تقول ان اعلان الحرب على حزب الله يعني اعلان الحرب على لبنان. اذا ما اتخذت طابعا اقتصاديا فانها ستطال كل الشعب اللبناني بكل مكوناته اذا كانت اهلية فانها ستطال كيانية الدولة . واذا كانت تشجيع اسرائيل على غزو لبنان فان الحسابات الأسرائيلية لا تخضع لمصالح الرياض ولا حتى البيت الأبيض ولا يمكن ان تدخل في حرب ليست مضمونة النتائج السريعة الخاطفة واية حرب قادمة ستكون طويلة وستطال العمق الفلسطيني (الأسرائيلي). ولا يمكن ان يضبط ايقاعها واحتمال امتدادها الأقليمي او العالمي . ان اية مغامرة ( سعودية اسرائيلية امريكية ) ضد حزب الله لا يمكن ان تبقى محصورة في لبنان وانما حريقها سيطال كل المنطقة ولا يمكن التحكم في نهاياتها او نتائجها . من الواضح ان قرار الأستقالة له ابعاد خطيرة على لبنان كدولة وكيانه ومستقبله واظهر وبوضوح ان تيار الحريري وحلفائه لا يهمهم لبنان وشعبه بقدر اهتمامهم بمصالح داعيميهم الأقليميين والدوليين ومقولاتهم عن استقلال لبنان سقط في الرياض . في كل الاحوال لن تنتصر قوى العدوان عليه هذا ما كتبته في بدايات الحرب على سوريا واكدت ان من سوريا سينبثق عالم جديد متعدد القطبية والآن فان من لبنان سيندحر التحالف الأمريكي الأسرائيلي الرجعي العربي ولبنان سيكشف العدو الحقيقي للامتين (العربية والأسلامية). لبنان وشعبه ومقاومته الذين دحروا داعش واخواتها وكشفوا داعميهم لن يستطيع مشغليهم اتمام مهمتهم . الميدان اللبناني يمتد من طهران الى صنعاء مرورا ببغداد ودمشق وبمظلة موسكو وبكين وحلفائهم .