2024-05-09 11:55 م

هكذا ترى دراسة بحثية إسرائيلية مستقبل الشرق الأوسط خلال العقد القادم

2021-05-05
في مارس (آذار) 2021، نشر «معهد الشرق الأوسط» – مؤسسة بحثية مقرها واشنطن – دراسة بحثية عن مسألة تطور الشرق الأوسط خلال العقد القادم حتى عام 2030. لم تتناول الدراسة تنبؤات مستقبلية، بل عمدت إلى تحليل الواقع الفعلي بناءً على تأثيرات الاتجاهات الحالية للمنطقة على المستقبل.

أعد هذه الدراسة البحثية ثلاثة باحثين من «المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي»، هم الدكتور يوئيل جوزنسكي متخصص في سياسات الخليج وأمنه، والمقدم المتقاعد دانييل راكوف الذي عمل في استخبارات الدفاع الإسرائيلي وخدم في الجيش مدة 21 عامًا، والباحث آري هيستين متخصص في السياسة الخارجية الأمريكية والعلاقة ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي السطور التالية نقدم لك ملخصًا لما جاء في هذه الدراسة التي تقدم وجهة النظر الإسرائيلية عن مستقبل الشرق الأوسط.

كيف تنبأ باحثو «إسرائيل» بمستقبل الشرق الأوسط؟
من أجل الوصول إلى منظورٍ أكثر واقعية للمستقبل، استخدم الباحثون طرق تحليل تعتمد على تطور السيناريو الحالي في السنوات العشر القادمة، والذي يعد أكثر المنهجيات شيوعًا للتنبؤ بالمستقبل، إضافةً إلى تحديد المُتغيرات التي من المحتمل أن يكون لها تأثيرات قوية في العقد القادم، ودراسة القضايا التي قد تكتسب أهمية مستقبلية؛ إذ يعد رسم سيناريوهات مختلفة محفزًا للتفكير في مجموعة متنوعة من الاحتمالات الافتراضية للمستقبل على أساس المعرفة المكتسبة من الواقع الفعلي والماضي، بحسب المقال.

كانت الركيزة الأولى التي اعتمد عليها الباحثون في كتابة المقال البحثي، هي الرجوع إلى الماضي عن طريق التفكير في عام 2020، عندما كان لا يزال مستقبلًا مجهولًا لا نعرف عنه شيئًا. من أجل ذلك قاموا ببحث دراسة «رسم خرائط المستقبل العالمي» التي نشرت عام 2004، وكانت جزءًا من مشروع المجلس القومي للاستخبارات الأمريكية للتنبؤ بعام 2020، وذلك في محاولة لتفادي الأخطاء التي وقع فيها باحثو الدراسة عن طريق تحليل الاتجاهات المضادة للسيناريوهات، والتي أدت إلى اختلاف واقع اليوم عما اعتقدوه.

كانت مراجعة الكيفية التي أدرك بها باحثو الدراسة القديمة مستقبل اليوم ومقارنتها بكيفية تطورها في الواقع الفعلي اليوم، مفيدة جدًا بحسب كاتبي المقال في صياغة نظرة أكثر واقعية لمستقبل العقد القادم.

4 سيناريوهات لعام 2030.. من وجهة نظر إسرائيلية
يقول الجنرال المتقاعد ايتاي برون، أن السيناريوهات المحتملة للمستقبل عامل هام لصانعي القرار إذ تساعدهم على رسم خطط سياسية مختلفة لإعداد أنفسهم للمستقبل، من خلال نظرة أشمل لمستقبل السياسة والحشد العسكري وطرق ممارسة السلطة.

بأخذ ذلك في الاعتبار، سعى مؤلفو الدراسة إلى تطوير أربعة سيناريوهات مفترضة لما يمكن أن يكون عليه الوضع عام 2030، تهدف إلى تحليل الاتجاهات الحالية التي من المفترض أن تستمر مستقبلًا، بالإضافة إلى المتغيرات المحتملة حسب أولوية التأثير في الشرق الأوسط في العقد القادم.

تشمل النتائج الانتقال العالمي من الأحادية القطبية المتمثلة في الولايات المتحدة قوى عظمى بالعالم، إلى مستقبل ثنائي القطبية قد يشمل «الولايات المتحدة والصين» أو عالم متعدد الأقطاب يشمل «الولايات المتحدة والصين وروسيا». وقد اعتمدوا في ذلك على تقليل الولايات المتحدة لوجودها العسكري بالمنطقة، في ظل التوسع الصيني من خلال المشاريع التجارية بجميع أنحاء العالم، ومحاولات روسيا لإعادة فرض نفسها طرفًا قويًّا في المعادلة.

هذا إلى جانب دراسة وضع التكتلات السياسية في الشرق الأوسط المتمثلة في «تحالف شيعي راديكالي» بقيادة إيران، والتحالف الإسلامي ما بين تركيا وقطر، والوضع الراهن لتكتل الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية. عن ذلك يشير الباحثون إلى أن التعاون ما بين المعسكرات محدود إلا أنه قد يحدث عندما تملي المصالح ذلك.

كما قاموا بوضع «القمع السياسي» المتزايد بالمنطقة في الاعتبار، وأشاروا إلى تفكك اتفاقيات الحد من الأسلحة التي قد تهدد بزيادة خطر الانتشار النووي، بالإضافة إلى التهديدات الإستراتيجية غير النووية في المنطقة. هذا إلى جانب التغيرات الديموجرافية (زيادة عدد السكان) والاجتماعية والاقتصادية بالشرقِ الأوسط، وإلقاء الضوء على المشكلات البيئية والتغير التكنولوجي السريع.

اعتمد الباحثون في رسم السيناريوهات المحتملة للعقد القادم على متغيّرين رئيسَيْن، الأول هو «مدى استعداد الولايات المتحدة للعب دور قوي ومؤثر في الشرق الأوسط» من خلال استثمار الموارد والقوى العاملة ورأس المال لدعم حلفائها بالمنطقة، أما الثاني فكان «التغيرات الاجتماعية والاقتصادية» التي من المفترض أن يشهدها الشرق الأوسط، وكيف يمكن أن تؤدي إلى إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية.

السيناريو الأول: مشاركة أمريكية عميقة بشرقِ أوسط مستقر
يرى الباحثون أن السيناريو الأول يعتمد على استمرار الدول النفطية بالشرقِ الأوسط في مساعدة الدول الأفقر بالمنطقة، إلى جانب التزام الإدارة الأمريكية بمعالجة قضايا الشرق الأوسط من خلال الدبلوماسية الاستباقية، والتي تعتمد على الحد من الوجود الصيني بالمنطقة ومن ثم الروسي.

يشير هذا السيناريو إلى احتمالية أن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من صد توسع منافسيها، واستئناف التعاون مع تركيا، التي أوقفت تدفق الغاز الروسي إلى أراضيها واعتمدت على بدائل أخرى، وألغت اتفاقياتها مع روسيا لبناء المفاعلات النووية.

في تلك الحالة ستلجأ الإدارة الأمريكية إلى بيع الأسلحة الهجومية المتطورة إلى منطقة الخليج العربية من أجل تثبيط شراء البدائل الصينية وردع إيران. وإلى كسب ود تركيا في مقابل الابتعاد عن روسيا، وذلك من خلال تقديم واشنطن المساعدة إلى أنقرة لتحقيق هدفها لأن تصبح مركزًا للطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. 

تبعًا لهذا الافتراض، سيعمل الضغط الأمريكي على دفع كل من إسرائيل ولبنان وقبرص واليونان ومصر إلى بدء إنشاء شبكة خطوط الغاز التي ستمر على تركيا ومنها تنتقل إلى أوروبا، وفي سياق ذلك سيجري توقيع اتفاقية سلام تعمل على تقسيم قبرص وكذلك المياه الإقليمية للبحر المتوسط، بشكلِ يمكّن تركيا من توسيع منطقتها الاقتصادية.

سيلجأ هذا السيناريو إلى تقويض التواجد الروسي بالمنطقة من خلال إقناع بشار الأسد بالاستغناء عن القواعد العسكرية الروسية والقوات الإيرانية المتواجدة بالمنطقة، في مقابل أن تتلقى سوريا اعترافًا بسيطرتها على المناطق الكردية السورية التي منحت الحكم الذاتي من خلال هيئات محلية.

لن يتوقف الأمر في سوريا عند هذا الحد، بل يشمل أيضًا تمويلًا خليجيًا من أجل إعادة الإعمار السوري، والعودة إلى «جامعة الدول العربية» وذلك في مقابل إخلاء تركيا للشمال الغربي السوري بعدما تقدم الدولة السورية ضمانات أمنية بشأن كبح الحركات الانفصالية الكردية.

منطقة الشرق
منذ 4 شهور
كاتب إسرائيلي: مَنْ سيخلف خامنئي إذا ما اضطُر إلى التنحي؟
يشمل هذا السيناريو أيضًا تصورًا مختلفًا للمملكة العربية السعودية؛ إذ يتوقع وفاة الملك سلمان، واغتيال ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان، وهو الأمر الذي ما يلبث أن ينتهي بتولي شقيقه خالد بن سلمان، وزير الدفاع، العرش.

في هذه الحالة سيلجأ الملك الجديد إلى سحب النفوذ السعودي من المنطقة في مقابل التطوير المحلي للبلاد، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى الانسحاب من حربِ اليمن المكلفة ووقف إطلاق النار.

تتناول تلك الرؤية تعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية لمجلس التعاون الخليجي مع قطر، في مقابل قطع علاقاتها مع المعسكر الإسلامي بقيادة تركيا. في الوقت ذاته يتنبأ هذا السيناريو بتصاعد الخلاف بين السعودية وباكستان، وهو ما سينتج عنه خروج العمالة الباكستانية من المنطقة، واستبدالها بعمالة أخرى من الدول الأكثر فقرًا بالشرقِ الأوسط مثل مصر واليمن، مما يؤدي إلى زيادة نسبة التحويلات لتلك المناطق وازدهار اقتصادي نسبي بالمنطقة.

كما يتوقع وفاة آية الله خامنئي بإيران وخلافة حسن روحاني له، والتي تبدو غير متوقعة، مما ينتج عنه رفع العقوبات الأمريكية على إيران، وتجميد برامجها النووية. 

السيناريو الثاني: مشاركة أمريكية عميقة ولكن بمنطقة غير مستقرة
يشير هذا الافتراض إلى صعوبة في التعافي الاقتصادي من أثر الجائحة العالمية التي سببها كوفيد-19س، وانخفاض عائدات النفط مما ينتج عنه في النهاية تقلص المساعدات الخليجية للدولِ الأفقر بالمنطقة، وهو ما سينتج عنه توقف المشروعات الجديدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتآكل الترابط بين الدول الأربعة، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين.

وفقًا لهذا السيناريو، يتزايد التواجد الروسي والصيني بالمنطقة، عن طريق استبدال الإمارات باعتبارها الممول الرئيسي لمشروعات البنية التحتية في مصر، وهو ما ينتج عنه استكمال بناء قواعد عسكرية بحرية وجوية روسية في السودان، وازدياد التواجد الروسي في منطقة البحر الأحمر. وذلك بعدما قلصت الولايات المتحدة من تواجدها القوي في المنطقة، تاركة الشرق الأوسط لحلِ مشكلاته بنفسه.

يتنبأ هذا السيناريو بحدوث ضائقة اقتصادية بالمنطقة، تدفع الشرق الأوسط إلى اضطرابات عامة، مما ينتج عنه قمع عنيف لأصوات المعارضة خاصةً في الجزائر ومصر والعراق. 

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتوقع الباحثون أن حدوث ندرة مائية متصاعدة في القاهرة، مما سينتج عنه أزمة غذاء بمصرِ ستطول آثارها الدول المجاورة، نظرًا لارتفاع أسعار السلع الأساسية. كل هذا سيؤدي إلى ازدياد نفوذ التيار الإسلامي الراديكالي وازدياد الجماعات الإرهابية والتي ستستفيد من الصراعات التي طال أمدها في ليبيا واليمن وسوريا والعراق.

في تلك الحالة، يشير الباحثون إلى وصول لبنان إلى حالة من «الحربِ الأهلية» تؤججها التدخلات الخارجية بالمنطقة، وهو ما ينتج عنه تزايد النفوذ الشيعي الإيراني، وتحسن وضع الحوثيين في اليمن، إلى الدرجة التي تؤهلهم لاستهداف البنية التحتية لدولِ الخليج من خلال طائرات بدون طيار.



وعلى الرغم من تلك النتيجة الظلامية لهذا السيناريو، فإن وضع إسرائيل به يشمل تحسن علاقاتها مع العالم العربي من خلال ضغط واشنطن عليها لاستكمال جهود السلام بالمنطقة، لكن هذا لن يمنع مناورات ما بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، إلى جانب بعض الاشتباكات الإسرائيلية مع حماس، والتي سينتج عنها احتلال غزة مرة أخرى من قبل القوات الإسرائيلية، ومن ثم التنازل عنه خلال المفاوضات التي ستسمح للسلطة الفلسطينية باستعادتها.

يصور هذا السيناريو كيف يمكن للسياسة الأمريكية إن اتخذت من منافستها مع القوى العظمى محورًا للتعامل مع أزمات الشرق الأوسط، قد ينتج عنه زعزعة استقرار المنطقة، وانهيار التحالفات التقليدية، والتي ستؤثر في النهاية على وضع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتحالفهم طويل الأمد.

السيناريو الثالث: انسحاب الولايات المتحدة في حالة استقرار الشرق الأوسط
وفقًا لهذا الافتراض، تنسحب الولايات المتحدة من العراق وسوريا وأفغانستان، كما تقلل من تواجدها في منطقة الخليج العربي، وهو الأمر الذي سينتج عن ثورة إيرانية تطيح الجمهورية الإسلامية، وتستبدل الحكم الديني بآخر علماني، إلا أنه سيحتفظ بأحلام الهيمنة على المنطقة التي تشبه إلى حدِ كبير طموحات النظام القديم.

سينتج عن ذلك تعاونًا اقتصاديًا وعسكريًا بين الدول العربية التي سترحب بسوريا مرة أخرى في «جامعة الدول العربية» للحدّ من النفوذ الإيراني على أراضيها، وتتحالف مصر مع المملكة السعودية لتكوين كتلة معادية للوجود الإيراني بالمنطقة. أما إيران، تعمل وفق هذا السيناريو إلى دعم نفوذ الانفصاليين الأكراد في كل من سوريا والعراق، لزيادة نفوذها، وهو ما ستتصدى له تركيا بتحويل مسار مياه نهر آراس، تاركة إيران تعاني من ندرة المياه في مقاطعاتها الشرقية.

تسعى موسكو لاستغلال التغيرات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وازدياد نفوذ إيران، من خلالِ عمل اتفاقية للغاز الطبيعي تضم أربع دول هي، روسيا وقطر وإيران وتركمانستان. يزيد هذا من التوترات ما بين روسيا وتركيا، مما يؤدي إلى زيادة الدعم الأمريكي لأنقرة، لاعتباره قوة موازنة للنفوذ الروسي في المنطقة.

يحفز الوضع الجديد الصين على دعم مصر، للحدِ من النفوذ الروسي بالمنطقة بعدما نتج عن اتفاقية الغاز هذه زيادة تكاليف وارداتها من الطاقة.

يتوقع هذا السيناريو أيضًا قيام حرب تقاتل فيها مصر إلى جانب السودان وإريتريا، أثيوبيا وجنوب السودان، للحصول على إمدادات المياه بعد فترة طويلة من الاشتباكات، تنتهي بمصالحة يقودها الوجود الصيني والروسي بالمنطقة إلى جانب الاتحاد الأوروبي، في ظل غياب الولايات المتحدة الأمريكية عن المشهد.

يتناول هذا السيناريو أيضًا قيام مصر بعمل أول تجربة نووية في صحرائها الشرقية في مشروعٍ تموله الرياض، لتصبح الدولة العربية الأولى في المنطقة التي تمتلك سلاجًا نوويًا، وترفض الانصياع إلى الضغط الدولي للتخلي عنه، خاصةً بعدما حصلت إيران عام 2028 على سلاح نووي هي الأخرى، من المرجح أن يكون من كوريا الشمالية. ويشير هذا السيناريو إلى أن تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، قد ينتج عنه ازدياد في النفوذ الروسي والصيني بالمنطقة.

السيناريو الرابع: انسحاب الولايات المتحدة من شرق أوسط غير مستقر
يتناول هذا السيناريو رؤية ظلامية أخرى، تتمثل في أزمة مالية عالمية تأثرت بها حتى دول الخليج الثرية، وهو الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى فترة عصيبة من الاضطرابات، ينتج عنه استقالة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبداية فترة مضطربة سياسيًا.

يتنبأ الباحثون وفقًا لتلك الرؤية بحدوث تعاون إسرائيلي مع الدول العربية في مجالات التكنولوجيا وتحلية المياه والزراعة، وهو التعاون الذي سيكون ناتجًا عن ضعف دول الخليج ومصر بعد الأزمات الأخيرة. ووفقًا لتلك الرؤية ستساعد إسرائيل الدول المتحالفة معها إلى التعامل بنجاحٍ مع أزمة التغيرات المناخية، بعكسِ الدول التي سترفض التحالف الإسرائيلي.

يحفز الوضع الجديد للأزمات الاقتصادية موجة من الاحتجاجات داخل إيران، كما تعصف بلبنان أزمات اقتصادية واجتماعية يليها استغلال إسرائيل للوضع المضطرب هذا عن طريق تدخل عسكري لتقويض القدرات العسكرية لـ«حزب الله»، والوقوف في وجه المشروع النووي الإيراني، وهو ما سينتج عنه في النهاية «حرب الثلاثة أيام» بين إسرائيل وحزب الله.
تتضرر البنية التحتية اللبنانية بشدة من جراء تلك الحرب التي استهدفت فيها إسرائيل أهداف حزب الله على الأراضي اللبنانية، من خلال القصف الصاروخي، وهو الأمر الذي ستتصدى له إيران عن طريق تعزيز القدرات العسكرية لقوات حزب الله اللبناني.

إلى جانب ذلك ستؤدي الضائقة الاقتصادية إلى زعزعة حكم الملك عبد الله الهاشمي في الأردن، والانقلاب عليه من قبل القوى الإسلامية، وهو ما سينتج عنه زيادة التوترات مع إسرائيل في المنطقة، وإلغاء اتفاقية السلام مع الأردن التي عقدت عام 1994، وهو ما سيضطر إسرائيل لبناء سياج واسع لحماية حدودها الشرقية من التسللات الأردنية.

وفقًا لهذا السيناريو، تعاني غزة أيضًا من إعادة احتلال أراضيها من قبل القوات الإسرائيلية، مما سيؤدي إلى تفكيك السلطة الفلسطينية، وهي الزاوية التي تشير إلى أن انسحاب الولايات المتحدة وترك منطقة الشرق الأوسط تعاني من فراغ القوى العظمى، قد ينتج عنه فرص إسرائيلية لمكاسبٍ عسكرية، إلا أنها دون مفاوضات قد تصبح مكاسب قصيرة الأمد قد ينتج عنه أزمات متعددة الجبهات.
(ساسة بوست)