2024-04-30 01:34 م

اللقاء المرتقب بين عباس والسيسي .. توقعات وتداعيات

2019-01-02
القدس/المنـار/ اللقاء المرتقب في القاهرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تصفه مصادر مطلعة بأنه هام ومفصلي، من حيث التوقيت والتطورات المتلاحقة في الساحة الفلسطينية، وما صدر عن القيادة الفلسطينية من قرارات سبقتها وأعقبتها تصريحات لمسؤولين فلسطينيين، تؤشر لخطوات بات اتخاذها جاهزا تنتظر موافقة الرئيس محمود عباس، تتعلق بطبيعة وقضايا الملف الفلسطيني، الذي هو في عهدة القيادة المصرية.
المصادر ذاتها، تفيد بأن المصالحة بين فتح وحماس التي باتت بعيدة المنال سوف تتصدر محادثات الرئيسين المصري والفلسطيني، وما قد تقدم عليه القيادة الفلسطينية في ضوء هذا الواقع من خطوات وقرارات فالتباعد بين مشروعي حماس والمشروع الوطني الفلسطيني في تباعد متصاعد، وتراشق الاتهامات بين القائمين عليهما أخذ بعدا خطيرا، له تداعيات أخطر. وهنا، هل تعلين القاهرة ولديها المشاكل الكثير تخليها عن هذا الملف دون توضيح الاسباب، أو أن تمتلك الجرأة وتعلن من هي الجهة التي تعرقل التقدم في ملف المصالحة.
وهذا اللقاء في القاهرة يأتي في وقت تستعد فيه موسكو لاستقبال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، واستعداد القيادة الروسية لاستضافة ورعاية جولات حوار المصالحة بين فتح وحماس، اضافة الى أن حركة حماس ماضية قدما وراء جهود تركية قطرية، تهدف الى عقد تفاهمات واتفاق تهدئة بين الحركة واسرائيل يتمناها في هذه المرحلة بنيامين نتنياهو حيث تعيش اسرائيل أجواء انتخابية، تهدئة ترحب بها ايضا حركة حماس المتطلعة لحكم كيان غزة، حتى لو أدى ذلك الى فصله عن الضفة الغربية وهذا ما تدركه جيدا القيادة الفلسطينية التي ترقب بحذر العبث التركي القطري في ساحة القطاع وتدفق الأموال اليه مما يشجع حماس على التشبث بمشروعها.
المصادر المطلعة تشير هنا، الى أن زيارة الرئيس الفلسطيني الى القاهرة تجيء بعد خطوات وقرارات مفصلية اتخذها وفي مقدمتها حل المجلس التشريعي، الذي ستتم مناقشة أسبابه على طاولة اللقاء مع الرئيس السيسي في القاهرة، وهي خطوة ستحاول حماس استغلالها، ولا شك أنها بعثت الى القاهرة، موقفها من هذه الخطوة فور اتخاذها.
وترى المصادر ان الرئيس محمود عباس سيعود الى رام الله من القاهرة لاتخاذ المزيد من الخطوات بعضها قد يستند الى ما ستتم مناقشته في لقاء الرئيسي بعد ايام قليلة، وربما ستحدد هذه الخطوة التي ستتخذها القيادة الفلسطينية طبيعة العلاقات في المرحلة القادمة بين رام الله والقاهرة، خاصة وأن هناك توترا غير معلن في هذه العلاقات.
والقيادة المصرية التي حملت الملف الفلسطيني، تبذل جهودها، وهناك عدة أطراف حول هذا الملف، فتركيا ومشيخة قطر، الجهة الاولى، والامارات والخوارج على فتح يتزعمهم محمد دحلان الجهة الثانية، واسرائيل الجهة الثالثة ووراؤها الولايات المتحدة، وهناك طرفا الصراع الرئيسيين حماس وفتح، وبالتالي سيكون موقف القاهرة مستندا الى مصالحها، وطبيعة التحالفات في المتطقة، وبطبيعة الحال، الاهداف التي تتوخاها من وراء ما تبذله من جهودي الملف الفلسطيني، لذلك تخشى المصادر توترا كبيرا الى حد القطيعة في العلاقات بين رام الله والقاهرة خاصة وأن الرئيس عباس قام وسيقوم باتخاذ خطوات حاسمة في ميادين مختلفة، وما يجعله يسرع في اتخاذها هو سعي حماس الدائم للتحدث في أكثر من ساحة وكأنها الممثل للشعب الفلسطيني، واحتمال أن تقوم حركة حماس باشعال النيران في الضفة وتحديدا في رام الله وحولها احراجا للرئيس الفلسطيني ، ودفع اسرائيل الى مزيد من التغول في الضفة الغربية، فهي تعيش هذه الايام أجواء حرب انتخابية حامية، وكل حزب ينتظر فتح صناديق الاقتراع سيكون في تنافس مع الاحزاب الاخرى على من يقهر الفلسطينيي أكثر,