2024-04-27 06:28 ص

الواقع والممكن والمعقول

2018-01-19
بقلم: حاتم استانبولي
الواقع يقول ان القضية الفسطينية في احرج اوقاتها وتصفيتها سياسيا ممكن لكن التصفية الوطنية غير ممكنة بحكم استمرار مطالبة اغلبية الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية التاريخية . الواقع يقول انه نتاج مرحلة ما بعد اتفاق اوسلو هذا الأتفاق الذي وقع من خارج الجماع الفلسطيني ووضع على الطاولة واستحضر له التاييد من كافة القوى الفلسطينية ليس كقرار اجماع وانما من خلال رموز وكادر كان يعمل عليه منذ الخروج من بيروت ولنسمي الاسماء باسمائها والجميع يعرفها وهي التي غطت المشاركة في دورة المجلس الوطني بغزة الذي اقر التغييرات في الميثاق الوطني الفلسطيني واسس للمساومة التاريخية اعتراف بحق اسرائيل واعتراف اسرائيل بالمنظمة . وهذا اسس لأتفاق وادي عربة ولفتح ابواب التطبيع مع اسرائيل (المستعمر الأستيطاني). لا شك ان هنالك راي عام عالمي يؤيد الفلسطينيين ونالت فلسطين العضوية في بعض المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة كل ذلك مشروط باستمرار التفاوض المباشر مع المحتل المستعمر وبسقف حل الدولتين المشروط باتفاق الطرفين عليه , وهذا موقف القوى المؤيدة ايضا. الواقع ومن لسان قائد السلطة يقول اننا في مأزق وانه ضحك علينا على مدى 20 عاما وفي كلمته امام المجلس المركزي اشاع روحا من الياس وصرخ يا وحدنا رغم تقديم كل التنازلات وهو يتسائل عن تنازل واحد اليس الأعتراف باسءائيل هو قمة التنزلات . اما الأعتراف بالمنظمة فكان فقط من اجل التحاور ومن بعدها تحولت المنظمة لسلطة حكم ذاتي وصودرت المنظمة لصالح السلطة. الواقع يقول ان القوى المعارضة واليسارية منها لم تستطع ان تخرج من حلقة الوهم وهي تقف عاجزة عن تحقيق اي تغيير ان كان في المنظمة او السلطة . ولم تستطع ان تشكل قوة في الشارع للضغط على قيادة السلطة . الواقع يقول ان السلطة هي في الواقع ادارة مدنية تابعة للأحتلال تسير امور السكان في المناطق المحتلة فهي لا تملك السيادة وكما قال سلطة بدون سلطة واحتلال بدون تكلفة. الممكن : لتحقيق الممكن على قيادة السلطة ان تعترف بانها هي المسؤولة عن الحالة الراهنة. الممكن يقول ان على السلطة ان تطرح اولوية الاسرى والمعتقلين كاولوية وكشرط للحديث مع اية مرجعية فالاسرى والمعتقلين يفضحون عدائية وفاشية وعنصرية المحتل . الممكن يقول ان الذي وقع الأتفاق من خارج الهيئات الشرعية الفلسطينية يسطتيع الغائه بذات الوسيلة . وهذا لا يعني رحيل ايا كان ولكن بكل بساطة اعادة الوضع للأصل لتعود السلطة الى منظمة التحرير الفلسطينية ومنظماتها وهيئاتها وميثاقها والغاء اية تعديلات استحقت نتيجة اوسلو الذي سقط على حد قول رئيس السلطة . الممكن يقول اننا نستطيع الغاء التنسيق الامني واسقاطه . والغاء وظيفة التنسيق المدني وتحميل المستعمر كلفة استعماره . الممكن يقول ان اية انجازات على الصعيد الدولي ان لم يكن هنالك قوة فعلية مادية على الأرض لأسناده سيكون في مهب الريح وما قلت هنالك مئآت القرارات التي هي بالواقع محفوظة في ارشيف الأمم المتحدة . الممكن يقول ان اول بند على جدول اعمال المنظمة هو الغاء كل القرارات المؤذية بحق الشعب الفلسطيني في غزة . الممكن يقول ان الصلاح في المنظمة بات ضرورة ملحة على قاعدة برنامج وطني متصادم مع الأحتلال المستعمر. المعقول : المعقول يقول ان ما قبل القدس ليس كما بعدها وان القيادة التي اعترفت بعجزها عليها ان تقدم استقالتها مشكورة لجهودها وتفتح المجال للخيار الآخر الا يكفي 25 عاما من التجربة . المعقول يقول ان اعادة التموضع الفلسطيني مطلوب وملح على قاعدة المقاومة بكافة اشكالها . القرارات التي لا يمكن صرفها سياسيا او عمليا هي قرارات تضليلية . ان التعامل باستخفاف من قبل الأحتلال المستعمر مع السلطة بعقلية قولوا ما تريدون ونحن نعمل ما نريد هي ذات الطريقة التي تتعامل بها قيادة السلطة ورئيسها مع الشعب الفلسطيني ومعارضته قولوا ما تريدون ونحن نفعل ما نريد . السلطة حاورت الأحتلال المستعمر 25 عاما ولم تحاول ان تحاور معارضتها. وتتعامل معها بذات العقلية الامريكية والأسرائيلية بصيغة العقوبات الجماعية . ويهلل ان غزة مبحبحة بالكهرباء وهي المحاصرة بدوائها ومستشفياتها ومرضاها وغذائها ومائها وحدودها ان عقلية العقاب الجماعي لا يمكن ان تستخدم كاجراء داخلي لحل الصراع بين القوى المتصارعة على السلطة ليكون ضحيتها الشعب بكافة فئاته واطيافه . المعقول يقول ان اعطاء البعد الوطني التحرري للقضية الفلسطينة وعدم زجها باحادية البعد الديني لكي لا نقع في تغذية الابعاد الدينية التي يريد ان يضعنا في اطارها المحتل المستعمر. ان البعد الديني يحل في اطار الحل الوطني الديمقراطي التحرري. شعب الجبارين يستحق ان يكون له قيادة وطنية جبارة شجاعة مقاومة .