2024-04-27 12:07 ص

أوهام شركاء الخراب

2018-02-03
بقلم: محمود الشاعر
تتعمق الخلافات بين شركاء الخراب على الأرض السورية ويتبادل الطرفان الأمريكي والتركي مجموعة من الاتهامات بشأن الملف الكردي وكل يحاول شد غطاء المكاسب السياسية باتجاهه حيث يجد أردوغان الفرصة سانحة لإبقاء قواته في الداخل السوري بذريعة الحفاظ على أمن تركيا المزعوم ضد أي مكون كردي تسعى أمريكا لإيجاده في الشمال السوري ولا يخفى على أحد أن الأسباب الحقيقية للتواجد التركي في إدلب اليوم إنما هو حماية لإرهابيي جبهة النصرة الذين احتضنهم أردوغان منذ بداية الحرب على سورية وسمح لأراضيه بأن تكون معبراً لهم إلى الأراضي السورية كما تحمل رأسه الفارغة مجموعة من الأوهام حول قدرته على اقتطاع أجزاء من الأرض السورية في عفرين ومنبج ويطالب بعنجهية مطلقة بوقف تقدم الجيش العربي السوري لتحرير إدلب . وفي المقلب الآخر تسعى أمريكا لإيجاد بديل آخر لها عن التنظيم الداعشي الذي سحق تحت أقدام الجيش السوري البطل ، فتحشد الآلاف من المرتزقة لتشكيل " قوات أمنية جديدة " تقوم بنشرها على الحدود السورية مع تركيا والعراق وشرق الفرات وهي بذلك تعود بالأمور إلى نقطة الصفر وتعرقل المسارات السياسية الساعية لإنجاح مؤتمر سوتشي المرتقب وتفعل مابوسعها لإطالة أمد الحرب على سورية واستنزاف الدولة السورية والتشويش على الانجازات الميدانية للجيش العربي السوري الذي يخطو نحو مطار أبو الضهور في إدلب خطوات ناجحة مكللة بالانتصار ما يعني القضاء على أحلام الواهمين بتحويل المطار إلى قاعدة إرهابية وقيام الجيش العربي السوري بتحويل ادلب وهي خزان السلاح الإرهابي الأول إلى مقبرة للإرهابيين ولكل طامع يسيل لعابه لاقتطاع أي جزء من الأرض السورية الطاهرة . وأمام هذا المشهد الحافل بالنصر السوري تأتي الاعتداءات الإسرائيلية لتعكس حالة اليأس والإحباط التي تعاني منها المجموعات الإرهابية المهزومة في كل مكان فتحاول رفع معنويات الإرهابيين ولاسيما الاعتداءات الإرهابية الأخيرة على ريف دمشق التي تعبر عن القلق الإسرائيلي تجاه تقدم الجيش السوري الذي تجاوز كل " الخطوط الحمراء " التي حاولت إسرائيل رسمها بعنجهية منقطعة النظير وهكذا فإن خطوات الجيش السوري البطل الواثق من النصر في كل معركة يخوضها هي من تحدد مستقبل سورية المنتظر وأياً كانت أوهام شركاء الخراب في إيجاد موطىء قدم لهم على الأرض السورية فإن الحقيقة الوحيدة القادرة على تبديد أوهام هؤلاء هي صمود الجيش السوري المصمم على دحر الإرهاب وكل داعم له تحت أي مسمى . 
 *أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص