2024-05-11 05:50 ص

عاشت إيران ظالمة أو مظلومة

2018-01-09
بقلم: د. أنور العقرباوي
بالأمس جالت جموع من الإيرانيون "تذمرا" شوارع بلادهم، في ظاهرة كفلها لهم دستورهم، لم يتوانى الإنتهازيون والمتربصون بهم سوءا، عن صبغها بأكثر مما تحتمل ووصفها "ثورة"، متجاهلين السنوات العجاف من الحصار الظالم بحقهم! حسنا فعلت الجماهير المليونية السلمية عندما خرجت إلى الشوارع وهي تؤكد على تمسكها بالشرعية الدستورية و تندد بمن يحرق أعلامها الوطنية، كما أحسنت صنعا المؤسسة الحاكمة، اللتي أفرزتها الصناديق الإنتخابية، عندما فوتت الفرصة على المتربصين بالبلاد سوءا، وأبدت تفهما للمطالب الشعبية المشروعة، لكن ذلك لن يغنيهم ما لم يحرصوا جميعا على تحمل المسؤولية، في المزيد من اليقظة والحذر إزاء ما يبيته الأعداء من مكر، حين عبرته عنه تملقا وبهتانا المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، في "الحرص" على حقوق الشعب الإيراني، وعندما "هللت" لها أبواق الإعلام الخليجية، ما لم تكن تجارب "الربيع العربي" قد علمتهم درسا، لا زالت أمتنا تعاني من نيرانه المريرة! يا لها من بجاحة عز مثيلها، إلا من جعلوا من "الإزدواجية" معيارا يبرر الغاية منها، حين تتفق ولا تتعارض وأهدافهم المغرضة والجلية! تماما كما تنازلوا عن حق لا يملكونه إزاء الشعب الفلسطيني، ووصفوا ثورته ب-"الإرهابية"، وعندما غضوا الطرف عن فتك آلة الدمار الوهابية بالشعب اليمني بدعوى التصدي للمد "الشيعي"، وساهموا في تدمير ليبيا وسورية على أيدي مرتزقة اليانكي ببدعة نشر "الحرية"! وبعد، فإن من يرى في إيران دولة ظالمة، حين تتمنى جماهيرنا العربية لو كان لديها أنظمة ديمقراطية، تنقلها من التبعية إلى مصاف الدول النووية، ومن لم يدرك الظلم الواقع عليها، حينما أصبحت هدفا للتحالف الصهيو وهابي، وهي اللتي لم تتوانى يوما عن دعم محور المقاومة بكل أسباب الثبات والصمود، فإنه ما من شك إنما لا يرى الأمور بغير عيون أمريكية-صهيونية-وهابية! 
كاتب فلسطيني واشنطن